كان القس "ألفراد بيرنڨر"، دفين تلمسان، في مهمة لتحسيس شعوب أمريكا الجنوبية بالقضية الجزائرية، تحضيرا للمناقشة التي ستكون خريف تلك السنة في الأمم المتحدة، مهمة كلفته بها جبهة التحرير، عبر الهلال الأحمر الجزائري.
ولقد اختير القس الكاثوليكي نظرا لأصوله الإسبانية، فهو من مواليد العامرية (عين تموشنت)، وقد جنّدت المخابرات الفرنسية فريق كوماندوس لتتبعه و تحييده.
قصة يحكيها بتفاصيل مثيرة (*)، وصلت إلى حد سرقة جواز سفره، بل في منع منحه قاعات للاجتماع بالمتعاطفين معه، (الدكتاتوريات تتشابه في كل مكان وزمان)، وتهديد مستضيفيه، وتدخل الشرطة في أغلب البلدان لحظر اجتماعاته.
كان آخر بلد دخله هو “كوبا كاسترو”، حيث تعذر على الفرنسيين مسّه أو التعرض له.
عندها أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية قانونا يسحب من القس جنسيته، وبالتالي حرمانه من أي جواز سفر قد يطلبه من قنصلية فرنسا في “هافانا”، عندها منحه كاسترو جوازا كوبيا دخل به نيويورك.
في نيويورك استقبلته بعثة الجبهة هناك، وذهبوا به عند الخياط، لأن عباءته الكهنوتية كانت رثة، وحصل أن أهداه الخياط إياها، عندما علم بمهمته.
أنا أعتبر “موريس أودان” و”فارنون إيفتون” و”آلان غنايسيه”، أعتبرهم من الشهداء الأبرار.
وأنا أترحم على “أولوف بالمي”، و لن يمكنني أن أفعلها مع شاكلة الباشا بوعلام، المسلم الملتزم بالفرض والسنة.
يقول ضاحكا: “بأن أمره غريب: هو الراهب الكاثوليكي يدافع عن مسلمين وبجواز سفر شيوعي”.
وتحدث المفاجأة وتفوز قضية الجزائر بفارق صوت واحد.
هو صوت سفير “كوستاريكا” الذي صوّت للجزائر و ضد تعليمات دولته، وبعث باستقالته من منصبه.
…
أنا أتعامل مع الآخرين وفق موقفهم من الجزائر.
أنا أعتبر “موريس أودان” و”فارنون إيفتون” و”آلان غنايسيه”، أعتبرهم من الشهداء الأبرار.
وأنا أترحم على “أولوف بالمي”، و لن يمكنني أن أفعلها مع شاكلة الباشا بوعلام، المسلم الملتزم بالفرض والسنة.
ثورة الجزائر مباركة بجميع المقاييس،،، ثورة أذهلت العالم بعربون التضحيات والاستماتة نحو الهدف.
إصرار أبهر جميع أخيار الأعراق والديانات، فتجمعوا لنصرتها.
و”بَـرْكاوْنا” من المزايدات على “سيدي ربي”، فالدكتور عميمور محقّ، حين يذكّر بأن “رحمة ربي وسعت كل شيء”.
———
(*) في كتاب “قس جزائري في أمريكا اللاتينية”.. لم يترجم أو تُعاد طباعته .
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.