حتى عندما يكون الامام ضعيفا، لا يمكن للمصلين الوقوف قبله في صف الصلاة، ما يحتاج الى نقاش بحق، ليس الوسم الافتراضي، سواء كان عفويا أو مفتعلا..
ولكن التنازل المريب لوسائل الاعلام عن دورها الأساسي في مناقشة قضايا ومسائل تخص الدولة وعلاقاتها الخارجية وكيفية تعاطيها مع استحقاقات اقليمية، لصالح الوسائط الافتراضية المتحررة من كل الضوابط والمنفلتة بطبعها وطابعها من كل حصافة.
وعندما ينقاد الاعلام الى وسائط التواصل الاجتماعي، على هذا النحو الذي حصل، تصبح الصحافة في حالة استدراج إلى “فخاخ” بالغة الخطورة، يمكن أن تؤدي دورا “تخريبيا” ضد مصالح العليا للبلد والدولة وعلاقاتها الخارجية، ومؤذيا لصورة البلد.
@ طالع أيضا: هل سيُسافر الرئيس تبون إلى بغداد؟!
في حالة “تبون لا تذهب الى العراق“، هناك حالة انقياد أعمى من الصحافة الى هذه الوسائط، بشكل يخل بمسؤولية الصحافة ووسائل الاعلام على مسائل الشأن العام، كان يمكن للوسم أن يبقى في نطاقه، دون أن يحدث هذا التبني المقلق من وسائل الاعلام..
وعندما ينقاد الاعلام الى وسائط التواصل الاجتماعي، على هذا النحو الذي حصل، تصبح الصحافة في حالة استدراج إلى “فخاخ” بالغة الخطورة، يمكن أن تؤدي دورا “تخريبيا” ضد مصالح العليا للبلد والدولة وعلاقاتها الخارجية، ومؤذيا لصورة البلد.
قبل يومين عقدت ندوة مهمة في الجزائر من قبل جهاز الاستخبارات حول التضليل والمحاذير المترتبة من دور الوسائط والمعلومات المضللة في احداث القلاقل والمشكلات..
ومنذ فترة يركز وزير الاتصال محمد مزيان على هذه المسألة في نقاشات مع الأسرة الاعلامية..
لكن هذه النقاشات من الواضح أنها تجد صعوبة في تحقيق هدفها، ذلك أن الاعلام الجزائري يتطوع من تلقاء نفسه، لإحداث (لا قدر الله) أزمة مع بلد عربي شقيق (العراق)، يقدم من خلال هذا الوسم الافتراضي في وسائل الاعلام، على أنه بلد غير آمن وخطر، باستدعاء وقائع سابقة من سياقات مختلفة (مرض الرئيس بومدين واغتيال الوزير بن يحيى).
في الواقع يشبه ذلك حالة من”الدروشة”. (بهذا المنطق سيكون على الرئيس عدم زيارة عنابة مثلا، لارتباطها بحادثة أليمة).
كان من الضروري الانتباه، بالنسبة للماسكين بزمام القرار الاعلامي، إلى أن تبنى الاعلام الرسمي في الجزائر، لهذا الوسم الافتراضي، يمكن أن يدفع بالعراق إلى الاحتجاج، رسميا أو بطرق أخرى، مما يمكن أن يعتبره إساءة له.
في كل الأحوال لن يفوت الاعلام العراقي المسألة ولن يتأخر في الرد من جانبه، وقد يفتح ذلك مناكفة اعلامية مع بلد عربي، تمثل القمة العربية المقبلة بالنسبة له حدثا مهما ليقدم نفسه على غير الصورة القلقة أمنيا، والتي تركزت في غضون العقد الماضي.
قبل أشهر علقت السلطات صحيفة بسبب نشرها مقالا عن مزاعم بوجود مخطط لاغتيال الرئيس الجزائري، وهذا النوع من الأخبار والصحافة التي تتبنى”الدروشة”، تُصعّب المسائل السهلة على البلد، ويكون من الصعب الاعتماد عليها لتشكيل جبهة وطنية ‘علامية تدافع عن الجزائر.
مسؤولية الصحافة ووسائل الاعلام أن تناقش القضايا ذات الصلة بالدولة وعلاقاتها بمسؤولية ومهنية وحس سياسي يفرق بالضرورة بين التفاعل، والتبني.
ملاحظات:
قبل أشهر علقت السلطات صحيفة بسبب نشرها مقالا عن مزاعم بوجود مخطط لاغتيال الرئيس الجزائري، وهذا النوع من الأخبار والصحافة التي تتبنى”الدروشة”، تُصعّب المسائل السهلة على البلد…
@ طالع أيضا: تذكير..!
* كان من الخطأ البالغ بالنسبة للدولة العراقية، أن تقوم بارسال دعوة من الرئيس العراقي الى الرئيس الجزائري للمشاركة في القمة، عبر القائم بأعمال السفارة العراقية المؤقت سلمها الى مدير دائرة البلدان العربية في وزارة الخارجية الجزائرية..
كان يفترض كما تقتضي الأصول السياسية، ارسال وزير او مبعوث عراقي رسمي الى الجزائر لتسليم الدعوة، مثلما كان الرئيس الجزائري قد أوفد وزير العدل السابق رشيد طبي لتسليم دعوة اللاى الرئيس العراقي ف قمة الجزائر 2022 .
* يمكن طرح سؤال على سبيل التخمين المجرد، هل هناك علاقة بين خطأ الحكومة العراقية هذا، وبين اطلاق الوسم الافتراضي، سيكون من الصعب تصديق ذلك، بيد أنه لم يكن هناك داع لتخليق حالة شعبية لصالح الرئيس على حساب علاقات البلد.
* لم يشارك الرئيس الجزائري في القمم العربية الخمس الأخيرة، قمتا جدة وقمة الرياض وقمة البحرين وقمة القاهرة..
ومشاركته في قمة بغداد من عدمها تحصيل حاصل، وهي قيد قرار سياسي لا يتعلق فقط بفقدان القمم العربية لكل معنى، أو لمستوى ترتيب أمني تحدده القواعد المعمول بها، ولكن أيضا الى طبيعة المجاملات السياسية للدولة المستضيفة.
@ طالع أيضا: لا سفير في الجزائر ولا سفير في باريس؟!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.