زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

ذكرى رحيل مرسي.. أي جديد بملف التحقيق بوفاته؟

عربي 21 القراءة من المصدر
ذكرى رحيل مرسي.. أي جديد بملف التحقيق بوفاته؟ ح.م

"بلادي وإن جارت علي عزيزة، وأهلي وإن ضنوا علي كرام"، كانت تلك آخر كلمات الرئيس الراحل محمد مرسي المقتبسة، قبل وفاته داخل قفص زجاجي بقاعة محكمة جنايات القاهرة، الذي كان شاهدًا على آخر لحظات حياة أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا في 17 جوان 2019.

وتحل، الخميس، الذكرى الثانية لوفاة مرسي، التي تكتنفها شبهة جنائية، واتهامات من أسرته ومن جماعة الإخوان المسلمين للنظام المصري بالتسبب في مقتله بالإهمال الصحي.

ولطالما اشتكى مرسي أمام قضاة محاكماته من إهمال صحي له، ومحاولة لقتله في محبسه، فيما أعلنت أسرته أكثر من مرة منذ اعتقاله إثر انقلاب 3 جويلية 2013، عن تعرضه للحبس الانفرادي وتراجع حالته الصحية ومعاملته السيئة.

وفي مارس 2017، أعلنت لجنة برلمانية بريطانية مستقلة، أن مرسي محتجز في ظروف “لا تلبي المعايير المصرية والدولية”، وحذرت من أنها “قد تُعجل بوفاته”.

ورغم مرور عامين كاملين، إلا أن ملف البحث والتحقيق في أسباب وملابسات وفاته لم يخرج إلى النور، رغم الإعلان عن دعوى أقامتها أسرة مرسي في المملكة المتحدة، عبر المحامي الدولي البريطاني كارل بكالي، ورغم ما أعلنته جهات حقوقية عديدة عن تبنيها الملف.

أغلقت السلطات المصرية الملف، وقالت إن وفاة مرسي طبيعية، إثر تعرضه لنوبة قلبية أثناء جلسة محاكمته بإحدى القضايا الستة التي اتهمه بها النظام الحاكم.

وفي سبتمبر 2019، طالبت أسرة الرئيس الراحل، عبر مؤتمر في نادي الصحافة بمدينة جنيف السويسرية بفتح تحقيق في ملابسات وفاة الرئيس مرسي، وخاصة مع وجود شواهد تثبت قتله، بعد تهديده أكثر من مرّة، وما تعرّض له في محبسه بعد الانقلاب.

وأغلقت السلطات المصرية الملف، وقالت إن وفاة مرسي طبيعية، إثر تعرضه لنوبة قلبية أثناء جلسة محاكمته بإحدى القضايا الستة التي اتهمه بها النظام الحاكم.

“تواطؤ دولي”

وحول مصير ملف وفاة مرسي، والدعاوى القضائية التي تم الإعلان عن رفعها في الخارج، أعرب مسؤول لجنة العلاقات الخارجية لحزب “الحرية والعدالة” المصري محمد سودان، عن أسفه الشديد لأن ما تم حتى الآن غير كاف.

وفي حديثه مع موقع “عربي21“، نقل سودان عن منظمة (عدالة وحقوق دون حدود) قولها، إن “التواطؤ الدولي حال دون محاكمة قتلة الرئيس الشرعي لمصر؛ حيث إن المنظمة رفعت دعوى قضائية أمام المحاكم الفرنسية العليا لطلب تشريح جثمان الرئيس مرسي”.

وأضاف أن المنظمة دعت في دعواها “لكشف أسباب وملابسات الوفاة؛ ولكن للأسف الشديد بدا تواطؤ واضح من المحكمة في عدم إصدار قرار كهذا”.

وأكد أنه “بالطبع هذا قرار سياسي مدعوم بتحالف دولي؛ ولكن المنظمة مصرة على ألا تتوقف عن المطالبة بكشف حقائق وملابسات اغتيال الرئيس مرسي”.

“تعتيم النظام”

وقال الحقوقي المصري خلف بيومي، إن “ملف قتل الدكتور محمد مرسي، من أهم الملفات التي يسعى النظام للتعتيم عليها، بعدم اتخاذ خطوات فعالة نحو التحقيق في أسباب الوفاة، والوقوف على الضالعين فيها، ومحاكمتهم”.

وأضاف مدير مركز “الشهاب لحقوق الإنسان”، لـ”عربي21”: “لعل هذا النهج ليس بجديد على النظام الذي تجاهل 9 نداءات واستغاثات من الدكتور محمد مرسي بشأن حياته”، مؤكدًا أنه “لن يتوقف النظام عن ذلك، لأن فتح الملف معناه محاكمة رموز النظام الحالي”.

ولفت إلى أن “المنظمات الحقوقية وثقت الانتهاكات التي تمت بحق الدكتور مرسي، وقدمتها في تقارير لكافة الجهات المعنية للضغط من أجل أن تظل القضية حية ولا تموت”.

وأوضح أن “الدعاوى التي رفعت تمت بناء على تواصل من أسرة الدكتور محمد مرسي، ومكتب قانوني بإنجلترا؛ حتى لا يسقط الحق بالتقادم ولا يفلت مرتكب الجريمة من العقاب”.

فيما أعرب القيادي بجماعة الإخوان والحقوقي المصري أشرف عبد الغفار، عن أسفه الشديد لعدم وجود “جدية في أي عمل ضد الانقلاب، ما يثير علامات الاستفهام”.

أعرب القيادي بجماعة الإخوان والحقوقي المصري أشرف عبد الغفار، عن أسفه الشديد لعدم وجود “جدية في أي عمل ضد الانقلاب، ما يثير علامات الاستفهام”.

وأشار إلى أن “هناك من تكفلوا في لندن، لأسرة مرسي، بالقيام برفع قضية بالمحاكم الأوروبية والمحاكم الدولية؛ لكن شيئًا كالعادة لم يحدث،”.

وجزم بأن “الحال ذاته ينطبق على وفاة رئيس جمهورية منتخب يتم الانقلاب عليه، ويموت أمام هيئة المحكمة، وتتأخر سيارة الإسعاف حتى يفارق الحياة، حتى إن ممثلة الأمم المتحدة أنييس كالامار، أصدرت بيانًا بأنه قُتل والوفاة ليست طبيعية، وكل هذه جرائم كانت تنتظر من يُمسك بطرف الخيط ويسعى لمحاكمة المسؤولين عنها”.

وقال عبد الغفار: “ليس خفيًا أن أحد المحامين الدوليين أبلغني أنه حاول أن يساعد هذه الجهات في إدانة السيسي، ولكنه فوجئ بتراخ عجيب، وقال إن قبول قضية من هذه القضايا كان كفيلًا بأن يهز مكانة السيسي دوليًا؛ لأنه سيصبح متهمًا حتى لو لم تصدر ضده أحكام”.

“عدالة انتقائية”

من جهتها، قالت الحقوقية المصرية هبة حسن، إن “وفاة الرئيس الراحل ستظل وصمة بتاريخ مصر وواقعها؛ عندما لا تلقى وفاة أول رئيس منتخب بعد ثورة شعبية بظروف تتزامن مع انتهاكات حقوقية بالجملة وتهديدات بل واستغاثات أطلقها قبل وفاته من محبسه عبر أسرته ومحاميه وبنفسه في المحكمة أمام القضاة”.

وانتقدت مديرة “التنسيقية المصرية للحقوق والحريات”، “عدم حصول أي اهتمام أو خطوات حقيقية للوفاة المفاجئة التي تحدثت المنظمات والجهات الحقوقية والقانونية حول ما يكتنفها من غموض وضرورة فتح تحقيق شفاف بملابساتها”.

وأعربت عن استغرابها من عدم “ضغط أي جهة على الحكومة المصرية لفتح تحقيق برغم كم التصريحات والنداءات منذ عامين”، معتبرة أن “ذلك للأسف يعبر عن عدالة انتقائية يطبقها العالم مدعي الإنصاف ورعاية الحريات”.

الحقوقية المصرية هبة حسن: “وفاة الرئيس الراحل ستظل وصمة بتاريخ مصر وواقعها؛ عندما لا تلقى وفاة أول رئيس منتخب بعد ثورة شعبية بظروف تتزامن مع انتهاكات حقوقية بالجملة وتهديدات بل واستغاثات أطلقها قبل وفاته من محبسه عبر أسرته ومحاميه وبنفسه في المحكمة أمام القضاة”.

وقالت هبة حسن: “حسب علمي لم تتحرك حتى الآن الدعوى التي أعلن فريق دفاع أسرة مرسي، عن رغبته في رفعها، وذلك راجع بحسب تصريحات سابقة لهم لعدم وجود آلية أو جهة تضغط على النظام المصري للتعاون وفتح التحقيق، بالإضافة إلى ما تتعرض له الأسرة من ضغوط”.

واعتقلت القوات المصرية المحامي أسامة مرسي نجل الرئيس الراحل منذ عام 2016، وتوفي الابن الأصغر عبد الله بشكل مفاجئ وفي ظروف غامضة يتشكك البعض أيضًا بملابساتها في 4 سبتمبر 2019.

وتعتقد الحقوقية المصرية، أن “هذه الدعوى لن يُكتب لها الخروج للنور إن لم توجد إرادة دولية لإجبار النظام على فتح التحقيق، وهو ما يحتاج جهودًا حقوقية وسياسية وعلاقات دولية لتحقيق القناعة بأن تجاهل الوضع المصري الداخلي الكارثي سيمتد ضرره للتأثير على استقرار المنطقة”.

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.