بعد الحمم ''الصهيونية" التي ظلت تصب على دمشق وضواحيها مدة عام، ليلا ونهارا، جوا وبحرا، ومنذ صبيحة الاثنين 21//01 الى صبيحة الاثنين 23/12 من سنة 2019 أين هم الجبناء الذين اتخذوا سوريا مقاما ولا يحركون ساكنا... أرض الشام التي ظلت زمنا طويلا عصية على الغزاة، وبوابة صدت عندها حملات التتار والصليبيين، وكانت قاعدة لفتح فلسطين.. إذ هي الآن زمن النصيريين عرضة للعربدة الإسرائيلية كل حين..
جبناء والله… الأقلية العلوية التي استأثرت بالحكم، وأذاقت المسلمين السنة سوء العذاب… حزب الشيطان حليفها المتواري من سوء بطشه وأعماله، آناء الليل وأطراف النهار، المجوس الوافدون زرافات من بلاد الفرس يحملون نار الانتقام عمرها 14 قرنا بالتمام…
جبناء والله… الأقلية العلوية التي استأثرت بالحكم، وأذاقت المسلمين السنة سوء العذاب… حزب الشيطان حليفها المتواري من سوء بطشه وأعماله، آناء الليل وأطراف النهار، المجوس الوافدون زرافات من بلاد الفرس يحملون نار الانتقام عمرها 14 قرنا بالتمام، وكذا الصليبيين من الروس الذين تعهدوا بحماية سماء سوريا، وآخرهم الأعراب من دولة الإمارت وبلاد السودان، وصحراء موريتانيا وذيلهم البهائي بائع فلسطين عباس… بل إن بعض مترشحي الرئاسة في تونس جعلوا من مسعى اعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري ضمن برامجهم!
هؤلاء هم الجبناء المقيمون في دمشق أو الوافدين إليها، ظلوا يطلبون صكوك الغفران، وألم الجفاء والفراق من زعيم الطائفة النصيرية التي ليس لها في التاريخ إلا ولا ذمة، ولا عهد ولا أمان، وليس لها منهج مع الخصوم وحتى الحلفاء، سوى الغدر والخديعة…
أيعقل أن تمد يد الصلح والعون، لنظام عنصري قاتل، الذي حول مدنها وأريافها، وقراها إلى رماد، وجعل شعبها فئران تجارب تحت رحمة السلاح الروسي المرعب الذي لم يستخدم من قبل، أليس عارا في جبين الأعراب أن يقبلوا يد المجرم، الذي سحق مدن بأكملها بالغازات السامة والمحرمة دوليا، وترك أطفالها ونسائها جثث في شوارع الغوطة الشرقية سنة 2013… وهو ومنذ سنوات طوال يدع سماء ”الأرض الطيبة”، عرضة للعربدة الصهيونية، دون أن يحتفظ ”بحق الرد”… كان آخرها يوم 23/12 حيث اطلقت بوارج اسرائيلية في المتوسط صواريخ على دمشق والسيدة زينب وتسبب في مقتل رجال من الحرس الثوري..
بني يعرب من دويلة الإمارات المنتفخة بالأموال القذرة، يبتغون العزة والرفعة عند النصيرين! وهذه فارقة تاريخية ما سمعنا بها عند أجدادنا الفرسان الأوائل، الذين كانوا يرون الخطر في هذه الطائفة…التي كانت دائما تقف في صف الصليبي المعتدى، عبر كل المسارات الحضارية للعالم الإسلامي، وهاهي تجدد العهد مع الروس والفرس، تتعرض أرض الشام الطاهرة المباركة، لغارات وغزوات اليهود دون أن تجد عنها من حكامها من يدود، وبني يعرب يوظفون أموالهم الوسخة لإعادة أعمار ما نسفته الطائرات الروسية النفاثة، من بنى تحتية ومدن هذا بعد أن خلطوا في الثورات العربية كثيرا، وحولوا عن مساراتها بل بثورات مضادة في وأيديهم تشهد عليهم في تونس وليبيا ومصر..
… والقائمة طويلة في من يبتغي ود النصيرين، ومن يتوارى من سوء أعماله بنظام إجرامي مثله، ومثلهم ”إذا عمت خفت” زارهم جزار دارفور المخلوع البشير في جنح الليل بداية يناير، على جناح طائرة روسية أقلته خصيصا لتقبيل يد قرينه المجرم، ومكث أعرابي بادية موريتانيا النكرة السابق ولد العزيز الذي يحتفظ بعلاقات مع إسرائيل! ينتظر الضوء الأخضر من الروس، وليس آخرهم عباس الذي ينتظر إجراءات السفر من دودة إسرائيل ليبلغ زعيم الطائفة النصيرية سلام اليهود!.
والحال هكذا، زيارات ومواعيد لرؤساء يستعدون لفك العزلة، ورفع الحصار السياسي والدبلوماسي، وإعادة تأهيل الطائفة القاتلة وزعيمها، تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية التي ترتع كل حين، وتدمر كل ما اعترض طريقها من مطارات ومراكز قيادة سورية وإيرانية، مخترقة منظومة الدفاع الجوي الروسي المتطورة، ولم تتحرك ولم تتغير ”قواعد الاشتباك” كما قيل لنا قبل أشهر من قبل الروس والفرس، والعلويين وأتباعهم أليس هذا منطق الجبناء والضعفاء…
كان يجب حسب عرف الأقوياء الرد على مصدر إطلاق النار، ودعم نظام دمشق بالسلاح والعتاد من قبل الحجيج الوافد إليها ومن تم نحر البدن… بدل إرسال فرقيعات وإصدار بيانات الشجب، واعتراض عشوائي للصواريخ المرسلة بدقة على حواف دمشق كما حدث في 13/01، و21 /01…
حين أسقطت الطائرة الروسية خطأ من قبل سلاح الجو السوري، في سبتمبر 2018، بسبب ما قيل إنها مناورة مقصودة من قبل الطائرات الإسرائيلية، أصدرت موسكو تهديداتها بشكل مباشر لتل أبيب، وأرسلت في ظرف أسبوع سلاحها المرعب أس 400 لحماية الأجواء السورية… باتت يوما الطائفة النصيرية طربا…. وانبرت الأقلام القومجية تطبل وتزمر وتتشفى وتقسم برب الكرملين أن إسرائيل ستدمر…
وفي أعقاب زلزل سلاح الجو الإسرائيلي، وضربته العنيفة بضواحي دمشق ومطارها في 21 جانفي المنصرم، ملحقة أضرارا به، حسب الرواية الروسية في الحين، صرح لافروف قائلا “على إسرائيل ألا تستمر في استباحة أراضي ذات سيادة”، وبعده بأيام وفي لقاء خاص مع قناة الميادين مساء 26/01 شاهدنا نصر الله يقول “على نتانياهو أن ينتظر رد محور المقاومة.. وأن الروس سيأخذون زمام المبادرة” وجاء الاستجداء وطلب التدخل الأخير من رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، في حصة ”قصاري القول” قناة روسيا اليوم مساء 29/01 (على روسيا تجريب منظومة أس 300..) وفي 06/02 حيث قام المعلم بزيارة إلى إيران استقبله رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي بعبارة مبشرا إياه “أن إيران سترد بحزم”..
ولكن كان هذا حلما وأماني وتمنيات ولم تلبث الحشود النصيرية والفارسية، تحت الكابوس مجددا منتصف شهر أوت وديسمبر حيث قطعت أوصال “الشعوبيين” أعداء العرب من الفرس، ودكت حصونه في مطار دمشق ومطار حماة والتيفور ومقام السيدة زينب… بل ان الضربات الاسرائيلية والكل يعلم امتدت الى التواجد الفارسي في بغداد وضواحيها، لقد دك سلاح الجو الإسرائيلي في أوت 2019 ثكنات الحشد الشعبي واحرق خيمهم داخل الارضي العراقية، وقتل من قتل من قادة مليشيات ايران…
نتنياهو الذي أعطى اليهود، عهدا بحماية طائفته تحدى الجميع، وكسر كل الرايات والتيجان الوهمية، صولجان الفرس، ومرغ عمائم خلفائهم (الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم) في طين الشام، طمس وغيب رعب الروس الذي تبخر في سماء قاعدة حميميم، أيعقل أن تستباح أراضي ألمانيا، وتقصف مطارات برلين من قبل عدو خارجي، ولا ترد أمريكا عبر قواعدها، وطائراتها الجاثمة هناك؟
الدول التي تحترم شعبها وتحمي سيادتها، ولا تخطب أمتها بالعنتريات وتطلب منهم العبودية للعائلة الحاكمة، تقرر وتنفد فوق الميدان، وتعتبر باكستان المثال الحي والجدي على الرد على الاعداء في الوقت المناسب تعامل سلاح الجو باحترافية ودقة على الاهداف الهندية وردع هجمات الطيران الهندي اسقاط طائرتين واسر قائدهما 27/02 رغم أن ميزان القوة البشري والعسكري يميل بفارق كبير حيث يبلغ تعداد الهند ما يزيد عن المليار نسمة، فيما باكستان 165 مليون نسمة، حيث عاد التوتر بين باكستان والهند من جديد وسرعان ما التحم الشعب حول حطام الطائرتين بفخر..
دمشق وإيران وحزب الشيطان وحتى روسيا التي تحمي سماء الأسد يردون هذه المرة على الاختراق الاسرائيلي ومن بحر المتوسط في 23/12 بطريقتهم السادية، تأديب المدنيين في مدينة ادلب حيث الغارات لا تتوقف على أحيائها وقراها…
ولم يخطب قادة باكستان بلسان حال القيادة الخائنة في دمشق سنرد في الوقت المناسب أو أن موازين القوى لا تسمح، إذ أن ميزانية الدفاع لباكستان لا تتعدى 8 مليارات دولار، فيما تقارب ميزانية جارتها الهند 40 مليار دولار، وتحتفظ الأخيرة مع روسيا واسرائيل بمعاهدات تعاون دفاعي… طوال عام من الاختراقات الاسرائيلية فوق العاصمة دمشق، لم تتحرك أسطورة أس 400، ولم يرد النصيريون في الوقت المناسب، وخمدت “المقاومة” إلا من بعض ”الألعاب” النارية وذهب ناتنياهو مع زوجته وعائلته في ربيع 2019 إلى هضبة الجولان، وصورته لنا القنوات الفضائية وهو يمرح قائلا ”ما أجملك يا أرض إسرائيل 24/04”، ولكن دمشق وإيران وحزب الشيطان وحتى روسيا التي تحمي سماء الأسد يردون هذه المرة على الاختراق الاسرائيلي ومن بحر المتوسط في 23/12 بطريقتهم السادية، تأديب المدنيين في مدينة ادلب حيث الغارات لا تتوقف على أحيائها وقراها التي بدأت تقضم شبرا شبرا وتترك خرابا (نحو 200 ألف سوري نازح أو مشرد في أبشع صور الإنسانية)…
إسرائيل تهدد وتنفذ، في الوقت التي يرد خصومها بالتشجيب والنحيب والوعيد، آخرها تهديد ولايتي في حوار خاص لقناة روسيا اليوم أن إيران ستحرق إسرائيل… وفي وقت يموت فيه الأطفال السوريون في مخيمات لبنان والأردن في أقسى شتاء من الجوع والصقيع والفيضانات، ولا نسمع للأعراب في قمتهم الاجتماعية والتنموية!! الأخيرة في بيروت أي صدى، سوى الإصرار على عودة زعيم الطائفة النصيرية المجرمة، إلى مقعده الشاغر في جامعتهم.. الأعراب الذين لا تقشعر أبدانهم، وأرواحهم للعائلات المشردة التي فعل فيها البرد والعوز والفاقة فعلته في شتاء 2019..أو النزوح القسري هذه الأيام لنحو 200 الف سوري مدني من جنوب مدينة ادلب يحيون ويموتون جبناء!
وصدق فيهم قول شاعرهم نزار قباني في قصيدته هوامش على دفتر الهزيمة:
لم ننتصر يوما على ذبابة
لكنها تجارة الأفلام
فخالد، وطارق، وحمزة
وعقبة ابن نافع
والزير، والقعقاع، والصمصام
مكدسون كلهم
في علب الأفلام
***
هزيمة
ورائها هزيمة
ورائها هزيمة
كيف لنا أن نربح الحرب
إذا كانوا الذين مثلوا
وصورا
وأخرجوا
تعلموا القتال في وزارة الإعلام
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.