عندما صرّح الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديموقراطي "الأرندي" السيد أحمد أويحيى، بأن دولا خليجية أنفقت 130 مليار دولار من أجل تدمير سوريا وليبيا، كنت أتمنى أن يفصل أكثر، ويعرّج بالأخص على ما جرى في الجزائر منذ بداية تنفيذ مؤامرة الربيع العربي وإلى يومنا هذا، ويُعرّي الجهات التي تآمرت داخل الجزائر لاستجلاب خراب الربيع العربي.
صراحة أُدرك أن السيد أحمد أويحيى يعلم دقائق الأمور، لكنه لا يحبذ كشف بعض الحقائق في الوقت الراهن حفاظا على أمن واستقرار الجزائر، وحتى لا يثير المزيد من القلاقل مع جهات إقليمية ودولية، كانت تخطط لإلحاق بلادنا بركب الدول التي دمّرها هذا الربيع الصهيوأمريكي الذي تواطأت لتنفيذه دول عربية بالتمويل وتجنيد الإرهابيين وإرسالهم إلى ليبيا وسوريا والعراق… بل إن هذه الدول خصصت مبالغ خيالية للترويج لهذا الربيع الدّموي عبر قنواتها الإعلامية، وعبر شراء ذمم بعض السياسيين والإعلاميين والمثقفين في البلدان التي تم التخطيط لتدميرها، كما أنها مولت شبكات عنكبوتية في مواقع التواصل الإجتماعي لشن حملات هستيرية على هذه الدول لتشويهها وشيطنتها.
للأسف الشديد أن ملامح ما حدث في سوريا وليبيا تظهر جلية عندنا في الجزائر، فالعديد من الشخصيات السياسية والإعلامية، لا تترك فرصة إلا وتهاجم الرئيس بوتفليقة والحكومة الجزائرية ككل، وتقف ضد قراراتها السيدة، كما كان الحال مع زعيم حركة مجتمع السلم عبد المجيد مناصرة، الذي صرح في تجمع بمدينة مغنية بولاية تلمسان أنه مع فتح الحدود مع المغرب، وكأنه لا يعلم خلفيات ومرامي غلق هذه الحدود، ولم يقف مناصرة عند هذا الحد بل إنه سار عكس التيار وتحامل على وزير الخارجية الجزائري السيد عبد القادر مساهل، بقوله: “منذ يومين كان المغرب قد أطلق قمرا صناعيا، ومنذ 2000 والجزائر والمغرب يتنافسان في ذلك، لماذا لا يكون هناك تعاون وتكامل بين الدول الأشقاء مهما كانت المشاكل واختلفت السياسات. وأؤكد رغم أننا منحازون للسياسة الخارجية للدولة الجزائرية ولكن إذا أخطأ وزير الخارجية في أي تصريح نقول له أخطأت ولا نبرر له خطأه”..
بصراحة إن تصريحا كهذا يؤكد ما سبق وأن قلناه، فمناصرة هذا الذي أثنى على إطلاق المغرب لقمر اصطناعي للتجسس على الجزائر، وتحامل على مساهل، لن يقول برأيي عكس هذا الكلام، لأن حركته عودتنا منذ وفاة الشيخ نحناح، والإنقلاب على أبو جرة سلطاني، على السير ضد مصلحة الجزائر، فأخيرا وفي تجمع لحركته في إطار الحملة الإنتخابية، دنّس بعض مناضليه العلم الوطني الجزائري، حيث كتبوا عليه إسم “أردوغان” وهنا أتساءل عن علاقة أردوغان هذا بالإنتخابات المحلية في الجزائر؟
وأكثر من ذلك أن نائبا إخوانيا سبق وأن وضع صورة أردوغان على أحد ملصقات حملته الإنتخابية، وهذا برأيي قمّة المساس بالسيادة والكرامة الوطنيتين، ويستدعي من الجهات الوصية، وهيئات الرقابة أن تلتفت إليه بجدية، ومحاسبة المتسببين فيه، وبعيدا عن المحاسبة، أقول إن التاريخ لا يرحم، وسيأتي اليوم الذي تتعرى فيه حقيقة هؤلاء الذين يحاولون دائما تقديم صورة سوداء عن الجزائر، وفي المقابل يتغزلون برؤساء وأمراء أجانب، لا لشيء سوى لكونهم أغدقوا عليهم ب”العطايا”، للإنخراط بقوة في مؤامرة تدمير البلاد، لكن ليلعم أشباه الجزائريين، أن الجزائر وبرغم كل النقائص، تبقى من البلدان التي وقفت في وجه العاصفة بفضل حكامة الرئيس بوتفليقة، ولم تُمكن المتآمرين من اختراقها وتدميرها كما حصل في سوريا وليبيا والعراق واليمن…
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.