سفينة صيد تغرق قبالة السواحل اليونانية وعلى متنها حوالى 750 مهاجرا من جنسيات مختلفة، أغلبهم من باكستان، سوريا ومصر وفقا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
مأساة غرق المهاجرين بحثا عن ظروف حياة أفضل، تعد من بين أعظم المصائب التي شهدتها منطقة البحر الأبيض المتوسط لما خلفته من قتلى ومفقودين، لكنها لم ترق لاستقطاب اهتمام العالم بينما نجحت في ذلك الغواصة المفقودة “تيتان”.
حيث أن خمسة أشخاص أثرياء يعيشون حياة الرفاه قرروا خوض مغامرة في أعماق البحار لكنهم لقوا حتفهم، وصار وسم غواصة تيتان يتصدر الترند العالمي، وذكرت أسماءالمغامرين بالتفصيل..
وهم الرئيس التنفيذي للشركة المالكة للغواصة أوشين غيتستوكتون راش، رجل الأعمال البريطاني هاميشهار دينغ، رجل الأعمال البريطاني الباكستاني شاهزادا داود وابنه سليمان، والمستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت.
في حين تناولت وسائل الإعلام العالمية الخبر بإسهاب، وتناقلته مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة فائقة، حتى يظن الواحد أن من واجبه تتبع مجريات الحادثة والتعاطف مع المفقودين بل والدعاء والتضرع من أجل نجاتهم عند بدء عمليات البحث، وطلب الرحمة والمغفرة لهم بعد تحولهم لأشلاء جراء تعرضهم للضغط في الأعماق.
خمسة أشخاص أقاموا الدنيا، و750 شخصا لا وزن لهم وكأنهم كتل مهملة، والدليل رفض يائيل برون بيفيه، رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية، الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا غرق سفينة المهاجرين قبالة سواحل اليونان، خلال جلسة برلمانية…
فمثلا كتبت سكاي نيوز عربية: “يحبس العالم أنفاسه مع استمرار جهود إنقاذ الغواصة المفقودة في ظل ترقب لما ستؤول إليه الأحداث من نتائج”، إذ توحي صياغة الخبر على هذا النحو أن الأمر جلل ومصير الأمم مرتبط به.
لتضيف تهويلا للمجهودات الجبارة التي تقدمها الدول للعثور على الغواصة بوصف دقيق مفاده:
“وتواصل فرق بحث تقودها الولايات المتحدة بمساعدة من كندا وفرنسا سباقها مع الزمن للعثور على الغواصة التي اختفت قرب حطام سفينة “تايتانيك” على عمق نحو 4 آلاف متر تحت سطح الماء شمالي المحيط الأطلسي”.
إذن خمسة أشخاص أقاموا الدنيا، و750 شخصا لا وزن لهم وكأنهم كتل مهملة، والدليل رفض يائيل برون بيفيه، رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية، الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا غرق سفينة المهاجرين قبالة سواحل اليونان، خلال جلسة برلمانية عقدت في 20 يونيو/حزيران.
لتظهر المفارقة في التعامل مع أناس يموتون غرقا بسبب الفقر المدقع، وأناس يموتون غرقا بفعل الثراء الفاحش، لكن كلا الفئتين متساويتين أمام هيبة الموت، ولو اختلف مصيريهما في العالم الآخر حيث العدالة المطلقة، كما اختلف اليوم في عالم النفاق الإعلامي والسياسيواجتماعي المتخم بالجور والمظالم،..
فرحم الله غرقى قارب المهاجرين وأبدلهم ديارا خيرا من ديارهم.
وقد صدق الشاعر حين قال:
قتل امرئ في غابة *** جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن *** مسألة فيها نظر
@ طالع أيضا: تقييم “المجتمع التعليمي” لامتحان تقييم مكتسبات “الخامسة ابتدائي”
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.