زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

ذِئبُ الأَنَاضول

ذِئبُ الأَنَاضول

كان عَسكرياً لا يَسْتسلِم و رَجُل دَولة ثورياً فِي عام 1915 الحقَ بالبرِيطانين أكْثَر الهزائم فِي تَارِيْخهم، وَفِي عَام 1918 خَرج من الحرب العالمية الأولى القائدَ العَسكريَّ الوحِيد الذي لم يُمْنى بأي هَريْمة، وبعد أريع سنوات قاد شعبه في نضاله ضد القوات اليونانيه الغاريه وأَعادَ اليه الأستقلال في عام 1923 أَسَّسَ على أَنْقاض الأمبروطوريه العُثمانيه جمهورية تركيا وأصبح أّوَّلَ رئيس لها والبلد الذي أّسّسه أصْبح عضوأً فِي الحلف الأطلسي ورمزاً لدِّيمقراطية في الشرق الأوسط. ولد مصطفى كمال أتاتورك في 19 مايو 1881 في مدينة سلانيك اليونانية وكانت تابعة للدولة العثمانية وقتئذ وتوفي في 10 نوفمبر 1938 ، وُلِدَ عُثمانيّاً وقُدّرَ له أن يتوفّى تُركِيّاُ لقَّبه شعبه بأتاتورك (أبوالاتراك) و ذلك للبصمه الواضحة التي تركها عسكريا في الحرب العالمية الأولى و ما بعدها و سياسيا بعد ذلك و حتي الآن في بناء نظام دولة تركيا الحديثة. هُو صاحب المقوله التي تقول "هَنِيئاُ لمن إستطاع أن يقولَ أنا تُركِيٌّ"

 

عسكريته

في عام 1905 تخرج مصطفى كمال من الكلية العسكرية في اسطنبول برتبة نقيب أركان حرب وأرسل إلى دمشق حيث بدأ مع العديد من زملائه بإنشاء خلية سرية أطلق عليها اسم الوطن والحرية لمحاربة استبداد السلطان وقد إزدهر سلوك مصطفى كمال عندما حصل على الشهرة والترقيات أمام بطولاته في كافة أركان الامبراطورية العثمانية بما فيها ألبانيا وليبيا كما خدم فترة قصيرة كضابط أركان حرب في سالونيك واسطنبول وكملحق عسكري في صوفيا. عندما شنت حملة الدردنيل عام 1915 أصبح الكولونيل مصطفى كمال بطلا وطنيا عندما حقق انتصارات متلاحقة وأخيراً رد الغزاة ورقي إلى رتبة جنرال عام 1916 وعمره 35 سنة وقام بتحرير مقاطعتين رئيستين في شرق أنطاليا في نفس السنة وفي السنتين التاليتين خدم كقائد للعديد من الجيوش العثمانية في فلسطين وحلب وحقق نصرا رئيسيا اخر عندما اوقف تقدم الاعداء عند حلب. في 19 مايو 1919 نزل مصطفى كمال في ميناء البحر الاسود سامسون لبدء حرب الاستقلال و في تحدي لحكومة السلطان نظم جيش التحرير في الأناضول وحشد جموع الارزورم وسيفاس الذين اسسوا قاعدة الجهاد الوطني تحت قيادته وفي 23 ابريل 1920 تأسس مجلس الأمة الكبير وانتخب مصطفى كمال لرئاسته .قاد جيوشه في الحرب على عدة جبهات إلى النصر ضد معارضيه والجيوش الغازية محققا النصر التركي في معركتين رئيسيتين في انونو في غرب تركيا و اجتمع المجلس الوطني العظيم حيث اعطى مصطفى كمال لقب رئيس الاركان برتبة مارشال وفي 31 أغسطس 1922 ربحت الجيوش التركية حربها النهائية خلال أسابيع عدة وأصبحت الأرض التركية الرئيسية محررة بالكامل وتم توقيع الهدنة وانتهي حكم السلالة العثمانية .في يوليو عام 1923، وقعت الحكومة الوطنية معاهدة لوزان مع بريطانيا، فرنسا ومملكة اليونان وإيطاليا وآخرين. مصطفى كمال أتاتورك كان ضابطا عاديا فى الجيش التركى وانضم له الكثير من ضباط الجيش التركى وبدأ اعضاء الجمعية يزدادوا وخاصة من الشباب المتطلع للحرية و المساواة ..ونجحوا فعلا فى قلب نظام الحكم فى تركيا…وظهر أتاتورك وكأنه المنقذ و الزعيم الملهم و الاب الروحى لحركة التجديد .وأصبح اول رئيس للجمهورية التركية الجديدة.


  من الجيش إلى الحكم

  تلقّى مصطفى كمال دراسة عسكرية وتولى مناصب مهمّة في الجيش العثماني وشارك في الحرب الليبية ضدّ الاحتلال اﻹيطالي وقاد حرب التحرير التركية ضد قوات الحلف في الحرب العالمية الأولى بمنطقة جاناق قلعة مضيق الدردنيل ثم ساهم في الانقلاب ضد السلطان العثماني وحيد الدين محمد و عبد الحميد الثاني آخر خليفة عثماني غير صوري وأعلن في أنقرة قيام جمهورية تركية قومية على النمط اﻷوروبي الحديث.

 

إلغاء الخلافة العثمانية

انتخبته الجمعية الوطنية الكبرى رئيسًا شرعيًا للحكومة، فأرسل مبعوثه “عصمت باشا” إلى بريطانيا 1921 لمفاوضة الإنجليز على استقلال تركيا. وفي منتصف أكتوبر أصبحت انقرة عاصمة الدولة التركية الحديثة وفي 29 أكتوبر أعلنت الجمهورية وأنتخب مصطفى كمال باشا بالإجماع رئيساً للجمهورية .في 3 مارس1924م ألغى مصطفى كمال الخلافة العثمانية، وطرد الخليفة وأسرته من البلاد، وألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن أن تركيا دولة علمانية، واستخدم الأبجدية اللاتينية في كتابة اللغة التركية بدلاً من الأبجدية العربية. خلال الخمسة عشر عام التي أمضاها أتاتورك في الرئاسة أورد نظاما سياسيا وقضائيا جديدا، محى الخلافة وأنهاها و جعل كلا من الحكومة والتعليم علمانيا وحقق تقدما في الفنون والعلوم والزراعة والصناعة، حل برلمان اسطنبول المعارض له و استبدله ببرلمان أنقرة. في عام 1934 عندما تم تبني قانون التسمية اعطاه البرلمان الجديد اسم أتاتورك أبو الاتراك

 

مبادئ أتاتورك

أ: المبادئ الأساسية 

-1 الجمهورية: وهو أنسب نظام حكم متوافق مع طبيعة الشعب التركي للعدل بين جميع أفراده. وهو المظهر العام لأي دولة طبقاً للنظام الدموقراطي. وهو نظام حكم مبني على الأخلاق والأوصاف النبيلة. وهو النظام الأمثل. والقومية اليوم ماهي إلا منظمة قامت وبنيت على يد الشعب التركي العظيم وبالتالي فإنها تسمى جمهورية. من الآن فصاعدا لن يكون هناك أي فرق بين الحكومة والشعب. الحكومة هي الشعب والشعب هو الحكومة.

 -2 القومية: وهو مصطلح يطلق على الشعب التركي مؤسس الجمهورية التركية. الشعب التركي واحد وعروقه واحدة سواء كان من دياربكر أو ڤان أو أرزوروم أو طرابزون أو اسطنبول أو تراكيا أو مقدونيا. نحن أمة تركية محبة للقومية والوطنية ومقدسة لها. وأساس جمهوريتنا هو المجتمع التركي. وتزداد الجمهورية قوة كلما ازداد تمسك أفراد هذا المجتمع التركي وتعلقهم بالوطنية والقومية التركية.

-3 الانتماء الشعبي: ويعتبر المبدأ الأساسي في سياستنا الداخلية وعلى هذا الأساس تحديدا تم اعتماد الدستور الذي يمنح الشعب حق وحرية تحديد مصيره. وهي نظام اجتماعي يهدف إلى تشجيع وتقويم كافة أفراد المجتمع للعمل وفقاً للنظام. يعتبر المجتمع التركي مجتمعاً متفرقاً ومختلف الأعراق لكن رؤيتنا له على أنه شعب منقسم وكل فرد فيه يعمل بمختلف المهن لكي يعيش حياة اجتماعية وخاصة هي من أهم مبادئنا.

 -4 النظام الحكومي: من وجه نظرنا هو سيطرة الدولة على اقتصاد البلاد للحفاظ على الأعمال الشخصية لأفراد المجتمع ونشاطاتهم الخاصة مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات العامة وحاجة شعب كبير كالشعب التركي للقيام بأعمال لم يقم بها مسبقاً وحاجته للتطوير. لايجب أن تحل الدولة مكان المواطن كمبدأ. لكن يجب الالتزام بالشروط العامة لكي يتطور الفرد أو المواطن بشكل عام. ولا يجب التدخل في الصرف عامة مالم تكن هناك ضرورة ملحة وكذلك لايكون الصرف بغير ضوابط تحكمه.

-5 العلمانية: لاتعني العلمانية فصل الدين عن الدولة فقط. لكنها تعني كذلك حرية المواطن العامة والدينية وحرية ممارسته لها. لقد وفرت العلمانية إمكانية تطوير التدين الحقيقي لأنها فتحت باب محاربة التدين المزيف والسحر والشعوذة, لأنها أصلاً ليست مذهباً وثنيا أو إلحاديا أو حتى باطلاً. الدين مسألة وجدانية. وكل فرد يملك حرية إتباع مايُمليِه عليه وجدانه. نحن نحترم ونقدر الدين. ولسنا ضد التأمل والتفكر. لكننا نعمل على عدم الخلط بين الأعمال الدينية وبين أعمال الشعب والدولة. بل نحذر من الحركات المتشددة التي تستند إلى العمل والمقصد.

-6 الثورة: إن سبب ماقمنا وما نقوم به حاليا من انقلاب وثورة هو من أجل النهوض وتطوير شعب الجمهورية التركية والوصول بالمجتمع التركي إلى مجتمع حضاري ومعاصر بمختلف آراءه وأطيافه. لقد قمنا بانقلاب عظيم ونقلنا الدولة من عصر إلى عصر جديد.

ب: المبادئ العامة:

-1 السيادة الوطنية: وهي روح وأساس للدولة التركية الحديثة. السيادة هي ملك للشعب بلا قيد ولا شرط. إن توفير الحرية الكاملة والمساواة التامة والعدالة وكذلك الاستقرار والحماية في المجتمع يدعم استمرارية تواجد السيادة الوطنية بمعناها الصحيح. وبالتالي فإن السيادة الوطنية هي الأساس الداعم للحرية والمساواة وللعدالة أيضاً.

-2الحرية الوطنية: القصد من معنى الحرية أو الاستقلال الكامل هو: الحرية التامة في جميع المجالات العسكرية و السياسة والاقتصادية والمالية والعدل والثقافة وغيرها بمعنى أن تكون حرية أو استقلال تام. وإذا حرم أي مما ذكر من أي حرية فبالتالي يجرد الشعب و الوطن من حريته. حرية تركيا هي أمر مقدس. ويجب أن يتم توفيرها وحمايتها على الدوام.

-3 الوحدة الوطنية أو (التآخي): ليس هناك مايمسى نحن والشعب. هناك أمة متحدة الصفوف. لافرق بيننا وبين الشعب كلنا شي واحد. نحن نرى أن أساس وجود الوطن هو في مشاعر وأحاسيس وتوحد الشعب المستمر دائما. فحكم أمة متحدة ليس كحكم أمة مشتتة ومفرقة. 

-4 السلام في الوطن وخارجه: نحن نعمل على أن يعم الصلح في الوطن وفي خارج الوطن. فغاية الصلح في الداخل والخارج التي تعد من أهم مبادئ الجمهورية التركية تعد عاملاً أساسيا للحياة المدنية والإنسانية. إن السلام هو السبيل الأمثل لسعادة الشعوب ورفاهيتها. 

-5 مواكبة تطور العصر: سنعمل دوما على توفير السعادة والرفاهية ومواكبة التطور المدني لشعبنا من أقصر الطرق وهذا أمر واجب علينا. نحن لانأخذ الحضارة الغربية كنوع من التقليد لها. نحن نتشبه بما نراه جيدا لدى الغرب مع الحفاظ على بنيتنا وعاداتنا ومواكبة التطور المدني العالمي.

-6 العلم والعقلانية:العلم: وهو أفضل منهج منير لكل شي في العالم للحضارة والحياة والنجاح. وهو الشعلة التي يستنير بها الشعب التركي في طريقه نحو التقدم والحضارة.العقلانية: إن أهم مميزاتنا هي التصرف بمنطق وعقل وذكاء. وكل شي هو ناتج من قدرة وعقل الإنسان.

-7 حب الانسان والانسانية: إن نظام الحكم الذي يدفع البشر للقتال والنزاع فيمابينهم بزعم اسعادهم أمر مشين وهو منافي للانسانية وليس له علاقة بالانسانية لامن قريب ولابعيد. بل التصرف لتوفير احتياجاتهم المادية والمعنوية ومساعدتهم والانفراد بتقديم العون لهم وتقريبهم من بعضهم البعض وجعلهم يحبون بعضهم والعمل على ذلك. نحن لسنا عدوا لأحد. لكننا عدو لمن يعادي الانسانية. 

 

عِماد أتِيْلا _تركيا 

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.