حين تتصفح أوراق الكاتب الصحفي القدير والمؤلف المتميز "حسنين هيكل"، وهي لمسار قامة اعلامية آمنت بكيان العرب وساست بمقالات ما شهدته مصر موطن العاشق للأهرام "البلد والمنبر"، ترى كيف يكون لبداية رجل سمت به الصحافة العربية وتقدم في عصره القلم على الورق الأثر البالغ في تكوين الكاتب الصحفي الذي يجمع في رصيده كاتبا وقارئا ما يمكن أن يؤثر في زعيم "القومية العربية" آنذاك الراحل "جمال عبد الناصر" رحمه الله، وهو الصحفي الذي بدأ مشوراه الاعلامي كاتبا في عهد الملكية بمصر وترجل حبا في مهنة اتصلت به إلى آخر نفس.
في قاعات التحرير بـ”الأهرام ” وغيرها من صحف العرب التي ساست بأقلام كتابها مسارات وتوجهات دولها في صراع القطبين، كان هناك “محرر تحت التمرين” فلا يمنح القلم مجانا.. ولا يجامل من يحمله ليكتب متحمسا… بل كان القلم ثقيلا والميزان حكيما والمنشود عميقا، فلا مكان في الصحف إلا لمن يقرأ ثم يجمع ويرتب ليكتب…
إني من أشد المعجبين بهذا الرجل الذي يتوارى نموذجه في عصر “مبهم وغير ملهم للصحافة”، وأرى في تجربته الحافة بالعطاء تاريخا يجب أن يدرس لطلاب الاعلام ممن يختارون مهنة الصحافة للتأثير في القرار وعدم البقاء في الهامش كمن زار ورحل.
إني من أشد المعجبين بهذا الرجل الذي يتوارى نموذجه في عصر “مبهم وغير ملهم للصحافة”، وأرى في تجربته الحافة بالعطاء تاريخا يجب أن يدرس لطلاب الاعلام ممن يختارون مهنة الصحافة للتأثير في القرار وعدم البقاء في الهامش كمن زار ورحل.
“حسنين هيكل” رحمه الله لم تمنح له حقيبة وزير “الارشاد القومي” مجاملة، كما فعلت بعض الأنظمة مع كتاب، بل افتك الكاتب الصحفي الذي بدأ قلمه باكرا التكليف عن أثر وتأثير ورصيد، فكان له ما يقول خارج النص في “الأهرام” وغيرها من منابر الاشتغال التي سمت به وشغل بها أهم الرتب، فكان مستشارا “لناصر” رحمه الله وأحد المقريبين من دائرة السياسة في مصر، إلى أن اختلف مع “السادات” رحمه الله بعد نهاية حرب “أكتوبر”، وكان للكاتب الصحفي رأي في مفاوضات فك “الاشتباك” مع الكيان الصهيوني، وقال لـ”السادات ” لاتفاوض “كسينجر” فأنت “الرئيس”…
هكذا تصنع الشخصيات قوتها وزعامة تخطف العقول والقلوب وكم يتمنى شرفاء “المهنة” لو عايشوا زمن صحافة “هيكل” فقد ضاعت في هذا الزمن “صحافة النخب” وقفز الكثير درجات التدرج مهرولين نحو القاب للزينة..
رحم الله الكاتب الصحفي القدير “حسنين هيكل”..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.