رغم التصريحات النارية التي يطلقها المسؤولون الأمريكيون السّابقون منهم والحاليون، والتي يؤكدون من خلالها أنهم سيدخلون في مواجهة عسكرية مع إيران إن قامت بزيادة درجة تخصيب اليورانيوم في منشآتها النووية ولم تقبل بالشروط الأمريكية فيما يخص العودة إلى الاتفاق النووي الذي هندسته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما سنة 2015م، وضرورة سحب القوات الإيرانية وفك ارتباطها الاستراتيجي مع سوريا..
ولكن كل هذه التهديدات تبقى مجرد ظواهر صوتية لا قيمة لها عند الجانب الإيراني لأنهم يعرفون بأن واشنطن لن تجرؤ على الدخول في مواجهة مفتوحة معهم، مخافة تكرار السيناريو العراقي سنة 2003م.
هناك تقارير تفيد بأنها باتت تمتلك صواريخ يتجاوز مداها 2000 كلم كصاروخ “خرمشهر”، الذي تم عرضه في 20أيلول/ سبتمبر سنة 2017م، بعد عام من التكهنات وذلك في إطار العرض العسكري السنوي “أسبوع الدفاع المقدس” والذي يبلغ طوله 13 متر، ويستطيع حمل رأسي حربي وزنه 1800 كيلو غرام، وينفصل في مرحلة الطيران الأخيرة…
فالرئيس الديمقراطي جوزيف بايدن يعرف بأن الدخول في أي مواجهة عسكرية مع إيران ستجعله يخسر الانتخابات الرئاسية القادمة، وستنخفض شعبيته إلى الحضيض خصوصاً إذا تناقلت وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية أخباراً عن أعداد القتلى والجرحى من الأمريكيين، الذين سيسقطون في منطقة الشرق الأوسط جراء هاته الحرب، لأن الجيش الإيراني بالتأكيد سيوسع من جبهة المواجهة مع الأمريكان وسيقوم باستهداف القوات والقواعد العسكرية الأمريكية في دول المنطقة، خاصة وأن إيران باتت تمتلك طائرات مسيرة وصواريخ باليستية قادرة على إصابة أي هدف وبدقة عالية.
بل هناك تقارير تفيد بأنها باتت تمتلك صواريخ يتجاوز مداها 2000 كلم كصاروخ “خرمشهر”، الذي تم عرضه في 20أيلول/ سبتمبر سنة 2017م، بعد عام من التكهنات وذلك في إطار العرض العسكري السنوي “أسبوع الدفاع المقدس” والذي يبلغ طوله 13 متر، ويستطيع حمل رأسي حربي وزنه 1800 كيلو غرام، وينفصل في مرحلة الطيران الأخيرة، ويمكن أن يحمل رؤوس حربية ذات فردي أو متعدد كما أكد ذلك قائد “القوة الجوية الفضائية في الحرس الثوري الإيراني” العميد أمير علي حاجي زاده، أذ بات نظام الصواريخ في مراحلة الأخيرة من التطوير كما ذكر مركز THE WASHINGTION INSTITUTE for Near East Pulicyفي مقال نشر بتاريخ 27سبتمبر/أيلول 2017م، حمل عنوان “الصاروخ الباليستي الإيراني الجديد قد يكون مرتبطاً بصواريخ كوريا الشمالية الباليستية“.
وكذلك وباعتبار أن إيران تعتبر من أهم الدول في محور المقاومة، فإن هذا سيهدد بإشعال حرب إقليمية كبرى ستتحول لحرب نووية ثالثة، إذا تدخل حلفاء أيران كروسيا والصين، لأن روسيا مثلاً تعتبر إيران دولة محورية في استراتيجيتها المعادية للمحور الغربي الأمريكي بصفة عامة، وحائط الصدّ الأول في وجه الأطماع الأمريكية في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى وحتىّ أفغانستان.
فتوثيق التعاون والتحالف الاستراتيجي مع إيران جزء من مشروع روسيا الاستراتيجي لتحدي السيّادة الأمريكية إلى جانب تعزيز مكانتها الإقليمية والاعتراف بها كقوة عظمى، مثلما ذكر موقع INDEPENDENT عربي بتاريخ 20 مارس/آذار 2020م بعنوان “روسيا وإيران وعلاقة الأعدقاء“.
وبالتالي فالرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لن يغامر بأي حال من الأحوال في قصف أهداف عسكرية داخل إيران، حتىّ ولو ضغطت إسرائيل عن طريق اللوبي اليهودي ووسائل إعلامها لفعل ذلك، نيابة عن الجيش الإسرائيلي الذي لن تجد طائراته الحربية مطارات للعودة إليها في مختلف المدن الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، هذا إن نجحت أصلاً في الخروج سالمة من المجال الجوي الإيراني بعد ضرب أهداف عسكرية في طهران، وهذا احتمال ضعيف جداً حسب رأي الخبراء العسكريين في تل أبيب.
أمريكا التي تنفذ منذ سنوات إستراتيجية عسكرية تقضي بالتركيز على المحيطين الهندي والهادي، والانسحاب التدريجي من منطقة الشرق الأوسط المشتعلة بالصراعات والحروب الإثنية والطائفية والعرقية، لم تستطع إضعاف إيران بالرغم من العقوبات الأمريكية المتكررة…
فإيران التي أصبحت تتعامل مع واشنطن من منطلق الندية، قامت بالرد الفوري على الضربات الأمريكية المحدودة لجماعات وفصائل مرتبطة بها في سوريا والعراق، والتي راح ضحيتها مؤخراً عدد من منتسبي الفصائل المحسوبة عليها، فقد قامت القوات الإيرانية بضرب عدّة أهداف أمريكية في العراق عن طريق الطائرات المسيرة، والتي زودت بها إيران الفصائل العسكرية المسلحة في بلاد الرافدين، كما ذكر موقع اليوم السابع بتاريخ 31أكتوبر/تشرين الأول 2021م في مقال عنوانه “بايدن: يرد على إجراءات إيران ضدّ المصالح الأمريكية بما في ذلك الضربات بالدرونات”.
ولا ننسى بأن الدول التي تدور في فلك الهيمنة والحماية الأمريكية تم استهداف مراكز حيوية بها كذلك كالسعودية والإمارات، حيث التزمت الولايات المتحدة الأمريكية الصمت ودعت لتغليب لغة العقل والحلول الدبلوماسية عوض اللجوء إلى التصعيد، وتركت إيران بصماتهاالواضحة في هذه الهجمات التي نفذت عن طريق حلفائها الحوثيين في اليمن الذين قاموا باستهداف ناقلات نفط في ميناء الفجيرة الإماراتي، بالإضافة لقيامهم بضرب خط نقل النفط في العمق السعودي عبر طائرات مسيرة، مثلما ذكر موقع الجزيرة نت بتاريخ 12 جوان/ يونيو 2019م في مقال بعنوان “تاريخ الهزائم الأمريكية أمام إيران… لماذا تخشى أمريكا إعلان الحرب“.
فأمريكا التي تنفذ منذ سنوات إستراتيجية عسكرية تقضي بالتركيز على المحيطين الهندي والهادي، والانسحاب التدريجي من منطقة الشرق الأوسط المشتعلة بالصراعات والحروب الإثنية والطائفية والعرقية، لم تستطع إضعاف إيران بالرغم من العقوبات الأمريكية المتكررة، والتي تستهدفها منذ سنوات وتريد واشنطن من خلالها إبقاء التفوق النوعي الإسرائيلي على طهران في جميع المجالات، وخاصة التقنية والتكنولوجية والعسكرية منها باعتباره الحليف الأقرب لأمريكا في المنطقة، فأمريكا ستعتبر الخاسر الأكبر في حال استهدفت المصالح الإيرانية الحيوية في دول الجوار أو قررت قصف منشآتها النووية المحصنة، لأنها ستغرق في المستنقع الإيراني الذي تقوم لها قائمة بعده أبداً.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.