عندما توصلت الاستخبارات الأمريكية إلى أن الهجوم الذي تعرضت له أمريكا، وأسفر عن تفجير "الكابيتول" وموت الرئيس ونواب الكونغرس قامت به كتائب الصقر وزعيمها ناصر مجيد المتواجدين في معسكر في الجزائر، قرر الرئيس الأمريكي قصف المعسكر دون تنسيق أو طلب إذن من حكومة الجزائر.
طبعا هذا مسلسل من نسج خيال هوليوود، ولكنه يعكس أحيانا ما يدور في عقول الأمريكيين، المنتج أمريكي يهودي، المسلسل له ملايين المتابعين وعندما يسمعون عبارات مثل الرئيس الجزائري يكذب، والجيش الجزائري يغطي على الإرهاب، فهذا أبعد ما يكون من الخيال والكتابة عنه ليس غباء أو سذاجة.
في الحلقة الخامسة والتي عرضت ليلة أمس على قناة أي بي سي الأمريكية، الرئيس الجديد وبضغط من صقور الإدارة الأمريكية وبعض مستشاريه، يأمر بقصف معسكر شهداء الصقر في الجزائر، وفي الحلقة تتم الإشارة إلى أن المعسكر الإرهابي وفيه زعيمه مجيد نصار يوجد في شمال الجزائر!
المسلسل له ملايين المتابعين وعندما يسمعون عبارات مثل الرئيس الجزائري يكذب، والجيش الجزائري يغطي على الإرهاب، فهذا أبعد ما يكون من الخيال والكتابة عنه ليس غباء أو سذاجة…
قبل انطلاق طائرات أف18 من حاملة الطائرات أس أس لتُلقي قنابل موجهة بالليزر على المكان، بعد تعطيل رادارات الدفاع الجوي الجزائرية دون علم حكومة الجزائر، في تلك اللحظة تصل معلومات إلى أمريكا بان الإرهابي ناصر قد تم تهريبه من طرف عناصر في الحكومة الجزائرية إلى مستشفى كبير يبعد عن المعسكر بعدة كيلومترات… فتتغير الخطة.
تلجأ الإدارة الأمريكية إلى بعث فرقة كوماندوس من النخبة navy seal برية بحرية جوية لغزو أرضي واختطاف مجيد ناصر وحمله إلى أمريكا!
باقي القصة معروفة، توديع الرئيس للفرقة وتتبعهم لحظة بلحظة، يحطون قرب مستشفى “عباس” الجهوي شمال الجزائر، ويفجرون بابا خلفيا ويدخلون المكان إلى أن يصلوا إلى هدفهم ويجدونه محتجزا أطفالا كرهائن، وبعد إطلاق رصاص يتمكنون من أسره، لكن قائد الكوماندوس يُقتل في العملية، لأنه غطى بجسده أطفال مختطفين من رصاص الإرهاب.
خطوط القصة تعبر عن عقلية عنصرية ممزوجة كاوبوي والصهيونية مغلفة بطابع إنساني ومحاربة الخير للشر.
نصل إلى الخلاصة وهي اتهام المسؤولين في الجزائر بالكذب ورفض التعاون في مكافحة الإرهاب، بل التغطية عليه كذلك، وهي تهم تبرر أي تدخل غربي متى توفرت في أي بقعة من العالم.
وهناك نهاية أخرى لأحداث المسلسل، وهي خوف أطراف في واشنطن من القبض على زعيم معسكر الصقر حيا واستجوابه، لأن ذلك سيكشف مؤامرة فظيعة، وهي أن تفجير “الكابيتول” ومقتل الرئيس، هو عمل مؤامرة داخلية في واشنطن ولا علاقة بالإرهابي ناصر وجماعته بها، بمعنى أن غزو الجزائر كان بسبب حقائق مزورة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.