لم تمنع المشاعرُ الإنسانية ولا عظمة الموت الأسبوعيةَ الفرنسية الحقودة الساخرة "شارلي إيبدو" من التّهكم على الملاكم العالمي الراحل محمّد علي في يوم دفنه، واختارت الأسبوعية "الحقودة" أن "تحتفي" بوفاة الأسطورة المسلم بكاريكاتير نشرته على صدر صفحتها الأولى، الجمعة 10-06-2016، يفيض بالعنصرية والكراهية تجاه الراحل ومن ورائه اللاعب الجزائر كريم بن زيمة والمسلمين جميعا.
وليس غريبا على المجلة المذكورة أن تسخر من الموتى وتتهكم عليهم، فهي صاحبة سجلّ أسود في هذا المجال، إذ سبق وتهكّمت على اللاجئ السوري الصغير الغريق إيلان الكردي بكاريكاتير في 14 جانفي الفارط، قالت فيه إنه لو نجح في الهجرة وعاش وكبر فسيكون “زير نساء” في ألمانيا يطاردهن بحثا عن إشباع غريزته الجنسية أو سيكون إرهابيا من “داعش” ينفّد عملية تفجيرية وإنه لن يكون طبيبا أو أستاذا.
وبالعودة إلى موضوع السخرية والتهكّم الجديد، فلقد أقحمت الأسبوعية محمد علي في الحملة، التي يتعرّض لها مدرّب الفريق الفرنسي لكرة القدم ديديي ديشان منذ رفضه استدعاء اللاعب الفرنسي المسلم كريم بن زيمة، وأظهر الكاريكاتير نعشا لمحمّد علي وهو يركل الكرة داخل ملعب وعلّقت “ديشان عنصري لأنه لم يستدع محمّد علي لأورو 2016″، وتشير هنا المجلة -بكل خُبث- إلى الأصول المسلمة لمحمد علي وكريم بن زيمة وخلفهم المسلمون الذي اتّهموا ديشان برفض استدعاء بن زيمة إلى الفريق الفرنسي للمشاركة في كأس أوروبا بسبب أصوله الإسلامية، وتريد بذلك القول إن المسلمين يرون في كل من لا يستدعْ لاعبا مسلما إلى الفريق الفرنسي “عُنصريّا”.
ولسوء حظ”شارلي إيبدو” فإن هذا الكاريكاتير أخطأ هدفه تماما.. إذ لا مجال للمقارنة بين حال المسلمين في فرنسا بحالهم في الولايات المتحدة، فمحمد علي لم يتعرّض للإقصاء أو العقوبة في أمريكا بسبب دينه ولكن لأنه رفض المشاركة في حرب فيتنام، التي كان يراها اعتداء على حياة الآخرين، وهو موقف جلب له تعاطفا عالميا من كل الأديان والأعراق ومن ذوي النفوس الصافية، كما أن القيادة السياسية الأمريكية رفعت عنه العقوبة وأعادت له لقبه العالمي الذي جُرّد منه، كما مثّل عليّ المسلمين أحسن تمثيل، والدليل وفاته التي اجتمع فيها رؤساء وشخصيات سياسية ورياضية من كل الأديان أيضا، أما فرنسا الرسمية فتكرّس العنصرية على المسلمين في كل المجالات، والدليل فيما يقوله فرنسيون معتدلون، وعلى “شارلي إيبدو” أن تقرأ ما قله النجم الفرنسي السابق إيريك كانتونا والمدرب الفرنسي أيضا غي رو، أم أنّ المجلّة الحقودة لا ترى ولا تسمع إلا ما يضرّ المسلمين!
وللحقودة “شارلي إيبدو” تاريخ من العداء غير المبرّر للمسلمين، فبدأت بالاعتداء على رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلّم بكاركياتير في 7 جانفي 2015 أشعل العالم الإسلامي وأدّى إلى هجمات مسلّحة طالت مقر المجلة أودت برئيس تحريرها وبعدد من رسّاميها وصحفييها (12 قتيلا و11 جريحا) ثم عاودت رسم كاريكاتير مسيء لرسول الإسلام في 14 جانفي، أي أسبوعا بعد الهجوم عليها، ثم سخرت من اللاجئين السوريين ولا زالت تواصل نفث سمومها على المسلمين باسم “حرية التعبير”.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.