زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

رسالة إلى سفير إيطاليا بالجزائر.. لا تعجب!

رسالة إلى سفير إيطاليا بالجزائر.. لا تعجب! ح.م

سفير إيطاليا بالجزائر

هذه رسالة وجهها الناشط الجزائري صالح حجاب لسفير الإيطالي بالجزائر باسكال فيريرا بتاريخ 17 نوفمبر 2017، ردا على تصريح منسوب له على لسان والي ولاية العاصمة عبد القادر زوخ..

التصريح عبّر فيه السفير الإيطالي عن دهشته من السعر المنخفض للوقود في الجزائر مقارنة بأوروبا، وهو ما جعل الناشط صالح حجاب يرد على السفير برسالة مطولة يقول أنه يصحح فيها مغالطات اسفير وما خفي عنه من معطيات عن أزمة الجزائر..

وإليكم نص الرسالة كاملة كما وصلتنا عبر البريد الإلكتروني للموقع..

يا من تعجبت من سِعر الوقود في الجزائر، لقد عَلِمت شيئاً وأخفوا عنك أشياء!

معالي السفير،

شاهدت فيديو والي ولاية الجزائر يقول فيها أنكم أبديتم تعجبكم لمدى إنخفاض سِعر الوقود (بنزين ومازوت) بالجزائر وقال أن ملء خزان السيارة بأوروبا يتجاوز 150أورو، في حين لا يتعدى 10 أورو في الجزائر!

بداية، أريد أن أُصحح هاته الأرقام.. في أوروبا ملء خزان السيارة يكون بأقل من نصف المبلغ المذكور، أي حوالي 60 أورو خاصةً في إيطاليا وفي الجزائر يتجاوز المبلغ المذكور… وكأن السيد الوالي يتكلم عن قيمة 10 أورو في السوق السوداء وليس في البنوك.

طبعاً، من المفروض أن يكون الدعم للطبقات المُعوزة فقط، أما الأغنياء فعليهم دفع أكثر من 100دج للتر الواحد و هذا الإجراء سيجسد العدالة بين المواطنين بدل المساوات بين الفقير والغني وسيقضي على مشكل تهريب الوقود و المواد المدعمة للدول المجاورة الذي يكلف الخزينة العمومية ملايير الدولارات.

ثانيا، هناك أمور عدة في الجزائر تدعوا إلى أكثر من التعجب، سأحاول عرض بعضها عليكم و أتمنى أن تُدلوا برأيكم:

ألا يدعوا للتعجب أن يكون الراتب الأدنى في الجزائر 18000دج أي 133 أورو مُقَابِل عُشر الراتب الادنى في أوروبا (1300 أورو بفرنسا)؟

ألا يدعوا للتعجب أن تكون منحة المعوقين 4000 دج أي 29 أورو مقابل 34/1 منحة المعوقين في أوروبا (998 أورو في فرنسا)؟

ألا يدعوا للتعجب أن تكون أغلبية شوارع المدن الجزائرية بدون أسماء و بدون مراحض عمومية و بدون حاويات عمومية لرمي النفايات؟

ألا يدعوا للتعجب أن يحتل الشوارع مسبوقين قضائيا ويفرضون على الجزائريين دفع المال مقابل ركن السيارات وإلا يقومون بتكسيرها؟

ألا يدعوا للتعجب أن يدفع الجزائريين في جُل بلديات الجزائر (ما عدى العاصمة لأن تسيير المياه بيد الشركة “الفرنسية للمياه”) فاتورة الماء مقابل حنفيات جافة ثم يشترون أسبوعياً صهاريج مياه مالحة للإغتسال و يشترون أيضاً دلاء مياه عذبة للشرب.

ألا يدعوا للتعجب أن يعالج جُل المسؤلين السياسيين و العسكريين الجزائريين، وحتى مُدراء المستشفيات الجزائرية، في المستشفيات الأوروبية؟ وهذا بفضل الصناديقالموازية لصندوق الضمان الإجتماعي التي تظمن لهم و لأهلهم التكفل بعلاجهم في الخارج.

ألا يدعوا للتعجب وُجود نقاط تفتيش وسط الطريق السيّار؟

ألا يدعوا للتعجب سحب رخصة السياقة لإجبار السائقين على دفع الغرامات بدل إرسالها عبر البريد إلى المنازل مثلما هو الحال في أوروبا؟

ألا يدعوا للتعجب أن يُمنع المواطن من أخذ نسخة من محضر سماعه بالشرطة؟

ألا يدعوا للتعجب أن تُحذف الممهلات عند زيارات المسؤولين الذين يصطحبون معهم مئات أعوان الأمن لحمايتهم ويُغلقون كل الطريق لإعادة تدشين مرافق تم تدشينهاعدة مرات؟

ألا يدعوا للتعجب أن نتكلم عن الديمقراطية في الجزائر وعن التعددية الحزبية والجزائر تحت حُكم نفس الجهاز، حزب جبهة التحرير، الذي تم تهجينه لخلق أجهزة موالية: التجمع الوطني، تاج، الحركة الشعبية، …. بل هناك أحزاب تنتظر إعتمادها منذ سنوات (مثلاَ، حزب الإتحاد الديمقراطي الإجتماعي بقيادة كريم طابو منذ أربع سنوات)

ألا يدعوا للتعجب أن رئيس الجزائر لم يتكلم مع شعبه لِمدة ستة سنوات؟

ألا يدعوا للتعجب أن يكون رئيس الجمهورية هو نفسه رئيس الحزب الحاكم والقاضي الأول وهو من يُعين رئيس البرلمان ورئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الدستوري ورئيس الهيئة المستقلة لمراقبة الإنتخابات ورئيس ورئيس ورئيس؟

ألا يدعوا للتعجب أن يتقلد جل المناصب الحساسة في الدولة أناس ينحدرون كلهم من ولاية الرئيس: تلمسان؟

ألا يدعوا للتعجب ألا يقف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الجزائري في البرلمان ولو مرة واحدة طيلة 18 سنة من الحكم؟

ألا يدعوا للتعجب أن يتكلم جُل المسؤلين الجزائريين بالفرنسية متجاهلين للغة الرسمية، بل هناك وُزراء لا يُحسنون البتة التكلم باللغة العربية؟

ألا يدعوا للتعجب أن يكون 70% من سكان الجزائر شباب ويحكمهم شيّاب لا يقوَوْن حتى على فتح الباب؟

ألا يدعوا للتعجب أن تحتكر الجماعة الحاكمة سوق النقل الجوي والنقل البحري والأنترنات والسيارات ووو؟

ألا يدعوا للتعجب أن يُمنع الجزائريين المهاجرين بطريقة غير شرعية من تجديد جواز سفرهم، في حين كل الدول تُجدد جوازات سفر رعاياهم المقيمين بطريقة غير شرعية؟

ألا يدعوا للتعجب تجريم الهجرة الغير شرعية (الحرقة) بدل تجريم أسباب الحرقة؟

ألا يدعوا للتعجب أن تظم الإقامة العالمية للطلبة بباريس منازل لكل طلبة دول العالم ما عدى طلبة الجزائر؟

ألا يدعوا للتعجب أن يكون للشركة المُفلسة (الجوية الجزائرية) 34 وكالة في الخارج وعدد عمالها ثلاثة أضعاف العدد اللازم؟

ألا يدعوا للتعجب أن تُساند وزيرة المحيط الجزائرية، فاطمة الزهراء زرواطي، عملية إستخراج الغاز الصخري؟

ألا يدعوا للتعجب أن يُحدد سائق سيارة الأجرة بالجزائر العاصمة وُجهته بدل الرُكاب كما هو الحال في العالم بأسره؟

ألا يدعوا للتعجب أن يكون سِعر السيارات في الجزائر أغلى من سعرها في أوروبا ومدة إنتظار إستلام السيارات الجديدة تفوق السنة؟

ألا يدعوا للتعجب أن تعُم الرشوة والبيروقراطية في جل الإدارات الجزائرية حتى الدينية منها؟

ألا يدعوا للتعجب أن يُردد كل رؤساء الحكومات عبارة برنامج الرئيس رغم تباين قراراتهم؟

ألا يدعو للتعجب عدم إجابة السلطات الجزائرية عن كل الرسائل والإمايلات التي تصلها من الشعب؟ إظافةً أن إمايل الرئاسة لا يشتغل وموقع الرئاسة مليء بالمغالطات بدءاً من جدول نشاطات الرئيس وصورة الرئيس القديمة؟

ألا يدعو للعجب أن يُصرح مسؤلون جزائريون أنهم زوَّروا الانتخابات لصالح الوطن؟

ألا يدعو للعجب أن يُصير مدير حملة الرئيس سنة 2004، دربال، هو نفسه رئيس الهيئة المستقلة لمراقبة الإنتخابات سنة 2014؟

ألا يدعو للعجب أن تتوحد نقابة العمال التابعة للسلطة مع أرباب المال العام المنهوب (عبر القروض والمشاريع المُسندة بدون مناقصات)؟

ألا يدعو للتعجب أن يشتم السياسيون الموالون للنظام الشعب وتَردُ أسماؤهم في ملفات الفساد العالمية ولا يُتابعون قضائياً؟

ألا يدعو للتعجب أن تُمنع التجمعات السِلمية في العاصمة رغم أنه حق دستوري؟

ألا يدعو للتعجب ارتفاع عدد المجاهدين من 120.000 سنة 1962 إلى أكثر من 800.000 مجاهد سنة 2017؟

ألا يدعو للتعجب تصريح الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولوند، عندما قال أنه مندهش من حيوية الرئيس الجزائري؟

ألا يدعو للتعجب.. ألا يدعو للتعجب.. ألا يدعو للتعجب…

إن سرد الأمور التي تدعوا للتعجب والتحسر والقنطة واليأس (وتدفع بالجزائريين لمغادرة بلدهم بالتأشيرات وبدون تأشيرات)، يستلزم إصدار كتاب من عدة أجزاء، لهذا أفضل ختم الرسالة و التوقف هنا.

في انتظار جوابكم، تقبلوا مني معالي السفير، باسكال فيرير، أسمى عبارات التقدير والإحترام.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.