زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

كيف تقتل وسائل التواصل الاجتماعي مشاعرنا وإحساسنا بالواقع!

فيسبوك القراءة من المصدر
كيف تقتل وسائل التواصل الاجتماعي مشاعرنا وإحساسنا بالواقع! ح.م

أسوأ ما في مواقع التواصل الاجتماعي أنها تقتل مشاعرنا، إذ تعبر على منشور لصديق يعلن وفاة والدته، فتتأثر وتحزن وتوقع على نص العّزاء بعبارات المواساة التي تليق بالفاجعة، ثم تواصل النزول فترى من تخرّج من الجامعة، وقد انتظر هذه اللحظة عمرًا بأكمله، فتبارك له وتخلف على صوره، قلبًا أحمر..!

وتقرأ نكتة جميلة من صديقك المبدع الذي ينثر السعادة بحروفه فتضحك 😂 وتقرأ بعدها نصًا ينضح بالكراهية أو البذاءة فيزعجك وترغب بكتابة رد يؤدب صاحبه.. قد تجيبه، وقد تختصر الطريق على نفسك فتسارع إلى البحث عن زر الحظر 🚫 لتتخلص منه.

أسوأ من هذا، أن الحضور المستمر على منصات التواصل الاجتماعي، يجعلك تستغني عن (التواصل الحقيقي) مع الأصدقاء والأقارب والعائلة، لتنطوي على نفسك فتغيب عن مراسم العزاء وأجواء الاحتفالات الواقعية، لأنك أدمنت التفاعل مع هذه المراسم افتراضيّا…

وهكذا تتقلّب مشاعرنا في غضون لحظات قليلة، بل وتتبلّد وينتحر إحساسنا بالحزن والفرح!

💥 وأسوأ من هذا، أن الحضور المستمر على منصات التواصل الاجتماعي، يجعلك تستغني عن (التواصل الحقيقي) مع الأصدقاء والأقارب والعائلة، لتنطوي على نفسك فتغيب عن مراسم العزاء وأجواء الاحتفالات الواقعية، لأنك أدمنت التفاعل مع هذه المراسم افتراضيّا في ف..يسبوك، بل وقد تنقلب شخصيتك الاجتماعية قبل “فيسبوو..ك” إلى أخرى معتّلة نفسيا، تشكو ما يسمى (اضطراب الشخصية التجنبية/Avoidant personality disorder) الذي من سماته انخفاض تقدير الذات، الشعور بالعجز، الشك، العزلة…

وهذا الاضطراب (بالمناسبة) منتشر جدا بين الكثير من المعلقين المراهقين والشبان على المحتوى الجزائري، ادخلوا ستجدون السلبية، الكراهية، الانشطارية وكلها علامات على اهتزاز الثقة في النفس وهشاشة الشخصية وخصوصا الرهاب الاجتماعي الناجم عن التخلي عن الاتصال بالواقع لصالح الافتراض.

🔺 إن البقاء لساعات طويلة في مواقع التواصل يجعلك تعيش الوحدة وسط الحشد “la solitude dans la foule”.. يحيط بك الآلاف من الأصدقاء، لكنك خلف شاشتك، وحيد، كئيب، قلق..

ح.مzoom

البقاء لساعات طويلة في مواقع التواصل يجعلك تعيش الوحدة وسط الحشد “la solitude dans la foule”..

وسائل التّواصل الاجتماعي هي السبب الرئيس في ارتفاع معدلات الكآبة والقلق، وإياك أن تعتقد أن من يَظهرون في قمة السعادة في “أنستغرام” هم غارقون في الفرح، على العكس تمامًا، ويمكن اعتبارها قاعدة، بل قاعدتان:

📍 1.. كلما زاد ظهورك/حضورك في مواقع التواصل الاجتماعي، كلما زادت كآبتك..

📍 2.. المتظاهرون بالسعادة أكثر الناس شقاءً!

عقلك يعقد المقارنات باستمرار دون رغبة منك، يقارن بينك وبين من يظهرون في رحلاتهم سعداء وفي الخارج مبتهجين بانتصاراتهم في الحياة بينما أنت ملقى على فراشك الغارق في الرطوبة في غرفة قليلة الإضاءة فيزيد الأمر معك سوءًا.

⁦⚠️⁩ الحضور الدائم في مواقع التواصل الاجتماعي يستنزف مشاعرك العاطفية، يقتلها، أما عقلك الذي ترسل له صورا متناقضة وكثيرة فيصعب عليه فرزها، الضحك لنكتة، ثم الاستياء من منشور أو تعليق، والمقارنة بشكل مستمر.

بخصوص هذه النقطة بالتحديد فعقلك يعقد المقارنات باستمرار دون رغبة منك، يقارن بينك وبين من يظهرون في رحلاتهم سعداء وفي الخارج مبتهجين بانتصاراتهم في الحياة بينما أنت ملقى على فراشك الغارق في الرطوبة في غرفة قليلة الإضاءة فيزيد الأمر معك سوءًا.

▪️ كل هذا الوقت الذي تقضيه هنا، يؤثر في جودة نومك، خصوصا إن ذهبت إلى سريرك بهاتفك النقال، الذي يحول غرفة نومك من زاوية للاسترخاء إلى مكان آخر لاستثارة عقلك، والنتيجة أن هذا المسكين (عقلك) سيبقى متيقظًا فلا تشبع النوم أبدًا، وهذا ما يؤثر في سلوكك وصحتك النفسية في النهار، فمن أين تأتي السعادة؟

▪️ طوبى لمن مر من هنا ولم تتبلد مشاعره ولم تتبدّل شخصيته، ولم يشعر بالوحدة وسط الحشد..

قاعدتان:
📍 1.. كلما زاد ظهورك/حضورك في مواقع التواصل الاجتماعي، كلما زادت كآبتك..
📍 2.. المتظاهرون بالسعادة أكثر الناس شقاءً!

بصراحة، كم تقضي من وقت على منصة فيس بوك؟

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.