عندما تتصفح أرشيف كرة القدم الجزائرية ستصادفك صفحة مخصصة لفتاة جميلة من أصول قبائلية مزركشة باللون الأصفر والأخضر إسمها شبيبة القبائل، صنعت لحظات مضيئة من تاريخ كرة الجزائر، جلبت الفرح في وقت الحزن ورفعت علم الجزائر عاليا في سماء القارة السمراء، غير أن كل ذلك انتهى اليوم وأصبح مرسوما في قاموس الذكريات؟!
فحال الشبيبة اليوم للأسف لايسر لا العدو ولا الصديق، ففي هذا الموسم الفريق غارق في فوضى لا نهاية لها، فعلى مستوى الرئاسة مر على مجلس الإدارة ثلاثة رؤساء، كما استهلك الفريق أربعة أطقم فنية بداية من رحموني وموسوني وفابرو وصولا إلى آيت جودي وأخير نورالدين سعدي!! دون الحديث عن مستوى أغلبية لاعبي الفريق الذين لايستحقون التواجد في فرق مابين الأحياء فمابالك اللعب في فريق عريق كالشبيبة.
يا حسرتاه على أيام الجامبوجات وشبيبة التسعينات وبداية الألفية عندما كانت “الجياسكا” ترعب كبار إفريقيا وتتسيد مشهد الكرة في الجزائر، أما اليوم فأصبح الفريق عاجزا عن الفوز في تيزي وزو والهزيمة خارج الديار تحصيل حاصل، ببساطة تحولت الشبيبة من أحسن فريق لكل الأوقات في تاريخ كرة الجزائر إلى فريق يذل كل وقت والسبب الرئيسي أبناؤه الذين يتقاتلون من أجل مصالحهم الشخصية لا من أجل مصلحة الفريق.
المفارقة العجيبة أن كل فرق العالم أبناؤها هم الذين يصنعون أمجادها إلا الشبيبة فمعاناتها سببها مسيروها، ألم تشاهدوا البارحة ذلك الصراع المحموم بين حناشي وبقية مجلس الدريكتوار على تكسير الفريق وتحطيمه!!
إذا كان التاريخ سابقا كتب أن محند شريف حناشي هو أحد الذين ساهموا في بناء تاريخ شبيبة القبائل المجيد من خلال الألقاب القارية والمحليه التي ساهم في جلبها لخزينة الشبيبة، فإن التاريخ سيكتب أيضا أن حناشي من المساهمين في قيادة سفينة الجياسكا إلى جحيم الرابطة الثانية لأول مرة في تاريخها في حال سقوط الفريق هذا الموسم لاسمح الله.
على أبناء الشبيبة من لاعبين ومسيرين أن يتخلوا على مصالحهم وصراعاتهم العميقة من أجل إنقاذ سفينة الشبيبة التي تتجه بخطوات ثابتة نحو الغرق، فالتاريخ لايرحم أحدا.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.