مرة أخرى ينبري مارتن کوبلر ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق لإطلاق مزاعم جديدة في مجلس الامن بخصوص ماوصفه بأن" الحكومة العراقية طمأنتني بأنها لن تبخل عن جهد لمنع وقوع هجمات أخرى."، جاء ذلك في الخطاب الاخير الذي ألقاه کوبلر أمام مجلس الامن الدولي کتبرير مفضوح من أجل تجاهل التهديدات الامنية الملحة في مخيم ليبرتي.
کوبلر الذي کان عراب عملية نقل سکان أشرف الى مخيم ليبرتي، ومارس مختلف أنواع عمليات الخداع و دبر مختلف الحيل القانونية و التمويهية و غيرها من أجل دفع السکان للقبول بالانتقال الى مخيم ليبرتي، حيث إنکشفت الحقائق فيما بعد و إتضح بأن هذا الرجل قد قام بعملية تضليل و خداع ضد السکان و نقلهم الى مخيم يفتقد الى الکثير من المقومات و الخدمات الاساسية وهو قبل ذلك”وهذا الاهم”يفتقد الى الامن لکونه يقع ضمن منطقة نفوذ خاصة للنظام الايراني، ويبدو أن کوبلر و جريا على قاعدة وزير النازية الالماني”اکذب ثم اکذب حتى يصدقك الناس”، فإنه يصر على إطلاق الاکاذيب بخصوص الاوضاع غير الآمنة في ليبرتي و تأکيده”الکاذب و الواهي”بشأن الامن هناك وان حياة السکان تحفها الطمأنينة.
عملية القصف الصاروخي الجبانة التي نفذتها الزمرة الارهابية التي تسمي نفسها ب”جيش المختار” و تخضع لنفوذ مرشد النظام الايراني ضد مخيم ليبرتي و ذهب ضحيتها 7 شهداء و أکثر من 50 جريحا، أکدت و بصورة منطقية لاغبار عليها صدق مواقف و وجهات نظر سکان مخيم ليبرتي و ممثلهم في باريس بشأن التهديدات القائمة و عدم کون هذا المخيم بمکان آمن، وقد جاءت هذه العملية بعد سلسلة تهديدات وقحة أطلقت من قبل مسؤولين عراقيين تابعين للنظام الايراني و کذلك مسؤولين من النظام الايراني ذاته، مما يعطي معنى و مضمونا خاصا لتلك العملية و يکسبها بعدا خطيرا لأنها تثبت بأن هناك فعلا مخطط لإبادة و قتل السکان الذين هم في الاساس معارضين سياسيين ضد نظام الملالي و کان لهم ولازال دور کبير في توعية و إرشاد الشعب الايراني بخصوص ظلم و إستبداد و قمع هذا النظام.
کوبلر الذي تعمد في اجتماع مجلس الأمن في يوم 21 مارس/ آذار اخفاء حقيقة أن الحالة الأمنية في ليبرتي لم تختلف اطلاقا وأن السكان مهددون بالخطر بمقدار ما كانوا عليه في الاعتداء الصاروخي في 9 شباط/ فبراير. رغم مضي 40 يوما على هذا الاعتداء الاجرامي مازالت حتى كتلة كونكريتية واحدة من أصل 17500 كتلة كانت سابقا تحمي الكرفانات في ليبرتي لم تعد الى داخل ليبرتي ولم يسمح للسكان بأخذ خوذاتهم للحماية والسترات الواقية من أشرف الى ليبرتي. ولم يتم السماح بنقل الأجهزة الطبية الأساسية من أشرف الى ليبرتي. السكان لم يسمح لهم بتشييد بنايات ولم يتم توسيع مساحة ليبرتي رغم طلبات السكان المتكررة من أجل تقليل نسبة الخسائر.
وضع كوبلر المبادرة الانسانية للحكومة الألبانية بقبول 210 أشخاص من السكان وسيلة للدعاية لنفسه لكي يستغل ذلك للالتفاف على أزمة الأمن الملحة وحرف الأذهان من دوره المخرب في تشريد السكان من أشرف ونقلهم الى معتقل ليرتي للقتل. بينما كان موضوع نقل السكان الى ألبانيا محل نقاش منذ عام وأن الحكومة الألبانية قد وافقت على نقل 210 أشخاص في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012. السكان زودوا الحكومة الألبانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وأمريكا منذ ذلك الحين بقائمة رقم (1) للمرضى والأفراد الذين لهم الأولوية في النقل وكانوا ومازالوا بانتظار نقل سريع لهم، كما أعطى ممثل السكان مرة أخرى يوم 21 مارس / آذار 2013 قائمة رقم (1) الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين للانتقال الى ألبانيا.
کوبلر الذي لم تعد ألاعيبه و عمليات خداعه و کذبه و إفترائه تنطلي على سکان مخيم ليبرتي، يحاول جاهدا و عبر طرق و اساليب مختلفة و في أماکن حساسة و مهمة کمجلس الامن الدولي، أن يجد آذان صاغية لأکاذيبه و عمله التضليلي الذي خدم و يخدم مصالح النظام الايراني و الحکومة التابعة له في العراق، وان تبريراته السخيفة و السمجة تلك تنطلق تخفي وراءها غايات و أهداف لاتصب في مصلحة سکان مخيم ليبرتي أبدا، وحري بمجلس الامن الدولي بصورة خاصة و المجتمع الدولي بصورة عامة ان يجري عملية مقارنة بين مزاعم کوبلر”الکاذبة هذه” و بين ماهو موجود و ماثل على أرض الواقع حتى تتم محاسبة هذا الکذاب و يتم إبعاده من منصبه الذي يخونه کل يوم وکل لحظة لصالح أکثر النظم إرهابا و قمعا في العالم.
suha.mazin@ymail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.