إلى كل من انتخب هنيئا لك وكل انتخاب وأنت مشارك في المد في عمر الفساد ومساندة المفسدين، هنيئا لأنكم جميعا فهمتم الدرس وتعلمتهم ركوب الموج، وبصدق أنكم دخلتم اللعبة ولم تدركوا أن الخسارة فيها أكثر من الربح، فالتفكير في المصلحة الخاصة وفقط يعني غرق السفينة وأنتم فيها، بل انتم حطب النيران التي ستشتعل ولن تتمكنوا من الهرب لأن جوازات أسفاركم الخضراء لا قيمة لها ولن تصبغها الحمرة ولا الدبلوماسية، كما أنهم لا تملكون عقارات في أرقى أحياء العواصم الأوروبية ولا أرصدة لكم في البنوك السويسرية.
رغم أن الأغلبية مازالت صامتة وفضلت خيار المقاطعة إلا نسبة المشاركة هذه المرة في المحليات ازدادت وتوجه الكثيرون للانتخاب، وهذا ليس لأن الوجوه تغيرت أو أن البرامج ترقى لأن تعمل على التنمية والإصلاح، إنما الحقيقة المرة والخطيرة في آن واحد هو ظهور النظام القبلي وحملات ذات المنفعة الخاصة حتى في المدن الكبرى ليس في الأرياف فحسب صرنا نشهد العروشية.
وجد الناس أن المقاطعة لم تحقق لهم مصالحهم الخاصة ولم يدركوا أنها قد تكون طوق نجاة للجميع، سارعوا للمد في عمر الفساد لأنهم رأوا فيه خلاصهم، فهموا أنه لا بد من مسايرة متطلبات العصر وتحقيق الرفاهية ولو بالحرام..
تقدم عدد كبير من المواطنين للترشح ومع أحزاب كانوا يمقتونها ويشتمونها بالأمس القريب وأحزاب أخرى لا يعرفون شيئا عنها، المهم هو إيجاد مكان للانضمام إلى مقعد سيوفر الحماية والتسهيلات لتحقيق المصالح، وهذا ما جعل العائلات والمقربين يساندون معارفهم وإن كانوا من غير مستوىين تعليمي وأخلاقي.
بمنطق “حنا في حنا والبراني يسامحنا” وبفكرة “المال السايب يعلّم السرقة” كانت انتخابات 23 نوفمبر 2017 المحلية، من غير تزوير في نسبة المشاركة أو تحويل أصوات الناخبين الذين غشوا أنفسهم وزوروا الحقائق طمعا في المنافع، باعوا القيم ومبادئ الشرف حتى ينتفعوا بالمال، أغمضوا عيونهم وأخرجوا أيديهم لأننا في بلد يحترم حقوق الإنسان ولا يقطع يد السارق، لذا نرى كل يوم المزيد ممن ينضمون إلى مجموعة علي بابا واللصوص الأربعون التي صارت جماعة المئة مليار واللصوص المليون.
وجد الناس أن المقاطعة لم تحقق لهم مصالحهم الخاصة ولم يدركوا أنها قد تكون طوق نجاة للجميع، سارعوا للمد في عمر الفساد لأنهم رأوا فيه خلاصهم، فهموا أنه لا بد من مسايرة متطلبات العصر وتحقيق الرفاهية ولو بالحرام.
من العيب والمشين أن يفكر كل في نفسه، وتتكتل كل عائلة وتتكافل لا من اجل خير أو بناء مستقيم إنما من أجل الاستحواذ على السكنات وتقاسم الأراضي وحتى الانتفاع من قفة رمضان.
من المؤسف أن يعود من جديد رئيس بلدية فاشل إلى منصبه الذي غادره بسبب اتهامه بالاختلاس وقضى زمنا وراء القضبان وتمت تبرئته بقدرة قادر.
عادت الوجوه نفسها بعدما ضمت إليها أصحاب النفوس الضعيفة والضمائر الغائبة، اصطحبت معها كل منتفع وشكلت قوة لتستمر معاناتنا مع الفاشلين وسياسة العبث.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.