زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

قبل 30 سنة: “وقّع يا بن الكلب”..!

قبل 30 سنة: “وقّع يا بن الكلب”..! ح.م

من المؤسف أن حسني مبارك ظل حتى بعد أن موت عرفات وحتى بعدما تم خلعه 2011 يستعمل الكلمة النابية نفسها («ابن الكلب») حينما يذكر الرئيس الفلسطيني الراحل.

عندما قال الرئيس المصري حسني مبارك للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمام العالم وفي إحدى أهم اللحظات التاريخية في القرن العشرين، اتفاقية أوسلو 1994: "وَقّعْ يابن الكلب"!!!

في 4 مايو 1994، احتضنت القاهرة مراسيم التوقيع على ما عرف آنذاك، بـ اتفاق غزة-أريحا أو اتفاق القاهرة الذي جاء في سياق تنفيذ اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكان الهدف منه تحديد وتوضيح ترتيبات الحكم الذاتي الفلسطيني على أرض الواقع، في الضفة الغربية وقطاع غزة، كمرحلة انتقالية.

اتفقت الأطراف الراعية لعملية السلام على أن تكون مراسيم التوقيع على هذا الاتفاق، بين الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وإسحاق رابين، رئيس وزراء إسرائيل حينئذ، في حفل رسمي، تم الترتيب له ليجري أمام عدسات كاميرات التليفزيون وممثلي وسائل الإعلام الدولية بحضور عشرات الصحفيين والمراسلين العرب والأجانب، واختار حسني مبارك أن يقترن تاريخ التوقيع مع عيد ميلاده.

عندما جاءت لحظة التوقيع، رفض عرفات وضع توقيعه على الخرائط المرفقة بالاتفاق، كونها، حسب ما اتضح فيما بعد، كانت تتضمن خدعا إسرائيلية، انتبه لها عرفات ومساعدوه في آخر لحظة.

@ طالع أيضا: ياسر عرفات: اذهبوا إلى الجزائر!

ألحقت بهذا الاتفاق مجموعة من الخرائط، التي توضح الأجزاء التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ومنطقة أريحا في الضفة الغربية، لتصبح تابعة، نظريا على الأقل، للسلطة الفلسطينية الوليدة، التي جاء بها اتفاق أوسلو.

عندما جاءت لحظة التوقيع، رفض عرفات وضع توقيعه على الخرائط المرفقة بالاتفاق، كونها، حسب ما اتضح فيما بعد، كانت تتضمن خدعا إسرائيلية، انتبه لها عرفات ومساعدوه في آخر لحظة.

لاحظ رابين تردد عرفات ورفضه التوقيع على الخرائط، فمال جهة بيريز للتشاور معه، قبل أن يتحدث مع مبارك.

سادت المنصة حالة من الارتباك والتوتر، قبل أن يتبين للحاضرين وممثلي وسائل الإعلام أن عرفات كان يرفض الإمضاء على الخرائط.

بقي الزعيم الفلسطيني لأكثر من 20 دقيقة متمسكا بموقفه الرافض للتوقيع، وهو يردد “لا لالا” وسط الهمسات والنظرات الحائرة والحرج الشديد للشخصيات الواقفة على المنصة، دون أن يدرك الإعلاميون في البداية، السبب وراء تردد عرفات وارتباكه..

إلى أن تقدم الرئيس المصري نحوه بضع خطوات وانخرط في الحديث معه، بينما ظهرت على ملامح وجهه وحركات يديه علامات الغضب، قبل أن يصرخ في وجهه أمام الجميع وبصوت مسموع: «وقع يا كلب»، أو «يا ابن الكلب».

في الأخير، وأمام غضبة مبارك وشدة الحرج الذي كان يشعر به المشرفون على حفل التوقيع، لم يجد عرفات بدا من التوقيع على الخرائط المرفقة بالاتفاق كما هي.

وسبق لشيمون بيريز أن تحدث عن هذه الواقعة في فيديو:

أوردت وكالة الأنباء الفرنسية في مساء يوم 4 مايو 1994، العبارة المبتذلة التي وجهها مبارك لعرفات، لكن الأخير أنكر أن يكون قد ناله سباب الرئيس المصري، وكذلك أنكرت وزارة الخارجية المصرية.

تقدم الرئيس المصري نحوه بضع خطوات وانخرط في الحديث معه، بينما ظهرت على ملامح وجهه وحركات يديه علامات الغضب، قبل أن يصرخ في وجهه أمام الجميع وبصوت مسموع: «وقع يا كلب»، أو «يا ابن الكلب».

@ طالع أيضا: بومدين وعبد الناصر وآخرون.. لماذا لا يتكررون؟

وفيما بعد اعترف أكثر من شخص شهد الواقعة بصحتها.

وبرّر به أحد المسؤولين الفلسطينيين إنكار عرفات لإهانة لحقت به بالفعل، قوله: «خبر (فرانس برس) لم يكن دقيقاً. مبارك لم يقل له: يا كلب، بل قال له: يا ابن الكلب».

ومن المؤسف أن حسني مبارك ظل حتى بعد أن موت عرفات وحتى بعدما تم خلعه 2011 يستعمل الكلمة النابية نفسها («ابن الكلب») حينما يذكر الرئيس الفلسطيني الراحل.

كما في التسجيلات المسربة في يونيو 2014، حيث أعاد مبارك شتم عرفات بالعبارة البذيئة نفسها إياها، حينما ذكره في دردشة مع أطبائه في المستشفى العسكري..

@ المصدر: صفحة صور من التاريخ

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.