كان صديقي المحلل السياسي يزورني في قاعة التحرير فيسرقني لبعض الوقت فنخرج لنتناول الغداء أو لنرتشف قهوة، وكان يعجبه الأمر كثيرا عندما يستوقفه الناس في الطريق أو في المطعم أو في المقهى فيحدثونه أو يأخذون معه صورة تذكارية، فهو من وجوه الشاشة الصغيرة التي صنعها التلفزيون!.
كثيرا ما كنت أنزعج من الأمر وأتركه مع المعجبين والمعجبات حيثما وقف ليواصل معهم الحديث بعدما يقطع الحديث معي، فأعود إلى قاعة التحرير حيث أخرجني منها من غير أن أودعه أو يودعني.
ولقد تخرج صديقي المحلل السياسي في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ويدرّس الطلبة في كلية الصحافة والإعلام، وكان من الطبيعي أن يتحول إلى محلل سياسي وإعلامي يسكن في مختلف القنوات التلفزيونية العامة والخاصة على حد سواء!!..
بينما كنا نمشي وقد وصلنا إلى باب الجامعة المركزية في الجزائر العاصمة، وإذا بأحد الزملاء الصحفيين وهو مراسل أحد القنوات الفضائية الأجنبية يستوقفنا ويسلم علينا فيطلب منا أن نتحدث في موضوع يخص الطبخ الجزائري، فاعتذرت له، وابتعدت عن عدسة الكاميرا، وإذا بصديقي المحلل السياسي الإعلامي يتحول إلى محلل ماهر في الطبخ يكون قد تفوق على السيدات الطباخات وعلى مقدمات وصفات الوجبات الغذائية اللواتي تعج بهن القنوات الفضائية!!!…
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.