فجّر الروائي الجزائري بوعلام صنصال قنبلة من قنابله "الغريبة المعهودة"، حيث كتب على صفحات جريدة "لومونود" الفرنسية، قبيل يوم، مقالا بعنوان "محطة للإرهابيين بتكلفة منخفضة"، قال فيه إن إرهابيي "نيس" لا يختلفون عن إرهابيي "جبهة التحرير الوطني!
ومعروف أن صنصال لا يفوّت فرصا مثل هذه للتقرّب من فرنسا ومن جوائزها الأدبية.
حسب النظرية الصنصالية، لا يختلف الإرهاب والإجرام والخبل والجنون، عن كفاح أي شعب ضد أي القوى محتلة اغتصبت أرضه وعرضه وشردته وجهله
وعلّقت رئيسة القسم الثقافي بيومية “الخبر”، مسعودة بوطلعة، على ما كتبه صنصال قائله “إن العمليتين (اعتداء نيس والتفجيرات التي قامت بها جبهة التحرير ي المدن) حدثتا في مواقع سكنية في المدن وضربت المدنيين، فالضحية – حسبه- فرنسي في الحالتين والقاتل الأول جزائري والثاني ولد في فرنسا وترعرع فيها، لكن تبقى جذوره مغاربية (تونسي)، والعملية حدثت في وسط المدنيين، كما حدثت تفجيرات الجزائر العاصمة، كما يقول صنصال في المقاهي والحانات، متناسيا في هذه المقاربة والمقارنة الغريبة أن من قام بعمليات نيس مجنون ومدمن ومختل، باعتراف الجميع ضد مدنيين أبرياء لا علاقة لهم به، ومعركة الجزائر قادها شباب مؤمن بقضيته التحررية ضد وجود استعماري، ويواجه بوسائله المحدودة قوة استعمارية بكل ترسانتها العسكرية تقتل الجزائريين منذ 1830، كما قال العربي بن مهيدي بـ “القفة” والقنابل التقليدية في مواجهة الطائرات والدبابات وآخر ما جادت به مصانع الأسلحة والحلف الأطلسي آنذاك”.
فحسب هذه النظرية الصنصالية، تضيف الصحفية بوطلعة، لا يختلف الإرهاب والإجرام والخبل والجنون، عن كفاح أي شعب ضد أي القوى محتلة اغتصبت أرضه وعرضه وشردته وجهله. وتؤكّد أن تحامل بوعلام صنصال (من مواليد بومرداس) لم يتوقّف على الثورة، بل واصل في أعمال أخرى وربط بين الثورة التحريرية والنازية في روايته الخامسة “مذكرات الأخوان شيلر” الصادرة سنة 2008، وقدم خلالها قصة ضابط سابق في الجيش النّازي وعلاقته بقيادات جبهة التّحرير الوطني في الجزائر. ويربط صنصال بين الثّورة الجزائرية والنّازية، ولم يكن العمل متخيلا ولا رواية من نسج أوهام صنصال، بل أراد لها أن تكون حقيقة، وبرّرها في تصريحات عديدة بأن “وقائع الرّواية مُستمدة من قصّة حقيقية”.
وختمت بوطلعة “حُنق الكاتب على الثورة تقريبا تضمنته أغلب الروايات، ومنها روايته أيضا “شارع داروين” التي نالت جائزة المكتبيين الألمان، يقول إسماعيل مهنانة في مقال تحليلي حول الرواية بموقع نفحة “في الرواية نفسها نجد سردا مضادا لوقائع معركة الجزائر، حين يكشف العمالة المزدوجة التي تبناها كل أبطالها، بما فيهم بطل الرواية، حيث عمل الجميع لصالح الجبهتين المتقاتلتين، ولم تكن هناك أي حدود فاصلة بين الخيانة والوطنية بالشكل الذي ستظهر عليه بعد الاستقلال”.
وفي ردّ فعل آخر على ما كتب صنصال، كتب مدير النسخة الجزائرية لـ”هافينغتون بوست”، سعيد جعفر، واتهم صنصال بـ”ممارسة الإشهار التجاري في كتاباته”.
صنصال زار إسرائيل سنة 2003 تزامنا مع الذكرى 64 للنكبة للمشاركة في “مهرجان الأدباء العالمي” الذي نظمته إحدى المؤسسات الإسرائيلية في القدس، ما أثار حفيظة أدباء وكتاب ومسؤولين عرب واعتبرتها أوساط جزائرية فعلا منعزلا يمثل إلا صاحبه.
وأضاف “لا يستحق هذا الكاتب أن نكتب عليه ولكنه تجاوز كل الحدود بسبه للعربي بن مهيدي والثورة الجزائرية وكذا مقارنته لأحداث نيس الإرهابية بمعركة الجزائر المعروفة في قاموس حرب التحرير الوطني في إحدى مقالته في الجريدة الفرنسية لوموند”.
وكتب أيضا “صنصال الذي سافر إلى إسرائيل وسبق له أن تبنى أطروحات الماك الانفصالي في القبائل يغازل الذين يحنون للجزائر الفرنسية”.
من جهته، كتب الصحفي والنائب البرلماني السابق عن جبهة التحري الوطني ابراهيم قارعلي، في صفحته على “فيسبوك” ما يلي “الروائي بوعلام صنصال يعلنها صراحة فيقول إن إرهابيي مجزرة نيس لا يختلفون عن إرهابيي ثورة التحرير الجزائرية، وهو الموقف نفسه الذي يخفيه الآخرون لأنهم تنقصهم الصراحة التي تجاوزت عند بوعلام صنصال حد الوقاحة!”
الروائي بوعلام صنصال يعلنها صراحة فيقول إن إرهابيي مجزرة نيس لا يختلفون عن إرهابيي ثورة التحرير الجزائرية ، وهو الموقف ن…
Publié par إبراهيم قارعلي sur mercredi 20 juillet 2016
وأردف “الحقيقة أن هذا الموقف العدائي لم يزعجني أبدا ، فهو موقف من أجل الاستهلاك السياسي والإعلامي، فالجوائز الأدبية الفرنسية للأهالي لابد أن يمر أصحابها عبر مطار أورلي !!”
وختم قارعلي ردّه “ما يقلقني ويزعجني أكثر، بل والذي يحزنني ويحز في نفسي، أن ما يعبر عنه بوعلام صنصال من موقف سياسي في تصريح إعلامي أو حديث صحفي يعبر عنه الآخرون في رواياتهم، حيث يشبهون المجاهدين الجزائريين أو الفلاڨة بالإرهابيين والمجرمين والأمر نفسه بالنسبة إلى ثوار المقاومة الفلسطينية، فهم يعرفون كيف تؤخذ الجوائز الأدبية الفرنسية في باريس ويعرفون جيدا كيف يشتغل اللوبي الأدبي الفرنسي !!!”
جدير بالذكر أن صنصال زار إسرائيل سنة 2003 تزامنا مع الذكرى 64 للنكبة للمشاركة في “مهرجان الأدباء العالمي” الذي نظمته إحدى المؤسسات الإسرائيلية في القدس، ما أثار حفيظة أدباء وكتاب ومسؤولين عرب واعتبرتها أوساط جزائرية فعلا منعزلا يمثل إلا صاحبه.
وناقش صنصال في زيارته هذه مع كاتب إسرائيلي، حوار الثقافات في لقاء مفتوح مع الجمهور في المعهد الفرنسي بتل أبيب، وصدرت له ترجمة عبرية لروايته الخامسة “قرية الألماني أو مذكرات الأخوين شيلر” الصادرة بالفرنسية سنة 2008.
وتعرّض صنصال لحملة لعن ووعيد من الجزائريين بسبب زيارته لدولة الكيان الغاصب، كما أن كتبه ممنوعة في الجزائر بأمر من السلطات.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 5865
صان صال هذا لاحدث بالنسبة لكل وطني جزائري لأنه لا ينتظر من الحركة وأبناء الحركة خيرا .
تعليق 5866
صان صال هذا لاحدث بالنسبة لكل وطني جزائري لأنه لا ينتظر من الحركة وأبناء الحركة خيرا . وكما يقول المثل لاتلد الحية الا حوية مثلها.
تعليق 5892
Il ne faut pas l’en vouloir! Il n’a jamais été Algérien et ne sait pas ce que cela veut dire! C’est un enfant de C De gaule! Moi j’en veux aux gens qui disent que c’est un romancier algériens et lui attribuent cet honneur! Nous devons revoir notre algérianité.
تعليق 9963
كلما ذكر كلما زاد حجمه، و كلما رمي في طي النسيان زال و اندثر. . . .