كان آخر بيت من الشعر قاله الشاعر المرحوم أحمد شوقي في آخر يوم من حياته: قف دون رأيك فى الحياة مجاهدا إن الحياة عقيدة وجهاد، وذلك عندما زار صديقه محمد توفيق دياب صاحب جريدة الجهاد والذي جعل من هذا البيت الشعري شعارا للجريدة..
وقد بقي هذا البيت يتيما وحيدا بدون قصيدة وها هو الصديق نسيم الأكحل مدير جريدة الزاد يشرفني بدعوة الحضور إلى حفل عيد ميلاد الجريدة في ذكراها الثانية عشر، ومن غير أن يطلب مني فقد جاءني بل فاجأني الشعر إلهاما ووحيا، وكأنما قد جاء شوقي يطلب مني أن أكمل بقية أبيات القصيدة ولا أترك بيته الشعري يتيما وحيدا، فكانت هذه القصيدة.. (*)
زَادٌ عَلَىٰ زَادٍ..!!!
✍️ شعر: إبراهيم قارعلي
زَادٌ عَلَىٰ زَادٍ وَ نِعْمَ الزَّادُ
عِيدّ سَعِيدٌ أيُّهَٰذَا الزَّادُ
يَجْرِي دَمُ الشُّهَدَاءِ فِي أقْلَامِنَا
مِـنْ بَـعْـدِ سَـبْـعٍ كُـلُّـهُـنَّ شِـدَادُ
قَدْ لَعْلَعَتْ مِثْلَ الرَّصَاصَةِ أحْرُفٌ
لَــوْ أنَّـهَـا خَـرَجَـتْ فليْسَ تُـعَـادُ
هَذَا صَرِيرٌ أمْ صَلِيلٌ فِي الْوَغَىٰ
إنَّ الـسُّـيُـوفَ تَـعَـافُـهَـا الأغْمَادُ
هَذَا مِدَادِي الْيَوْمَ يَنْزِف مِنْ دَمِي
سِـيَّـانَ عِـنْـدِي هَـلْ دَمٌ وَ مِـدَادُ
هِيَ قَاعَةُ التَّحْريرِ فِي مَيْدَانِهِ
إنَّ الصَّحَافَةَ فِي الْحَيَاةِ جِهَادُ
إنَّ الْمُحَرِّرَ لِلْمُحَرِّرَ تَـوْأمٌ
الْحَرْبُ حِبْرٌ أصْبُعٌ وَزِنَادُ
أيْنَ الْمَبَادِئُ فِي صَحَافَةِ يَوْمِنَا
قَـدْ بَاعَهَا السِّمْسَارُ وَ الـقُـوَّادُ
صِرْنَا نَبِيعُ وَنَشْتَرِي كَمْ صَفْقَةٍ
يَرْسُو عَلَيْهَا بِالْخِدَاعِ مَــزَادُ
قَلَبُوا الْأمُورَ لَنَا بِزُخْرُفِ قَوْلِهِمْ
وَ كَأنَّ فِي الْـعَـيْـنَـيْـنِ ذُرَّ رَمَـادُ
أتُحَارِبُ الْيَوْمَ الْفَسَادَ صَحَافَةٌ
هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ شُبْهَةٌ وفَسَادُ
بِئْسَ الصَّحَافَةُ آفَةّ فِي عَصْرِنَا
عَجَبًا يَـصِـيـرُ ضَـحِـيَّـةً جَــلَّادُ
لَا فَـرْقَ رِقٌّ أبْيَضٌ أوْ أزْرَقٌ
ذِمَمٌ تُبَاعُ وَ تُشْتَرَىٰ أجْسَادُ
جَاعَتْ وَلَمْ تَأْكُلْ بِثَدْيٍ حُرَّةٌ
وَ لَكَمْ يُعَانِي فِي الْبِلَادِ عِبَادُ
حَاشَا الْحَرَائرَ مِثْلُهُمْ أحْرَارُنَا
لَكِ يَـا جَزَائِرُ مـا سِوَاكِ بِـلَادُ
لَا نَنْحَنِي مِثْلُ الْجِبَالِ شَوَامِخٌ
كَـلّا فَـنَـحْـنُ لِأرْضِـنَـا أوْتَـادُ
وَلَقَدْ تَجَاوَزْنَا السَّمَاوَاتِ الْعُلَىٰ
سَـبْـعٌ طِـبَـاقٌ مَـا لَـهُـنَّ عِـمَـاد
زَادِي قَلِيلٌ مِثْلُ زَادِ مُسَافِرٍ
فِي الزَّادِ لِي أمَـلٌ بِهَا يَزْدَادُ
شُكْرًا عَلَىٰ تَكْرِيمِنَا شُكْرًا لَكُمْ
يَا زَادُ عِشْتِ وَعَاشَتِ الْأعْيَادُ
اَلْعِيدُ عِيدُكَ يَا نَسِيمُ وَعِيدُنَا
وَعَـسَـاكِ مِـنْ عَـوّادَةٍ يَـا زَاد
—
(*) هذه القصيدة ألقاها الزميل ابراهيم قار علي خلال احتفالية منصة”زاد دي زاد” في الذكرى 12 لتأسيسها..
تصوير: جعفر سعادةzoom
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.