ضربة العصا الأخيرة لـ"سيّد الطوفان"، هي آخر ضربة في مقاومته وكرهه لعدوّه الأبدي.. ذاك مبلغه من القوة لحظتها بعدما أصيب..كأسد جريح تخشى الضباع خياله..
وجه الشبه بين الأسديْن أيها السادة والسيدات، أنهما ضربا ضربتهما الأخيرة بعصا القتال؛ الثمانيني ضرب بها وهو في آخر عمره، والستيني ضرب بها وهو في آخر جراحه.. ثم ارتقا كلاهما..
تُذكّرني ضربة العصا تلك بالشيخ الحدّاد رحمه الله في بجاية وهو في “سوق صدّوق” سنة 1871 وقد بلغ الثمانين من العمر..
قام في الناس خطيبا وهم لاهون في تجارة ليحرضهم على الثورة، وقال: سنلقي فرنسا في البحر كما ألقي عصاي هذه.. ثم ألقى عصاه في الأرض..
دامت مقاومة الشيخ الحداد قرابة سنة، ثم أسر وقضى في أسره وعرج إلى رضوان ربّه..
وجه الشبه بين الأسديْن أيها السادة والسيدات، أنهما ضربا ضربتهما الأخيرة بعصا القتال؛ الثمانيني ضرب بها وهو في آخر عمره، والستيني ضرب بها وهو في آخر جراحه.. ثم ارتقا كلاهما..
خلّد شاعر الثورة مفدي زكريا ضربة العصا وشيخنا الحداد فقال:
وحدّادُ في السوق ألقى عصاه ٠٠٠ وأعلنها في الذُّرى والبطاح
كمثْل عصاي سألقي الفرنسيس … في البحر أركُلهم بالرماح
سَلامٌ لمقرَان يمضي شهيدا … بسُوفلاتَ رَمز الفدا والكفاح
ولابن الثمانين يغدو أسيرًا … ومَا كبَّل القيدُ فيه الطماح
@ طالع أيضا: طوفان المجازر الكبرى..!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.