ليس كل من لم يكن مسلما هو بالضرورة كافر!.. ويتفرع على ذلك عشرات التفريعات والتعقيدات في مدى وصول الحجة وكيفية طرحها ومستوى صاحب الحجة والمتلقي…
مشكلتنا دوما مشكلة منهجية ونتطاول على الأحكام سريعا بجهل مركب…
أولا: طلب الرحمة من الرحمن بالعالمين الرحيم بالمؤمنين لأي بشر كائنا من كان ليست استغفارا له ولا يقول عكس ذلك إلا جاهل باللغة.
فالترحم حتى على الكافر الذي مات على الكفر ونحن موقنون بكفره لا يوجد دليل واحد على حرمته… وقياس ذلك على الإستغفار لم يقل به أحد… والأصل في المعاملات الحل.. ومن له رأي آخر فعليه بجلب الدليل.
ثانيا: نعود لمعنى الكافر المشرك.
يسارع البعض لإرسال الآية الكريمة “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ”، من دون التركيز في نهاية الآية “من بعد ما تبيّن لهم أنهم أصحاب الجحيم”، ومن هنا يأتي تعريف الكافر “هو الذي كذّب بالأدلّة والبيّنات بعد أن قامت عليه الحجة وقطعت عُذره”..
وبالتالي فليس كل من لم يكن مسلما هو بالضرورة كافر!.. ويتفرع على ذلك عشرات التفريعات والتعقيدات في مدى وصول الحجة وكيفية طرحها ومستوى صاحب الحجة والمتلقي…
الموضوع فقهيا لا يمكن إعطاؤه حقه بمنشور فيسبوكي وما كتبته ليس فتوى فلست مفتيا… بل هو دعوة للقراءة وفتح العقول حينما نقرأ.
وكلّ ذلك من رحمة الله وعدله… فليس من العدل أن ترى شخصا يدّعي الإسلام قولا وهو أبعد عنه بتصرفاته… يكذب ويخدع ويسرق ويأكل مال اليتيم ويقبل بالظلم ويشجع عليه ويعيش في أسوء بقعة أرض من ناحية القيم والأخلاق… ثم يرسل حكما على كل البشر من غير المسلمين ظاهريا بالكفر بأريحية تامة… وكأن وجوده في تلك البقعة الجغرافية صك غفران يرسله للجنة من غير حساب.
مع أن كتابه يقول بصريح المعنى والمبنى (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا)..
الموضوع فقهيا لا يمكن إعطاؤه حقه بمنشور فيسبوكي وما كتبته ليس فتوى فلست مفتيا… بل هو دعوة للقراءة وفتح العقول حينما نقرأ.
ثم قليلا من التواضع يرحمكم الله..!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.