زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

سعدالله يردّ على الفرنسيين: مراحيضنا.. وحضارتكم

سعدالله يردّ على الفرنسيين: مراحيضنا.. وحضارتكم ح.م

سخر المؤرخ والصحفي والروائي الجزائري فوزي سعدالله من ادّعاء الفرنسيين أن استعمارهم للجزائر أضفى عليها حضارة، كما وانتهز الفرصة للردّ على من قالوا إن الوجود التركي في الجزائر كان احتلالا.

وقال سعد الله في منشور على “فيسبوك”.. “كانت مدينة الجزائر تستحم في 33 حمّاما، في فترة لم يكن يعرف خلالها ملوكٌ في أوروبا ما معنى المرحاض”.

وجدير بالذكر أن فرنسا سنت قانونا لتمجيد استعمارها للجزائر وبلدان شمال إفريقيا، وأثار القانون موجة سخط كبيرة في الجزائر، ورغم محاولة نواب في المجلس الشعبي الوطني سنّ قانون مواز لتجريم الاستعمار، إلا أن رغبتهم اصطدمت برفض السلطة، ما اعتبره كثيرون “خضوعا لفرنسا”.

وفيما يلي نص منشور فوزي سعدالله كاملا:

مدينة الجزائر العثمانية….ضحية “المهمة الحضارية” الفرنسية 1830م…في ذكرى الأيام التي سبقت الغزو كانت تُسمّى جزائر بني مزغنه، باسم القبيلة الأمازيغية التي كانت تعمِّرها، ثم جزائر الثعالبة نسبة إلى قبيلة الثعالبة الهلالية العربية التي التحقت بها منذ القرن 13م و14م، ليُختزَل اسمُها في “الجزائر” فقط، بمعنى: الجُزُر.

ومن “الجزائر” استوحى الفرنسيون اسم “آلْجي” بما يستسيغه لسانهم.

هذه المدينة العتيقة بُنيتْ في شكل مُدرَّج يطل على البحر وفق التقاليد المعمارية اليونانية القديمة، وقد أطلقت أثينا على عاصمتنا حينذاك اسم “إيكوزيس”.

في القرن 18م، الفترة العثمانية من تاريخ الجزائر، كان يعيش في المدينة العاصمة ما بين 100 ألف إلى 120 ألف نسمة، غالبيتهم من المسلمين، لكن أقام بينهم عشرات آلاف اليهود والنصارى. وقد جاء هؤلاء جميعا من مختلف البقاع والأصقاع، مسلمين وغير المسلمين.

كانت مدينة الجزائر توفر الحظ لكل من لم يسعفه الحظ في بلاده أن يعيش حياة كريمة. إيطاليون، ألبانيون،أتراك، يونانيون…وغيرهم من الأقوام تداولوا بمقتضى هذا الانفتاح على حُكم البلاد، من بينهم: الحاج حُسين ميزُّو مورْتُو، الحاج حسان فِينِيزّْيانُو، قُورْصُو، آرْنَاؤُوطْ، وغيرُهم.

هكذا كانت مدينة الجزائر في أيام عزها… أقولها للذين لا يعرفونها ولا يشاهدونها سوى بأعين الذين دَمَّروا ثلثيْها (2/3) خلال الأعوام الأولى للاحتلال بدعوى نشر الحضارة التي كانوا هم أحوج إليها…

كانت الجزائر تنعم بمرافق لم تتوفر في كبريات المدن المتوسطية والعالمية، فقد احتوت على 60 مقهى، على غرار أشهرها وهي القهوة الكبيرة والقهوة الصغيرة وقهوة بحاية وقهوة العريش. وشربت وارتوت من عدد مماثل أو أكبر من العيون والنافورات العمومية، فضلا عن تلك المتواجدة في الديار والقصور. وكانت تستحم في 33 حمّاما، في فترة لم يكن يعرف خلالها ملوكٌ في أوروبا ما معنى المرحاض. وكانت تنام مطمئنة بجنودها الـ: 12 ألف الساهرين على أمنها في 8 ثكنات، عكس ما تُرَدِّدُه النّظريات التي يُسوِّقها مَن يروِّجون لفكرة “الاحتلال التركي” للبلاد…

كما عبدت المدينة الله في أكثر من 120 جامعا ومسجدا وعشرات الزوايا والأضرحة، وأيضا في الكنائس والبِيَع اليهودية. وتَعلَّم أبناء أهل الحاضرة القراءة والكتابة والعلوم في المدارس والزوايا وباحات المساجد والمِدْرَاشْ، بالنسبة لليهود، وطالعوا المخطوطات في المكتبات والورّاقات في حيّ القَيْصرية الذي كان يؤمّه المثقفون والطلبة والعلماء.

وكان في المدينة أسواق شاع ذِكْرُها في البحر المتوسط تمتد من باب عزون إلى باب الوادي، فضلا عن الأسواق الصغيرة الجِوارية في مختلف الحوْمات على غرار حوانيت سيدي عبد الله أسفل حوْمة سيدي محمد الشريف وحوانيت بن رابحة في سور السّْطارة…

وفي قلب “البهجة”، كما كان يُطلق على المدينة، انتشرتْ الفنادق والمخازن بملاهيها وطَبَرْنَاتِها للترفيه عن المسافرين والتجار وعابري السبيل متعددي الجنسيات…

أما خارج أسوار المدينة، فقد تعددت الجنان والبساتين المحيطة بالقصور والفيلات؛ من حيّْ الثغريين في مرتفعات المدينة إلى بوزريعة، ومن باب الوادي إلى مرسى الذبان، لا بوانت يسكاد حاليا، وأيضا من جنان مصطفى باشا الممتد عبْر ساحة أول ماي وتيليملي إلى حيدرة وبئر مراد الرايس وبئر الخادم….

هكذا كانت مدينة الجزائر في أيام عزها… أقولها للذين لا يعرفونها ولا يشاهدونها سوى بأعين الذين دَمَّروا ثلثيْها (2/3) خلال الأعوام الأولى للاحتلال بدعوى نشر الحضارة التي كانوا هم أحوج إليها…

ads-300-250

11 تعليق

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 5789

    خالد الجلفة

    بارك الله فيك اثمن جهدك واشدوامثالك على ايديكم

    • 3
  • تعليق 5790

    علي بن فتاشة

    نحن محظوظون أنّنا لم نفنَ كما حدث للهنود الحمر… خصوصا مع استدمار فرنسي حاقد، والفضل يعود لسلاح الأمة القوي وهو الإسلام

    • 6
  • تعليق 5821

    SALAH

    Dès le début l’article est plein d’approximations comme le nom ECOSIUM qui sensé être le nom donné par les grecque à Alger alors qu’il n’ont jamais mis les pied!! Je vous conceille de bien choisir vos articles afin de mieux défendre ce pays

    • -14
  • تعليق 5828

    ابوعمر الجزائري

    كلام سعد الله يجب يقال لعملاء فرنسا عندنا و حتالة حزب فرنسا هم الذين يكذبون على الشباب و يصورون لهم أن فترة الإستعمار كانت جنة بالنسبة للجزائريين

    • 4
  • تعليق 6071

    أبو عمر

    جزاك الله خيرا محتاجين إلى ناس مثلك للنهوض بالجزائر وأولاد فرنسا و أحفاد اﻹستدمار فاليرحلو عنا

    • 3
  • تعليق 6073

    بن نايش

    تترجـــم بلســـان الإفرنجـــة ولتحملهـــا سفينـــة طارق بني زيـــاد لترسوا على شواطـــئ مارسيليــــا وعلى من رآهــــا من بني الجودام عفوا الجوتــــام أن ينشرهـــا على حيطانـــه وأن يتطوع أحد الشجعـــان كما فعلهـــا الشجعان من قبل ذات 17 أكتوبر وليحملهـــا رايــــة يوم يكرم قوادووو هؤلاء الحركــــى أقصـــد .
    سلم ذاك القلم يا سعـــد .

    • 1
  • تعليق 6075

    سعاد

    وهاهم اصبحوا سادة و بعطرهم احتلوا المخادع…… كم هي شديدة دورة الزمن و وطأة تداول الايام اننا على هامش التاريخ و الجغرافيا

    • 0
  • تعليق 6078

    العروي أم الجزائر

    لا بوانت يسكاد حاليا ما هذه التسمية ؟؟؟ أنتمسك بالتسمية الفرنسية للأحياءنا؟؟؟؟
    وأية علوم كان يدرسها الجزائريون؟؟؟؟؟ وأين هي الاختراعات النتيجة عن هذه العلوم كما حدث بأوربا؟؟؟؟؟؟؟

    • 1
  • تعليق 6079

    محمد

    في البرواقية ، حولوا حولت فرنسا ادارة الامير عبد القادر (( الزمالة )) الى سجن حتى تطمس الحضارة وكذلك لثكنة سركاجي و مبنى اخر في عين بوسيف كان الفرنسيون في سنة 1900 يلتقطون لهم صورا بجانبه و و و………….. انها فرنسا الاستدمار والدمار ……

    • 1
  • تعليق 6080

    سماحي احمد العربي

    وكل الذين يدافعون عن فرنسا و حضارتها التدميرية إنما هم أحفاد الزواف الذين ساعد أجدادهم الاستعمار و فتحوا ه الابواب خلسة و علنا للدخول إلى بلادنا نتيجة حقدهم على كل ما هو عربي و إسلامي وهاهم اليوم أحفادهم الزواوة من أبناء ماما فرنسا يمجدونها بكل فخر و اعتزاز إنه الشوق للعبودية يا أسياد.

    • 2

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.