أعلنت القوات الموالية للقائد العسكري خليفة حفتر المتمركز في شرق ليبيا، الأحد، أنها أغلقت الحدود مع الجزائر وذلك بعد أن أكد نشر قواته على نطاق واسع في الجنوب استمرار دوره رغم المساعي الرامية لتوحيد البلاد.
وفي الأسبوع الماضي أرسلت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التي يقودها حفتر قوات إلى مدينة سبها الجنوبية، ضد ما تسميه نشاطًا للجماعات التكفيرية المتركزة بالخصوص بالقرب من حدود تشاد، ثم دفعت بقوات، يوم السبت، إلى معبر على الحدود الجنوبية مع الجزائر.
وقالت إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني: “القوات المسلحة تُغلق الحدود الليبية الجزائرية وتعلنها منطقة عسكرية يُمنع التحرك فيها”.
وتمتد الحدود بين الجزائر وليبيا لمسافة ألف كيلومتر تقريبًا عبر صحراء غير مأهولة في أغلبها وبها عدد قليل من نقاط العبور، هي ثلاثة معابر برية حدودية، تتمثل في معبر الدبداب/غدامس شمالًا، ومعبر طارات ومعبر تين الكوم/إيسين، في أقصى الجنوب وهو الذي أعلنت قوات حفتر السيطرة عليه.
ويعد توجه قوات حفتر باتجاه الحدود الجزائرية غربًا مفاجئًا، خصوصًا أنه جاء بعد أيام قليلة من زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الجديدة عبد الحميد الدبيبة إلى الجزائر رفقة وفود وزارية وأمنية رفيعة، تلتها زيارة أخرى لنائبي رئيس المجلس الرئاسي إلى الجزائر.
وكان ملف تأمين الحدود ووضع لجان أمنية للتنسيق من أجل التحضير لفتحها أمام حركة البضائع والأشخاص، من أهم النقاط التي توجت زيارة الوفود الليبية إلى الجزائر.
وكانت حملة عسكرية قادها حفتر على مدار 14 شهرًا للسيطرة على العاصمة طرابلس قد انهارت العام الماضي، كما وجهت إلى قواته اتهامات بارتكاب “جرائم حرب”، في حين شككت حكومة الوحدة التي تدعمها عملية سلام تتم بمساعدة من الأمم المتحدة في وضعه السياسي.
ومع ذلك ورغم ما تحقق من تقدم صوب حل سياسي في ليبيا بعد عشر سنوات من العنف والفوضى، لا تزال فصائل مسلحة تسيطر على معظم البلاد ولا يزال الفساد متفشيًا في الوقت الذي لم تنسحب فيه قوى خارجية تورطت في الصراع.
ومن المتوقع تحقيق تقدم يوم الأحد في تنفيذ بنود اتفاق لوقف إطلاق النار منذ سبتمبر الماضي وذلك بإعادة فتح الطريق الساحلي الرئيسي عبر الخطوط الأمامية، بينما تجتمع القوى الخارجية في برلين هذا الأسبوع لإجراء مباحثات حول الوضع في ليبيا.
@ وكالة رويترز + الشروق أونلاين
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.