عناوين فرعية
-
جيوسياسية / الأوليغاركي الأمريكي إيلون ماسك: من استعراض التمرد إلى الاستسلام الكامل للصهيو/نية العالمية
صورة واحدة تختصر المشهد كله، تجمع بين إيلون ماسك ومجرم الحرب بنيامين نتنيا٠هو، وإلى جانبه نجله يائير، في أحدث شهادة على انبطاحه التام أمام الصهيو/نية العالمية.
ماسك، الذي حاول في بواكير الابا/دة الجماعية على غزة أن يظهر قشرة من التعاطف مع الفلسطينيين، سرعان ما تعرض لهجوم كاسح من اللوبيات الصهيو/نية، ووجد نفسه محاصرًا بحملات مقاطعة تهدد منصته “إكس” (تويتر سابقًا) وتجاراته الأخرى.
إيلون ماسك هو نتاج نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، حيث نشأ في كنف أسرة استفادت ماليًا من الامتيازات التي منحها نظام الأبارتهايد للأقلية البيضاء، ونهبت موارد البلاد على حساب سكانها الأصليين.
@ طالع أيضا: التجارب النووية.. برميل بارود جديد بين الجزائر وفرنسا
لم يستغرق الأمر طويلًا حتى عاد إلى “حظيرة الطاعة”، وذهب إلى تل أبيب حاجًا، وطاف بالجدار الفاصل كغيره من المدجّنين الذين لا يملكون الجرأة على تحدي السلطة الحقيقية التي تحكم عالم المال والإعلام.
ومنذ ذلك الحين، تحول ماسك إلى أحد أبواق اليمين الشعبوي، مروجًا لخطاب كراهية يستهدف العرب كلما وقعت عملية إرها/بية في الغرب، خاصة في لندن.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل بدأ بتوجيه نيرانه إلى السود واللاتينيين في الولايات المتحدة، وخارجها داعمًا الروايات العنصرية والتنظيمات المتطرفة التي تروج لتفوق العرق الأبيض.
لكن هذه النزعة العنصرية لم تكن وليدة اللحظة، فإيلون ماسك هو نتاج نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، حيث نشأ في كنف أسرة استفادت ماليًا من الامتيازات التي منحها نظام الأبارتهايد للأقلية البيضاء، ونهبت موارد البلاد على حساب سكانها الأصليين.
ورغم محاولاته رسم صورة مضللة عن طفولة صعبة، جاء والده بنفسه ليؤكد أن العائلة كانت غارقة في الامتيازات التي وفرها النظام العنصري.
إن سقوط الأبارتهايد قد يكون أنهى نظام الفصل العنصري سياسيًا، لكنه لم ينزع الإيمان به من عقول الكوكازيين النورديين، الذين ما زالوا يرون في العالم الجنوبي أرضًا مستباحة، واليوم يعتبر إيلون ماسك، هو قدّيسهم.
إضافيًا، إيلون ماسك ليس مجرد ملياردير مغرور، بل هو مشروع كارثي على الجنوب العالمي خلال السنوات المقبلة. إنه نموذج الأوليغاركي الذي يتوهم أنه قادر على التحكم في مسارات السياسة الدولية، بينما هو في الواقع يحرق نفسه بنارها.
لكن حتى ذلك الحين، ينتظرنا مع ماسك فصولٌ حمراء في الجنوب العالمي، نعم حمراء حُمرة الدم، ومعه المُنقاد دونالد ترامب.
@ طالع أيضا: السرّ الأكبر “محمد الضيف”.. نهاية أم بداية؟!
وكما قال المفكر الروسي ألكسندر دوغين بحق: “سيكون إيلون ماسك لليمين المتطرف، ما كان جورج سوروس لليسار الغربي.” لكن الفرق الجوهري بينهما أن سوروس حكم في الظل، بينما فضل ماسك الضوء، والضوء مكلف جدًا.
هذا الانخراط غير المحسوب في اللعبة السياسية سيكون أكبر خطأ يرتكبه ماسك في حياته في تقديري الخاص. فحتى لو حكم ترامب لفترة ثانية، فهي لن تدوم أكثر من أربع سنوات، وبعدها سيعود اليسار ومعه الدولة العميقة بقوة.
حينها، سيدرك ماسك أنه فتح على نفسه جبهات كان من الأفضل له أن يبقى بعيدًا عنها، وسيجد أن الثمن الذي سيدفعه ليس مجرد عقوبات اقتصادية أو تضييق على مشاريعه، بل ربما يكون نهاية أسطورة الملياردير الذي ظن أنه يمكنه اللعب على حبال السلطة دون أن يسقط، ويملك العالم لأنّه استوزره ترامب، أو ملك منصة تواصل اجتماعي، وبها ظنّ ألاّ صوت يعلو صوته.
لكن حتى ذلك الحين، ينتظرنا مع ماسك فصولٌ حمراء في الجنوب العالمي، نعم حمراء حُمرة الدم، ومعه المُنقاد دونالد ترامب.
@ طالع أيضا: أسرار المتصهين “صنصال” يرويها وزير جزائري
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.