أجمع صحفيون جزائريون سألهم “زاد دي زاد” عن علاقة قائد المخابرات المحال على التقاعد بالصحافة، على أن الأخيرة عرفت أحلك أيامها في عهده.
وقال الصحفيون إن جهاز المخابرات في عهد #توفيق ضيّق على #الصحافة بكل الوسائل كما استعملها لإدارة المشهد السياسي وتوجيه الرأي العام في البلاد.
التفاصيل؛ فيما يلي من آراء من تحدّث إليهم “زاد دي زاد”.
حميد ياسين (يومية الخبر): عاشت الصحافة خلال فترة إشراف توفيق على جهاز المخابرات أحلك أيامها.
ففي تسعينيات القرن الماضي تم التضييق على عدد كبير من الصحف والصحافيين، وتم غلق بعض الجرائد تحت مبررات أمنية وسياسية. الزملاء في يوميتي “الخبر” و”الوطن” وصحف أخرى تمت جرجرتهم إلى المحاكم بذريعة نشر أخبار تمس بأمن الدولة. بعض الصحافيين سجنوا لنفس المبرر، ولم يتحسّن وضع الصحف مع استتباب الوضع الأمني نسبيا، أي في الفترة التي جاء فيها بوتفليقة إلى الحكم. فقد استمر التضييق في عهد التوفيق ولكن بأشكال أخرى، مثل استعمال الإشهار كسلاح ضد مؤسسات إعلامية، والضغط على الصحافيين بعدة أشكال.
حميد روابة (بي بي سي): الملاسنات التي كان بطلها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، وتحدث فيها عن محمد مدين، كشفت حجم وطبيعة العلاقة بين جهاز المخابرات ومديره من جهة والصحف الجزائرية الخاصة والصحفيين من جهة أخرى.
وأكبر صورة تعكس هذه العلاقة الفضيحة هي الصفحة الأولى التي خصصتها صحيفة “لوجان أنديباندون” تصف فيها سعداني بأنه شاذ جنسيا يتحدى حسبها “الرجل” الهمام. هذه “الأولى التاريخية”، التي تناولتها الصحافة الفرنسية باستخفاف واستهزاء، تلخص يؤس الصحافة الجزائرية. ودَخل في المبارزة الكلامية بين سعداني ومدين “قطيع” وليس قطاع من الصحفيين يصدّون عن مدير المخابرات، ويدافعون عنه، ويهاجمون سعداني لهذا السبب فقط، وإن كان سعداني في تقديري كله أخطاء، لكنهم شنوا عليه حربا لأنه تطاول على سيدهم، فحسب، هذه العلاقة، التي شوهت الصحافة الجزائرية وجعلت الصحفيين، بعضهم، لحسن الحظ، مخبرين وعسسا على المهنة.
عثمان لحياني (صحفي جزائري مقيم في تونس): ترؤُّس مدين جهاز المخابرات ترافق مع بداية تجربة الصحافة الحرة في الجزائر، الجهاز لم يفلت الصحافة من قبضته، وقد كانت الصحافة أكثر أدوات إدارة المشهد السياسي وتوجيه الرأي العام.
أكبر معارك حرية الصحافة، التي خاضتها الصحف، كانت بسبب سطوة الجهاز علي مجمل أدوات العملية الإعلامية طباعة وإشهارا وتوزيعا.
الجهاز كان يتدخل في اعتماد الصحف وفي اعتماد الصحفيين، كان علي كل صحفي يعتزم مراسلة وسائل إعلام أجنبية أن يمر عبر قسم مكلف بمتابعه الصحافة، وكان ذلك جزءا من مشهد التداخل المؤسساتي في الجزائر.
صحفيون لـ”زاد دي زاد”: الصحافة الجزائرية عاشت أحلك أيامها في عهد “توفيق”

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.