أكد محللون في الولايات المتحدة الأمريكية، أن أوروبا لن تقبل بأي عقوبات قد تفرضها واشنطن على الجزائر بضغط من الكونغرس، وذلك على خلفية الدعوة الأخيرة التي قدمها 27 سيناتورًا أمريكيًا بسبب شراء الجزائر للسلاح الروسي.
وأوضح موقع “أويل برايس”، الاقتصادي الأمريكي، بأن فرض أي عقوبات أمريكية على الجزائر من شأنه الإضرار بمصالح القارة الأوروبية التي تستورد الطاقة من الجزائر، معتبرًا أن ذلك سيكون عقابًا “غير مباشر” على أوروبا.
موقع أمريكي: الجزائر فعلًا لها علاقات وطيدة مع روسيا والصين، لكن في نفس الوقت هي لا تعادي واشنطن وأوروبا بل تصدر 85 في المائة من غازها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأفاد الموقع بأن قرارًا مماثلًا ضد الجزائر سيكون إضرارًا بمصالح الولايات المتحدة نفسها، وليس روسيا فقط، نظرًا لكون معاقبة الجزائر سيسبب الضرر للقارة العجوز التي هي حليفة الولايات المتحدة في حربها ضد روسيا ما يعني إضعافًا لواشنطن أيضًا.
وأوضح ذات الموقع بأن الجزائر فعلًا لها علاقات وطيدة مع روسيا والصين، لكن في نفس الوقت هي لا تعادي واشنطن وأوروبا بل تصدر 85 في المائة من غازها إلى الاتحاد الأوروبي.
واعتبر الموقع الأمريكي، بأنه من غير المعقول أن يتوقع من الجزائر أن ترمي بكل أسلحتها الروسية وتقتني ترسانة جديدة من الولايات المتحدة، معتبرًا تواصل التعاون بين موسكو والجزائر العاصمة في المجال العسكري طبيعي ومنطقي.
@ طالع أيضا: هل ستُعاقب واشنطن الجزائر؟.. مسؤول أمريكي يجيب
وشدد المصدر ذاته على ضرورة الابتعاد عن الضغط على الجزائر وتخييرها بين الغرب وموسكو، لأن ذلك ليس في صالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لا سيما في الوقت الراهن.
واشنطن مجبرة على توطيد علاقاتها بالجزائر
باحث أمريكي شهير: الجزائر ترسم مسارًا مستقلًا لنفسها، ولا تتدخل في الشؤون المحلية، ولها علاقات وثيقة مع روسيا والصين، وهي من أشد المنتقدين لـ”إسرائيل”، وعارضت الغزو الأمريكي للعراق في 2003 وتدخل الناتو في ليبيا سنة 2011، كما انتقدت اتفاقات أبراهام التطبيعية.
وفي سياق متصل، نقل موقع “أويل برايس” المتخصص في أسعار الطاقة، تصريحًا للباحث الأمريكي الشهير والضابط المتقاعد من البحرية الأمريكية جيمس دورسو، يعدد فيه الأسباب التي تجعل أمريكا مجبرة على توطيد علاقاتها بالجزائر، باعتبارها دولة محورية في سوق الطاقة وكذا في ترسيخ السلام بالمنطقة، رغم مواقفها المستقلة في سياستها الخارجية.
وأفاد الباحث، بأن الجزائر ترسم مسارًا مستقلًا لنفسها، ولا تتدخل في الشؤون المحلية، ولها علاقات وثيقة مع روسيا والصين، وهي من أشد المنتقدين لـ”إسرائيل”، وعارضت الغزو الأمريكي للعراق في 2003 وتدخل الناتو في ليبيا سنة 2011، كما انتقدت اتفاقات أبراهام التطبيعية.
وأفاد جيمس دوسو، بأن الجزائر تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات المؤكدة للغاز عالميًا، وتعد رابع أكبر اقتصاد إفريقي بإجمالي إنتاج محلي بلغ 167 مليار دولار سنة 2021، وارتفعت مداخيلها من النفط هذا السنة بنسبة 70 في المائة.
@ طالع أيضا: من يضغط على واشنطن لمعاقبة الجزائر؟!
وحسبه، بدأت علاقة الجزائر مع الولايات المتحدة ببداية بطيئة في الستينيات لكنها كانت إيجابية بشكل عام، كما توسطت لإنقاذ الرهائن الامريكيين من إيران وعرضت دعمها للولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
وأضاف الباحث، بأن عقلية أمريكا “إما تكون معي أو مع الإرهابيين” قد فشلت، مشيرًا إلى أن واشنطن غير قادرة على تصديق أن أمة ما قد تفضل رعاية مصالحها الخاصة أولًا وترى أن أي إحجام عن وضع نفسها في موضع عبودية لأمريكا هو انحياز لعدو اليوم.
@ المصدر: الإخبارية
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.