خبير أمني مصري إسمه محمود قطري قال في حوار مع جريدة الخبر بأن الشعوب العربية لا تستحق الديمقراطية، ولا يناسبها إلا الحكم الديكتاتوري، مستدلا بما يحدث في سوريا وليبيا وغيرهما..
طبعا أنا لا أريد هنا أن أرد على هذا الخبير لأنه لا أحد ينكر أن القذافي ديكتاتوري ومثله بشار.. ولا أحد ينكر أيضا أن الغرب الإستعماري وفلول الأنظمة الدكتاتورية والإرهاب الدولي تحالفوا جميعا لتدمير هذه الدول العربية، وأن هذا الحروب هي نتيجة حكم الإستبداد والدكتاتورية..
لكني أريد أن أتحدث عن جريدة الخبر التي دائما تستضيف هذا الخبير وتفتح له صفحاتها، وعن الصحفية التي لم تقاطعه رغم أن كلامه حمل إهانات للشعوب العربية.. وهذا معناه أنها موافقة على كل ماقاله..
عن جريدة الخبر التي تطالب بالحرية، لأن وزير الاتصال “حميد قرين” ضيّق عليها، وخاضت ضده حربا.. ووجهت له انتقادات.. وقالت بأنه ضد حرية الرأي والتعبير.. ونظمت وقفات احتجاجية.. (المهم الكلام طويل في هذا الموضوع)..
لذلك أكتفي بطرح بعض الأسئلة التي تراودني مع كل الاحترام والتقدير لصحفييها طبعا: هل “الخبر” معارضة للنظام داخل البلاد ومؤيدة للأنظمة الأخرى خارجها؟..
ماذا تريد “الخبر” بالضبط، هل تريد ربيعا عربيا في الجزائر، ولا تريده خارجها؟ لماذا تستضيف هذا الخبير بالذات وتفرد له صفحاتها؟..
هل “الخبر” تمارس الصحافة أم السياسة أم تخلط بينهما؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 6277
“الخبر” لا تنفرد، فقط، بهذا الرأي: أغلب الذين استفادوا من توقيف الحراك الدمقراطي الذي توَلد عن دستور 1989، يتخذون الموقف نفسه. الدكتاتورية، (كتعريف آخر) هو سياط (اكرافاش) يمدحه من يدُه على مقبضه؛ و يغتابه الموجود في الطرف الآخر. و هو الطرف الرفيع الذي يُحدث فرقعة عندما يلتقي مع ظهر المسلَط عليه.
لولا الدكتاتورية، هل كانت “الخبر” و “الوطن” و “لوسوار” و أخواتها، هل كانت تصل إلى أردافها المكتنزة شحما… لولا وأد الدمقراطية، في أول تجربة لها في الجزائر، هل كانت الموؤودات العشر تعرف النهاية التي نعرف.
الفلاح عندنا يردد دوما: “السوق يشكره اللي اربح فيه”. و أمثالنا لم يربحوا في سوق كانت خيرا على “الخبر”، لأن مقبض الاستئصال كان بيدها. لذلك تروج لما بح الكولون في ترديده: من أننا لم نصل بعدُ إلى النضج الذي يؤهلنا لأن نستفيد (و نستاهل) من الدموقراطية…
مع تحياتي.