الأولى من مدرج لم يبق به مكان ولم يك به مستع، خلال محاضرة الباحث والعالم بلقاسم حبة، كل هذه الجموع من الطلبة تستمع باهتمام الى تجربة زاخرة لرجل جزائري بسيط أفلت من حلقة التعطيل ومن سيطرة الوظيفة، وكل هذه الأعناق المشرئبة انما تعبير عن رغبة جامحة للتطلع الى المستقبل، واحتفاء عفوي بالنماذج الناجحة.
قد يكون في المجتمع الجزائري عوالم أخرى مغايرة تماما، لها صورها وسياقاتها وأنساقها الاجتماعية، لا ينبغي الاحتجاج عليها، لأنها تعبر في النهاية عن مجتمعات صغيرة تنمو على الهامش، متمكنة من الوسائط الحديثة ومنفلتة من رقابة العرف.
الصورة الثانية أكثر هدوءً، من حفل صدور مذكرات القائد الثوري لخضر بن طوبال، التي أخرجها الباحث دحو جربال، وقد نفدت الطبعة الأولى، وفي نفادها مؤشر إيجابي ومغزى طيب على إقبال الجزائريين وحاجتهم إلى مزيد من الإطلالة على التاريخ، وقراءة وقائعه من شرفات متعددة، خاصة عندما يكون الإنجاز حرفيا وكاشفا لمزيد من نقاط الظل.
في الصورتين قيمة ثابتة، وهي أن “البضاعة الجيدة تبيع نفسها بنفسها”، متى تحررت المبادرة من السلطوية المعطلة ومن السردية المعلبة، أمكن التقدم في تغير المنطق القدري، يجمع بين الصورتين ما يجمع من قواسم بها الكثير من الايجابية دالة على حيوية ثقافية ممكنة في الجزائر، بنفس قدر الحيوية السياسية التي ظهرت خلال الحراك الشعبي، والحيوية الاجتماعية التي ظهرت في إسناد جهود إطفاء الحرائق.
قد يكون في المجتمع الجزائري عوالم أخرى مغايرة تماما، لها صورها وسياقاتها وأنساقها الاجتماعية، لا ينبغي الاحتجاج عليها، لأنها تعبر في النهاية عن مجتمعات صغيرة تنمو على الهامش، متمكنة من الوسائط الحديثة ومنفلتة من رقابة العرف.


تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.