أبشع من ألم الموت جوعا وقصفا وترويعا القابع هناك في غزة هو ما نعيشه كلنا، عربا ومسلمين، من أنواع ألم الموت ذلا وعجزا وطأطأة رؤوس وانكسار.
لذلك أقول لكم بصراحة:
لا تبكوا على إخواننا هناك، على الأطفال والنساء والرجال الصناديد الذين ترفرف أرواحهم كل يوم إلى السماء، لأنها تمضي إلى الحياة الحقيقية شهيدة مضرجة بالعز والكبرياء.
أبكوا على أنفسكم.. صدقوني نحن من نحتاج إلى من يتضامن معنا في هذا الهوان، إلى من يخفف عنا مرارة الذل، إلى من يرفع رؤوسنا المنكسة كأعلام جيش عرمرم انهزم دون قتال.
أبكوا على أنفسكم.. صدقوني نحن من نحتاج إلى من يتضامن معنا في هذا الهوان، إلى من يخفف عنا مرارة الذل، إلى من يرفع رؤوسنا المنكسة كأعلام جيش عرمرم انهزم دون قتال.
أبكوا على أنفسكم، واعلموا أن الله الذي اصطفى عباده في غزة وفلسطين، شهداء ومقاومين، هو سبحانه من يعذبنا بهذا الشكل، بأن نبقى نتجرع مرارة الذل، لأننا ببساطة تركنا فريضة الجهاد، وركنا إلى الدنيا والقعود عن واجب النصرة.
أوجه خطابي هذا إلى من بقي في قلبه ذرة إيمان ونخوة، أما الذين ماتت قلوبهم، الذين لا يشعرون بشيئ أصلا، المنخرطون دائما في تفاهاتهم المعتادة، الغارقون تماما في المباريات والمسلسلات وكل صور البذاءة، فليسوا معنيين بالأمر، لأنهم مجرد جثث تتحرك لا تعرف للعز معنى ولا للشرف دليل.
أبكوا على أنفسكم أيها الناس، أما غزة وأهلها فلهم رب كريم.
@ طالع أيضا: جيل جديد مرعب سيخرج من تحت الأنقاض
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.