زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

ماذا أعدّت الجزائر لمواجهة “الحرب الإعلامية”؟!

فيسبوك القراءة من المصدر
ماذا أعدّت الجزائر لمواجهة “الحرب الإعلامية”؟! ح.م

من الخطأ الاعتقاد أن العددية الاعلامية التي تتمعش من الريع، يمكن أن تشكل جدارا منيعا للبلاد...

عناوين فرعية

  • في ماقاله الوزير

لم يقل وزير الاتصال شيئا عجبا، يستطيع أي أحد أن يزايد على وزير الاتصال، ويذكر رقما أكبر من الرقم الذي ذكره، بشأن المجتمع الصحفي والإعلامي المناوىء للجزائر، وإذا قال هو تسعة آلاف، يقول آخر أن العدد 19 ألف صحفي يشتغلون على خط تحريري مناوىء للجزائر.

من الخطأ الاعتقاد أن العددية الاعلامية التي تتمعش من الريع، يمكن أن تشكل جدارا منيعا للبلاد على صعيد الصحافة الدافعة، ومن الخطأ الاعتماد على كتلة من المفسرين الغارقين في إناء السلطة، وعلى قاموس موجه من اللغة والخطاب الإعلامي الكئيب الذي يفتقد إلى الابداعية…

@ طالع أيضا: الإعلام العربي وعقدة إسمها “الجزائر”..؟!

ليس الرقم الذي ذكره الوزير محل استغراب أو هو عمق المشكلة، لكون الوقائع المتتالية تثبت بما لا يدع مجالا للشك وجود حشد إعلامي له مدونة واضحة بشأن الجزائر، وجسم صحفي منتظم سواء يتبع دولا أو كيانات سياسية بعينها، ومن قطاع المدونين، جميعهم لهم خط محدد ورؤية مربعة في كيفية معالجة القضايا التي تخص الجزائر، بحيث تكون هذه المعالجة على نحو سلبي ومشحونة بالتضليل والمغالطة.

المشكلة ليست في الرقم ما إذا كان صحيحا أم غير ذلك، ولا في وجود حشد إعلامي مناوىء لبلادنا، كل دولة لها خصوم وأعداء ومناوئين ومناكفين، يستخدمون الإعلام ضمن أدوات المناكفة والمناوشة والحرب، بل إن كل كيان أو مجموعة وتيار له خصوم كذلك..

كل المعضلة الجديرة بالنقاش، -والوزير محمد مزيان نفسه ليس له مهرب منها-، هي ماذا أعدت الجزائر في المقابل كمنظومة إعلام، وهل التصورات السياسية القائمة اتجاه الإعلام يمكن أن تنتج صحافة وطنية قادرة على مواجهة التحديات وتصحيح الصورة على نحو سليم؟.

أود أن أذكر مثالا جديرا بالمقارنة، يذكر الجميع كيف استهداف جيش واسع من الاعلام الغربي والعربي، دولة قطر قبل مونديال 2022، من خلال إثارة مسائل مختلفة تخص شراء المونديال وحقوق العمال العاملين في بناء الملاعب وغيرها من القضايا، ويذكر الجميع كيف أمكن لقطر أن تواجه هذه الحملة من خلال إعلام ثقيل ومؤثر، تمثل قناة الجزيرة (..) رأس حربته.

للأسف الجزائر – على هذا السلم- دولة صغيرة، لا تملك إعلاما، والسياسات التي انتهجت أدت الى كسر المبادرات والأقلام وأطفأت الصحف وأعمت القنوات، حتى انحصر الموقف الاعلامي للجزائر داخل مربع ردود الفعل التي تأتي بعد أن يبلغ الضرر مداه…

@ طالع أيضا: الإعلام الجزائري و”وهم العظمة الكاذبة”؟!

قبل فترة قصيرة شاهدت مقابلة لوزيرة خارجية ناميبيا على قناة الجزيرة، بعد إنشاء “مجموعة لاهاي لإنهاء الاحتلال لفلسطين”، وفكرت في أن دولة صغيرة بحجم ناميبيا، تريد أن تكبر بموقفها وتتمركز في الحدث الفلسطيني، عبر قناة كبيرة مثل الجزيرة، وهذا يُبرز كيف يمكن أن يكبر الموقف وتصغر الدولة.

للأسف الجزائر – على هذا السلم- دولة صغيرة، لا تملك إعلاما، والسياسات التي انتهجت أدت الى كسر المبادرات والأقلام وأطفأت الصحف وأعمت القنوات، حتى انحصر الموقف الاعلامي للجزائر داخل مربع ردود الفعل التي تأتي بعد أن يبلغ الضرر مداه، هذه هي الحقيقة القائمة، وهذا هو الواقع الذي يجب أن يتغير.

من الخطأ الاعتقاد أن العددية الاعلامية التي تتمعش من الريع، يمكن أن تشكل جدارا منيعا للبلاد على صعيد الصحافة الدافعة، ومن الخطأ الاعتماد على كتلة من المفسرين الغارقين في إناء السلطة، وعلى قاموس موجه من اللغة والخطاب الإعلامي الكئيب الذي يفتقد إلى الابداعية…

الحل واضح، واضح جدا، تحرير المبادرة ضمن إطار مسؤول، وإعادة الصحافة للصحافيين، والصحافيين إلى الممارسة بالأدوات المهنية.

@ طالع للكاتب: المقاومة.. الثابت والمتغير

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.