تفتقت القمة العربية الـ 31 التي اجتمع شملها بأرض الشهداء في عيد أعظم ثورة في التاريخ الحديث والمعاصر، على دروس عديدة وعبر، يتوجب الوقوف عندها مليا لفهم أفضل للواقع العربي..
كما أنها كانت مناسبة بفعل النجاح الباهر الذي حققته، برغم بعض المناورات التي قامت بها جهات معروفة بحقدها وكراهيتها للجزائر والأمة العربية، لتحصد من خلالها الجزائر العائدة بقوة إلى الساحة الدبلوماسية الدولية..
فوائد وإيجابيات ثمينة تستحق حجم التضحيات التي قدمتها البلاد طوال فترة التحضير الدبلوماسي واللوجيستي المضني الذي بذلته من أجل إخراج هذه القمة بحلتها التي ظهرت بها.
درس التمثيل
شكل هاجس التمثيل في قمة الجزائر العربية، أحد أبرز الدروس التي استوعبتها الجزائر جيدا، والتي ستمكنها مستقبلا من بناء دبلوماسيتها على أسس من الوضوح والمعاملة بالمثل.
ورغم أن قمة الجزائر لم تكن مختلفة عن باقي القمم العربية السابقة، التي كان حجم التمثيل العالي فيها نسبيا، وحجم الغيابات المؤثرة دائما مرتفعا، بالنظر إلى عدم إيمان بعض الأنظمة بفكرة العمل العربي المشترك أصلا، على غرار ملك المغرب مثلا الذي يقاطع مجمل القمم العربية منذ العام 2005.
من الطبيعي هنا، أن تأخذ الجزائر بالتقدير اللازم، حضور بعض القادة العرب للجزائر استجابة لدعوة الرئيس تبون، على غرار الرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس المصري السيسي رغم محاولات البعض ثنيه عن الحضور.. والأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني..
إلا أن حجم الحديث عن درجة التمثيل في هذه القمة أخذ أبعادا غير موضوعية، في محاولة من البعض لتحميل الجزائر مسؤولية غياب بعض الحكام العرب..
وقد كشفت بعض التبريرات المقدمة لذلك حقيقة الوضع العربي، حيث تم تبرير غياب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمشكلة في “الأذن”.
بينما كشف وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لوسائل الإعلام المحلية والعالمية، أن غياب ملك البحرين عيسى بن حمد آل ثاني مثلا، كان بسبب انشغاله في التحضير لزيارة بابا الفاتيكان.
وقد تلاشت المخاوف نهائيا من تدني مستوى التمثيل، بعد أن أرسل القادة الذين تعذر عليهم الحضور من ينوبهم من مستويات عليا، حيث حضر الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجيّة السعودي رئيساً لوفد بلاده.
كما حضر ممثلا للإمارات منصور بن زايد آل نهيان شقيق رئيس الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء ولحقه فيما بعد نائب رئيس الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد، وحاكم دبي هو عادةً من يحضر مثل هذه القمم، والمُؤتمرات، علاوة على حضور وليّ عهد الكويت مشعل الأحمد الصباح مُمثّلاً عن أمير الكويت نواف الأحمد..
ولعل النقطة السوداء الوحيدة التي طبعت إشكالية التمثيل في القمة، هو إلغاء مشاركة الملك المغربي في آخر لحظة لأسباب واهية.
ومن الطبيعي هنا، أن تأخذ الجزائر بالتقدير اللازم، حضور بعض القادة العرب للجزائر استجابة لدعوة الرئيس تبون، على غرار الرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس المصري السيسي رغم محاولات البعض ثنيه عن الحضور..
والأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي حضر فعاليات الألعاب المتوسطية وحضر الآن أيضا على الرغم من أن بلاده على موعد بعد أيام فقط مع أكبر تجمع كروي في العالم مونديال قطر 2022.
الدرس العالمي
وُضع ملفان مهمان للغاية على طاولة النقاش مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية وهما الطاقة والأمن الغذائي العربي، ولحسن الحظ، كان التوافق العربي حولهما واضحا..
وحملت قمة الجزائر العربية بعدا دوليا واضحا، حيث وبالإضافة إلى مشاركة رؤساء الدول والمنظمات الدولية وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الحالي للاتحاد الافريقي ماكي سال، والرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز إلهام علييف والمبعوث الخاص للحكومة الصينيّة لشؤون الشرق الأوسط تشاي جون وغيرهم..
كانت لرسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقمة العربية أهميتها القصوى، في تأكيده على الدور الكبير الذي تلعبه دول الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، أين استغل الفرصة ليطالب المُشاركين في القمّة العربية المُساهمة في “إرساء نظام عالمي جديد مُتعدّد الأقطاب” وبالتالي التخلص من هيمنة القطب الواحد الأمريكي.
وقد كان للدرس الدولي أهميته في قمة الجزائر على غير العادة، حيث وُضع ملفان مهمان للغاية على طاولة النقاش مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية وهما الطاقة والأمن الغذائي العربي، ولحسن الحظ، كان التوافق العربي حولهما واضحا، وسببا في تقريب وجهات النظر خاصة في الملفات الخلافية الداخلية، وأبرزها الأوضاع في اليمن وليبيا وسوريا.
الدرس الإعلامي
الدور المثير لقناتي العربية وسكاي نيوز عربية، اللتين لم تكتفيا بتجاهل أشغال القمة والتحضيرات المرافقة، بل وجهتا بإجراء حوارين مستقلين مع وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة في أثناء انعقاد القمة، ليقوم بإطلاق جملة من الأكاذيب حول تحميل الطرف الجزائري سبب تدهور العلاقات الجزائرية المغربية.
أما الدرس الإعلامي في قمة الجزائر فقد كان صارخا، بعد أن كشفت دوائر الإعلام الخليجية التي غاب زعماؤها عن القمة، عن دور مريب من قبل انطلاق القمة، عبر توجيهات واضحة بتجاهل تحضيرات القمة وإلى غاية انعقادها، إلا من بعض التغطيات البسيطة لذر الرماد في العيون.
ومما لفت الانتباه علاوة على بعض السقطات المهنية من قبل بعض وسائل الإعلام الوطنية خاصة ما تعلق منها بالضجة التي أحدثها نشر خارطة الوطن العربي مبتورة من أراضي الصحراء الغربية، هو الدور المثير لقناتي العربية وسكاي نيوز عربية، اللتين لم تكتفيا بتجاهل أشغال القمة والتحضيرات المرافقة، بل وجهتا بإجراء حوارين مستقلين مع وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة في أثناء انعقاد القمة، ليقوم بإطلاق جملة من الأكاذيب حول تحميل الطرف الجزائري سبب تدهور العلاقات الجزائرية المغربية.
واللافت للانتباه أنه حتى قناة الجزيرة المعروفة بتغطيتها المكثفة لمثل هذه الأحداث العربية الكبرى، غابت هذه المرة بشكل لافت عن إدراج تغطيات مفتوحة على الرغم من امتلاكها لمكتب بالجزائر، والغريب أن القناة القطرية لم تغط حتى لحظة وصول الأمير القطري تميم إلى الجزائر، لانخراطها المبالغ فيه في تغطية أحداث الحرب الأوكرانية الروسية.
وهذا الدرس بالذات، يفرض على الجزائر إعادة التفكير في أدواتها الإعلامية خاصة ما تعلق منها بالقناة الدولية، إذا ما أرادت الجزائر أن تواكب دبلوماسيتها الناجحة بإعلام في المستوى.
الدرس الصهيوني
تخشى إسرائيل بالإضافة إلى تداعيات المصالحة الفلسطينية عليها، من مساعي الجزائر إعادة بعث المبادرة العربية التي طرحتها الجامعة العربية قبل عشرين عاما، الأرض مقابل السلام، بديلا عن الطرح التطبيعي الجديد “السلام مقابل السلام”..
وبرز الدرس الصهيوني كالعادة في هذه القمة، من خلال الأدوار القذرة التي حاولت بعض الأطراف العربية المطبعة الانخراط فيها، لإحباط أولا مبادرة الجزائر في لم الشمل الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية، ومن ثم في مساعي الجزائر لم الشمل العربي، وهو ما اتضح بشكل جلي من خلال تخلف أطراف ما يسمى بالاتفاقية “الابراهيمية” مع الكيان الصهيوني عن حضور هذه القمة، بل والتشويش عليها كما حاول ذلك الطرف المغربي.
وتخشى إسرائيل بالإضافة إلى تداعيات المصالحة الفلسطينية عليها، من مساعي الجزائر إعادة بعث المبادرة العربية التي طرحتها الجامعة العربية قبل عشرين عاما، الأرض مقابل السلام، بديلا عن الطرح التطبيعي الجديد “السلام مقابل السلام”..
ما يعني أن جهود إسرائيل في شق الصف العربي ناحية جذب بعض الأنظمة العربية لصفها، قد تتبخر في حال نجاح الجزائر في إبقاء “المبادرة العربية على الطاولة.”
ومما يفرضه هذا الدرس في قمة الجزائر، التي تعد القمة الأولى بعد سلسلة التطبيع “الابراهيمي”، هو انكشاف حقيقة أن ملف التطبيع أصبح ملفا سياسيا أحاديا سياديا بكل دولة، لأن أعداد الدول المطبعة وتلك التي في طريقها للتطبيع يتزايد بشكل كبير، الأمر الذي يمنع إصدار بيان إدانة التطبيع.
الدرس الإيراني والتركي
المعطى الجديد الذي تميزت به قمة الجزائر عن غيرها من القمم الأخرى، هو محاولة الطرف المغربي إدراج الخطر الإيراني من بوابة المغرب العربي، باعتباره خطرا يهدد وحدة المملكة تحت ادعاءات تسليح إيران لجبهة البوليزاريو، من دون الإشارة ولو بطرفي عين، إلى التسليح الصهيوني للمغرب..
أما أبرز الدروس الأخرى، فهو بالتأكيد الدرس الإيراني التركي، الذي تتجاذب حوله الأطراف العربية كل من موقعه ورؤيته للمصالح الخاصة بها.
والمثير للانتباه أن دولا بعينها هي قطر والعراق ولبنان ومعها الجزائر بطبيعة الحال، ترفض تجاوز المعطى الصهيوني في معادلة الخطر على الأمة، إلى الخطر الإيراني أو التركي، في مقابل إصرار الأطراف العربية الأخرى على أولوية خطر التمدد الإيراني والتركي في الأرض العربية، خاصة بالنظر إلى المآسي التي تجري في العراق وسوريا واليمن..
غير أن المعطى الجديد الذي تميزت به قمة الجزائر عن غيرها من القمم الأخرى، هو محاولة الطرف المغربي إدراج الخطر الإيراني من بوابة المغرب العربي، باعتباره خطرا يهدد وحدة المملكة تحت ادعاءات تسليح إيران لجبهة البوليزاريو، من دون الإشارة ولو بطرفي عين، إلى التسليح الصهيوني للمغرب، وكيف تحول هذا الأخير إلى قاعدة عسكرية متقدمة للكيان في شمال إفريقيا.
ويقف في الطرف الآخر من المعادلة مشكلة التدخلات التركية التي ترحب بها دول مثل قطر وليبيا وجيبوتي والصومال، وترفضها بشدة جهات عربية أخرى مثل مصر، في حين ترفض الجزائر النظرة الضيقة لتعريف المنظمات الإرهابية والانفصالية، وتطالب بـ “التقيد بلوائح الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية مع احترام سيادة الدول واستقلالها”.
وهنا تبرز رؤية وسطية معتدلة من داخل الجزائر، عبر ما عبرت عنه حركة مجتمع السلم في بيان نشرته بمناسبة انعقاد القمة حين دعت إلى” فتح الحوار والعلاقات الطبيعية مع مكونات الأمة الإسلامية وعلى رأسها إيران وتركيا، من أجل التكامل لا من أجل التنافس والصراع”، وذلك “ضمن رؤيةٍ حضارية من أجل الاستئناف الحضاري للأمة الإسلامية من جديد”، مع “تجريم كل صور وأشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، واعتباره العدو الحقيقي، والخطر الفعلي للأمة العربية”.
الدرس المغربي
تحركات ناصر بوريطة البهلوانية، منذ دخوله التراب الجزائري، أثبتت أن النظام المغربي كان يريد إفشال القمة بأي ثمن، وأن مهمة بوريطة كانت التشويش وافتعال المشاكل لا أكثر
أما الدرس المغربي الذي بدا منفلتا من كل اعتبارات الأخوة والتضامن، فقد أكد من جديد على دوره الوظيفي المعروف منذ القمم العربية السابقة، في التغريد دائما خارج السرب، عبر محاولاته المكشوفة لتوريط الجزائر في مشكلة الصحراء الغربية، من خلال استغلال علاقاته بملكيات دول الخليج، والادعاء بأن الجزائر تسعى لإشراك جبهة البيزاريو في هذه القمة بغرض إحداث البلبة، قبل أن يأتي الرد الجزائري الحاسم.
ومما أثبتته تحركات ناصر بوريطة البهلوانية، منذ دخوله التراب الجزائري، أن النظام المغربي كان يريد إفشال القمة بأي ثمن، وأن مهمة بوريطة كانت التشويش وافتعال المشاكل لا أكثر، قبل أن يتم الإعلان عن غياب الملك المغربي عن حضور القمة في الساعات الأخيرة، بغرض إرباك القمة، على الرغم من أن الطرف المغربي ظل يؤكد حضور الملك شخصيا.
ويدفع هذا الدرس المغربي المتجدد في حبك المؤامرات ضد الجزائر، إلى الاعتقاد أن الدعوة المتجددة للملك إلى الرئيس الجزائري بالحوار، هي محاولة فاشلة لذر الرماد في العيون، وأن المخطط والمشاريع التي دخل فيها المغرب منذ تطبيعه العلاقات مع دولة الكيان الغاصب، وتوقيعه اتفاقية الدفاع المشترك معه، قد نزع نفسه بنفسه من خارطة العالم العربي، قبل أن يقوم بالاحتجاج على نزع خارطة الصحراء الغربية منها.
مكاسب كبيرة للجزائر
وفي خضم هذه الدروس والعوائق، بات واضحا أن الجزائر التي واجهت عوائق هائلة في سبيل إنجاح القمة العربية الحالية، قد تمكنت من الخروج فائزة ومستفيدة في العديد من المجالات، لعل أبرزها هذه العودة الكبيرة للساحة الدولية والعربية، بعد أن عرفت أكثر من عقد كامل من الغياب والتغييب المتعمد في زمن حكم بوتفليقة.
وقد أثبتت الجزائر جدارتها في هذا المستوى من التعاطي الدبلوماسي، أولا في طريقتها الفريدة في التعامل مع القضية المركزية للأمة فلسطين، حين بدأت مساعيها بإحقاق المصالحة بين الفلسطينيين، وأنهتها بالدعوة العالية والقوية لإنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية لدعم القضية الفلسطينية والتوجه إلى الأمم المتحدة من أجل عقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وتمكنت الجزائر رغم تعقيدات الوضع العربي، من توجيه رسالة إلى العالم بأن الصف العربي، ورغم ما فيه من تشرذم بفعل التدخلات الأجنبية، إلا أنه ما زال حيا ولم يمت، وأن الخلافات لم تمنعهم من الحديث إلى بعضهم البعض، وأن الجامعة العربية رغم إخفاقاتها، ما زالت تحاول الصمود وهي لم تندثر تماما.
من شأن تسلم الجزائر لرئاسة القمة العربية أن تتيح لها الفرصة للتكلم باسم الدول العربية في المحافل الدولية، لما في ذلك من تأثير كبير على مكانتها العالمية..
وقد حققت الجزائر من إنجاح القمة، مستفيدة من وضعها الجيوسياسي والاقتصادي، المزيد من الوزن والثقل على المستويين العربي والدولي، خاصة وأن المتغيرات الدولية تساعدها اليوم تماما، من خلال استغلال قوتها الطاقوية وحاجة العالم للغاز والبترول.
ومن شأن تسلم الجزائر لرئاسة القمة العربية أن تتيح لها الفرصة للتكلم باسم الدول العربية في المحافل الدولية، لما في ذلك من تأثير كبير على مكانتها العالمية، وأكثر من ذلك فإن تسلمها لرئاسة الجامعة العربية، في الظرف الحالي من انبعاث الدبلوماسية الجزائرية، الذي يذكر بانبعاث دبلوماسية الجزائر بعد قمة الجزائر عام 1973، لتمضي في إحداث إصلاحات جذرية وعميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك كما طالب بذلك الرئيس تبون.
ولن يتوقف الأمر عند الدفع بعجلة الإصلاحات داخل هياكل الجامعة العربية، بل يتعداه إلى تحريك المبادرات الخلاقة، من قبيل التفعيل لفكرة بناء تكتل اقتصادي عربي مشترك، يمكن الأمة العربية من مواجهة التحديات المستقبلية، باعتبار أن الوحدة الاقتصادية هي الطريق الموضوعي لأي وحدة سياسية.
وحري عن التذكير، أن نجاح القمة العربية، مثلها مثل نجاح رهان الألعاب المتوسطية التي احتضنتها بلادنا قبل عدة أشهر بوهران، هي نوع من الرد الحاسم على أعداء الداخل والخارج، بأن الجزائر قد أقلعت اليوم، ولا مجال لإعادتها إلى زمن الجمود والانعزالية، بل وأنه لا مجال للتفكير في إسقاط الدولة عبر التفكير في إسقاط منظومتها الحاكمة المتوافقة مع طموحات شعبها، وما على المتكالبين من جميع الجهات إلا أن يستوعبوا هذه الحقائق.
@ المصدر: الإخبارية
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.