السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، مدرسة في الدهاء السياسي الرهيب.. بل إنه مجموعة مدارس وجامعات اجتمعت في عقل رجل واحد.
كان السلطان قبل توليه الحكم رجلا كثير التأمّل، وثانيا كان لا يُظهر أي ردة فعل على وجهه مهما كان الخطب، لذلك كان شخصية مجهولة ملغوزة تماما لأعدائه وأصحابه معا، لا يمكن لأحد أن يتوقع كيف سيرد الرجل أو ما الذي يخطط له!
قارع عبد الحميد قوى الظلام لأربعة وثلاثين عاما، دول عظمى أغرقها في خططها ومؤامراتها، وكان يعرف كيف يوقع بين خصومه ليتجنب ضرباتهم.. كان يربط الثعالب ببعضها.. فماذا تفعل النعاج التي تحكمنا اليوم.. النعاج تدخل الزريبة والإسطبل واحدة بعد واحدة.. وعليها أن تتعلم من السلطان الراحل، لأن أوان نحرها قد أزف..
تعرض عبد الحميد لحملة تشويه إعلامية غربية وعربية لاتزال مستمرة إلى اليوم، قالوا عنه “السلطان الأحمر” و”بوم يلدز”، وبعد مائة سنة بالضبط هو ذا عبد الحميد ينبعث.. ليعرف الناس الحقيقة.
قرأت مذكرات السلطان قبل سنوات، وفيها يروي المحيط المسموم الذي عاش فيه، ولكنه كان جبلا بل موجا عاتيا في وجوههم ووجوه من يحركونهم.. كان جبلا نعم بل لو كان جبلا حقيقيا لانهدّ ولانهدم ولكنه كان عبد الحميد العظيم.. باشاوات عبد الحميد الخونة مثل عوني باشا ومن معه يشبهون نعاجنا اليوم.. فما أشبه النعاج ببعضها.. وما أشبه اليوم بالبارحة!
تعرض عبد الحميد لحملة تشويه إعلامية غربية وعربية لاتزال مستمرة إلى اليوم، قالوا عنه “السلطان الأحمر” و”بوم يلدز”، وبعد مائة سنة بالضبط هو ذا عبد الحميد ينبعث.. ليعرف الناس الحقيقة.
لقد قال السياسي الألماني العظيم أوتوفون بسمارك وهو يقدّم شهادة عن ذكاء عبد الحميد: لو كان الذكاء في هذا العالم يساوي 100 غرام، لكان 90 غراما لدى عبد الحميد و5 غرامات لدي والباقي لدى سائر سياسيي العالم”.
التلفزيون التركي خلّد عبد الحميد بمسلسل رائع، لكن الأكيد أن الحقيقة كانت أعظم وأروع وأقسى.. ولتنقرض النعاج التي على العروش اليوم.
ح.مzoom
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.