صورة مؤلمة أخرى لطفل آخر لا تهزّ العالم.. هذا العالم الذي يأبى أن يتحرّك، ويصرّ على أن يصمّ آذانه ويعمي آذانه.. إنها للطفل عمران دقنيش، الذي أخرجه أفراد الحماية المدنية في حلب بسوريا من تحت أنقاض بيت عائلته المدمّر بالبراميل المتفجّرة، التي تطلقها الطائرات السورية.
بدا الطفل عمران، ذو الخمسة أعوام، في حالة من الدهشة وهو بين يدي رجل الهلال الأحمر السوري، ونبدّت صورته الماساوية أكثر حينما أُجلس على كرسيّ سيارة الإسعاف.. كان مغبرّ الوجه لا تبدو ملامحه من كثرة الغبار والدماء التي لوّنته وأخفت بياضه الناصع، كما غطى التراب شعره الحريري الأصفر.
هذا طفل آخر مثل إيلان الكردي وغيره ممن شرّدتهم الحرب في سوريا.. ربما حظ عمران أن أخاه الصغير نجا أيضا من القصف ووالدهما أيضا.. ويبدو أن الأم قد نجت ايضا لكن إصابتها تبدو بليغة، وستكشف الايام المقبلة عن قصة هذه العائلة.
لقد خاض عمران تجربة الدفن حيا، وشاءت إرادة الله تعالى أن تهيئ له ولعدد من الأطفال والنساء من ينتشلهم وقد لحقت بهم إصابات مختلفة بعد تدمير منازلهم في غارة نفذتها الطائرات الحربية على حي القاطرجي بحلب مساء أمس الأربعاء 17-08-2016، قتل فيها ستة مدنيين وأصيب 12 آخرون بجروح.
وتداول ناشطون صورة عمران على شبكات التواصل الاجتماعي، واعتبروه وجها مأساويا آخر من المأساة السورية المتواصلة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.