زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

عاش عزيزًا..

الإخبارية القراءة من المصدر
عاش عزيزًا.. ح.م

لم نعد نسمع أخبار الموت إلا من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، ومع ذلك لم أكد أصدق خبر وفاة الأستاذ عبد العزيز بوباكير، ولكم كان الموت مفاجئا بل صادما، ولم يمهلنا حتى الوداع الأخير ولم يمنحنا حتى شرف إلقاء النظرة الأخيرة.

تعرفت على الأستاذ عبد العزيز بوباكير مع نهاية الثمانينات عندما التحقت طالبا جامعيا في كلية الإعلام ولكنني قبل ذلك كنت أقرأ كل ما كان يكتب في الصحافة الوطنية مذ كنت طالبا في الثانوية وقد لا أبالغ إذا ما قلت مذ كنت تلميذا في المتوسطة أو الإكمالية..

وللأسف فإنني في كلية الإعلام لم أدرس عند الأستاذ عبد العزيز بوباكير، فلقد كان يدرس الطلبة الذين اختاروا تخصص الصحافة السمعية البصرية، بينما اخترت أنا تخصص الصحافة الورقية أو الصحافة المكتوبة.

كان من الطبيعي أن نتفق أو نختلف في تحليلنا لمختلف الأحداث الوطنية أو الدولية من غير أن يفسد الاختلاف للود قضية، ومع ذلك فإنني في كل مرة كنت أحتفظ بالمسافة التي يجب أن تفصل بين الأستاذ والتلميذ.

وحدث مرة أن التقيت بعد سنوات في حياتي المهنية بالأستاذ عبد العزيز بوباكير في مطلع الألفية في الدار البيضاء بالمملكة المغربية بمناسبة معرضها الدولي للكتاب، حيث تسبب مسؤول إحدى دور النشر الجزائرية في تضييع الجزائر منصبا تنفيذيا في اتحاد الناشرين العرب لفائدة المغرب.

وقد حاول صاحب الدار أن يثنيني عن الكتابة في الموضوع، وعندما فشل في تهديده المبطن، حاول أن يستميلني بالأستاذ عبد العزيز بوباكير الذي كان حاضرا في المعرض، ولكن الأستاذ لم يضح بأكاديميته لفائدة المزاجية، وقال لي اُكتب ما تراه، فأرسلت الخبر إلى قاعة تحرير جريدة الشروق اليومية بسرعة الصواريخ الروسية.

لقد اعتزل الأستاذ عبد العزيز بوباكير قاعات التحرير وكذلك فعلت أنا، ولم تعد تجمعنا سوى الصفحات التواصلية الاجتماعية بعدما ضاقت بنا الجرائد الورقية.

وكان من الطبيعي أن نتفق أو نختلف في تحليلنا لمختلف الأحداث الوطنية أو الدولية من غير أن يفسد الاختلاف للود قضية، ومع ذلك فإنني في كل مرة كنت أحتفظ بالمسافة التي يجب أن تفصل بين الأستاذ والتلميذ.

الموت قدرنا جميعا، وبعدما تحولت مهنة المتاعب إلى مهنة الموت، فإنني لم أعد أرثي رجال الصحافة والإعلام أو أعزيهم، بل إنني أصبحت أرسل لهم ببرقيات التهاني لأنهم قد استراحوا بموتهم من مهنة الموت والمتاعب..

أقول فقط؛ عبد العزيز أبو باكير الذي رحل عنا باكرا، قد عاش عزيزا.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

1 تعليق

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 8433

    حمادي خيرالدين

    السنوات الأخير ة شهدت رحيل جيل بأكمله من إعلاميي الصف الأول إن صح الوصف… المؤكد أن تعويض هؤلاء ليس بالأمر الهين. وهذا دون الانتقاص من قدرة الجيل الصاعد على التميز والإبداع.

    • 0

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.