ينتابك الشعور بأن أمريكا وأوربا متورطتنان في الحرب الروسية على أوكرانيا بطريقة أو بأخرى، وكأني بهما يريدان من هذه الحرب أن تستنزف أقصى ما يمكن من جبروت الدب الروسي فتقوض من شوكته وتكشف عن مخبوءاته، لذلك يتأخر الدعم ويغرق الحلفاء المزيفون لأوكرانيا في الاجتماعات والتهديدات بينما يزحف الدب نحو العاصمة كييف.
تدرك روسيا أن الغرب لن يرحمها بوصول الناتو إلى حدودها لذلك مستعدة لإبتلاع أوكرانيا و100 أوكرانيا أخرى قبل أن تختنق بحبال الجيران.
تدرك روسيا أن الغرب لن يرحمها بوصول الناتو إلى حدودها لذلك مستعدة لإبتلاع أوكرانيا و100 أوكرانيا أخرى قبل أن تختنق بحبال الجيران.
بوتن لديه الشهية الآن لإدخال العالم كله في حرب عالمية ثالثة تدمر الجميع بدل انتظار الإختناق بحبل حريري يلتف منذ عقود حول عنق روسيا، التي تدرك أن البديل عن هذه الحرب هو الاستيقاظ يوما على بلد “مخصي” غير قادر على حماية وجوده.
وتدرك أمريكا وأوروبا من جهة أخرى أن مواجهة روسيا بالوسائط وكباش الفداء أرحم وأكثر أمانا لهما من الاصطدام المباشر، ومن شأن ذلك إختبار مدى تحمل الدب للحرب المفتوحة التي قد تدفعه لكشف الكثير من أوراقه العسكرية المخبوءة بالإضافة إلى الرغبة في تهشيم بعض أظافره ومخالبه التي تسيطر على أجزاء كبيرة من المعمورة.
بدليل أن تعامل أمريكا وأوربا مع الغزو الروسي لأوكرانيا لم يتعد الطرح الأخلاقي الذي يتباكون فيه على المدنيين ويصورون الغزاة بأبشع ما يمكن من الأوصاف التي تعكسها صور الضحايا واللاجئين، بينما في يد أمريكا وأوربا أن تجعل من هذه الحرب لو أرادت رهانها المباشر في مواجهة عدو الأمس واليوم مثلما فعلت في تدمير العراق وافغانستان.
ما تحمله واجهة الأحداث من رعب وفزع من الواضح جدا أنه يتجاوز سقوط أوكرانيا وأزمة الغاز والحصار والحظر الجوي، بل لعله أقل بكثير من كتلة الشر التي توشك أن تنفجر في أية لحظة في وجه الجميع.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.