كان الراحل هواري بومدين يقول إذا رأيتم فرنسا غير راضية عني فأنا في الطريق الصحيح..!
نشعر بالفخر والاعتزاز عندما تأتي الردود على إهانات فرنسا واستهتارها بكرامة الجزائريين في مستوى تطلعات ومشاعر الشعب الجزائري الذي بلغ من النضج ما يجعله يفرق جيدا بين أعراف الصداقة المتعارف عليها في العالم وبين كرامته ومصالحه التي يدافع عنهما بنفس الشراسة.
كل ما تم إعلانه من تصعيد ضد باريس يعيد الاعتبار للدولة الجزائرية أمام ما تعودناه من استباحة لهيبتها منذ الاستقلال، غير أن ما يوجع فرنسا تحديدا ويمكننا من تصحيح الوضع المختل ويعيد التوازن والندية في العلاقات معها في رأيي ما يلي:
● مراجعة العقود والمشاريع الإقتصادية بين البلدين لفرض توازن المصالح بين الطرفين والتوقف عن كوننا مجرد سوق لمنتجاتهم أو بقرة حلوب لمشاريعهم. وإنهاء الهيمنة الإقتصادية التي تستنزف إقتصادنا ولا تعود على بلادنا بكثير فائدة.
● حانت اللحظة التاريخية المناسبة للبرلمان الجزائري لإقرار قانون تجريم الاستعمار بكل ما يعنيه من تبعات على أرض الواقع. وعلى رأسها ملاحقة دولة الاستعمار أمام المحاكم الدولية للحصول على الإعتراف والإعتذار وحتى التعويض.
● تفعيل قانون تعميم إستعمال اللغة العربية في مقابل إعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى على مراحل بدل الفرنسية التي تجاوزتها حتى المستعمرات المتخلفة.
بقيت الإشارة إلى أن فرنسا تعودت منذ الإستقلال أن تجد لها أعوانا وعملاء من بني جلدتنا، يدافعون عنها وعن مصالحها، لكنها اليوم تصطدم برئيس صلب ومؤسسات وطنية متماسكة خلفه على نفس الموقف.
وعلينا واجب النظر إلى جاليتنا الكبيرة في فرنسا على أنها عامل قوة مهم يجب الاستفادة منه في تقوية صفها ومواقفنا والتخلص من عقدة النقص التي تجعل فرنسا تنظر إلينا كقطعة حلوة أو كسوق لمنتجاتها أو مكب لمعلباتها الثقافية، وليس كشريك متوسطي قادر على فرض الاحترام على الجميع كما يجري الآن..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.