زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

حوار حصري مع العالم الجزائري نور الدين مليكشي

حوار حصري مع العالم الجزائري نور الدين مليكشي ح.م

العالم الجزائري نور الدين مليكشي

عناوين فرعية

  • الطاقات الجزائرية في الخارج

هم خيرة أبناء الجزائر وصفوتهم، شعارهم العلم وخدمة الإنسانية، قدموا انجازات عظيمة للبشرية جمعاء ومازالوا يثابرون بجد قدما نحو الأمام بعدما سجلوا أسماءهم بماء الذهب في قائمة العظماء.

مسيرتهم نضال وعمل ولم ييأسوا يوما حتى بلغوا أعلى المراتب رغم العوائق والعقبات، واجهوا تحديات كبرى ليثبتوا للعالم بأسره أنهم هاهنا وبفخر تميزوا ليبينوا الوجه المشرق للجزائري، وكلهم أمل أن يشرفوا الوطن الذي ورغم بعدهم عنه مازالوا يشعرون بحرارة الانتماء إليه ويسعون لخدمته ببساطة لأنهم لم ينسوا يوما الجزائر.
هي أدمغة مميزة لمجموعة متميزة من العلماء وجب علينا الاهتمام بهم ومعرفتهم عن قرب والحديث عنهم بإسهاب لأنهم أسهبوا في العطاء.

النموذج الأول:
البروفيسور نور الدين مليكشي.. “سفير المرّيخ” وأمل مرضى السرطان

ح.مzoom

البروفيسور نور الدين مليكشي

أول نموذج لهؤلاء النوابغ العالم الفيزيائي نور الدين مليكشي أو كما يلقب “سفير المريخ”، فمن هو هذا العالم الجليل الذي اقترب منه موقع زاد دي زاد في حوار حصري؟
نور الدين مليكشي من مواليد مدينة الثنية بولاية بومرداس أين بدأ تعليمه الأول، وبعد اجتيازه مرحلة التعليم المتوسط انتقل لثانوية عبان رمضان بالحراش )الجزائر العاصمة( وحصل على شهادة البكالوريا، ليلتحق بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار ليتخرج بدبلوم الدراسات العليا في الفيزياء، ثم سافر إلى انكلترا للحصول على ماجستير في العلوم وبعدها الدكتوراه في “جامعة ساسكس” وهذا بالعمل على بصريات الكم والتحكم البصري المتجانس للتحولات الالكترونية الثنائية القطب في مختبر البرفيسور ليزلي ألين، ليعود بعدها إلى الجزائر كبروفيسور مساعد في الفيزياء ليكمل الخدمة الوطنية.
أسس البرفيسور مليكشي عدة مراكز بحث أو ما يعرف بمركز العلوم البصرية للأبحاث التطبيقية (OSCAR).
فضلا عن أنه

سجل أكثر من 14 براءة اختراع أهمها اختراع أجهزة وألياف بصرية متطورة وصغيرة وسهلة الاستعمال، تستخدم في مجالات التشخيص في الطب وعلاج الأسنان..

كما نال عدة ألقاب وجوائز منها جائزة سمارت، جائزة كابيتول هيل وجائزة ناسا للبحوث.

هذا العالم الكبير صاحب الانجازات العظيمة هو ابن الجزائر بامتياز، بكل تواضع وطلاقة وجه كشف لزاد دي زاد باختصار أهم محطات مسيرته العملية الطويلة في حوار علمي مميز.

زاد دي زاد: مرحبا بكم برفيسور على موقعنا ونتقدم لكم بخاص الشكر والتقدير لتخصيص بعض الوقت للتحدث لـزاد دي زاد
البروفيسور مليكشي: شكرا للتواصل معي يشرفني أنكم خصصتم وقتا للحديث معي، وأود أيضاً أن أغتنم هذه الفرصة لأهنئ جميع فريق عمل موقعكم الذي فسح مجالا للاهتمام بالعلم وحسب رأيي المتواضع فإني أرى في ذلك خطوة عظيمة للتقدم نحو الأمام.
كما يسعدني أن أجرى هذه المقابلة أملا في أن تعود رحلتي العلمية بالنفع على الآخرين وتساعدهم في التقدم نحو مستقبلهم المنشود، إذ يمكننا أن نتعلم من بعضنا البعض الكثير من خلال تبادل قصص حياتنا وتجاربنا الشخصية.

كانت الرحلة الأخيرة إلى الجزائر أقصر بكثير مما كنت أتمناه، ومع ذلك فقد كانت مثمرة وممتعة للغاية لعوامل عدة..

زاد دي زاد: فلنبدأ هذا الحوار بالحديث عن زيارتكم مؤخرا إلى الجزائر خلال شهر أفريل الفارط للسنة الجارية ماذا عنها؟
البرفيسور مليكشي: كانت الرحلة الأخيرة إلى الجزائر أقصر بكثير مما كنت أتمناه، ومع ذلك فقد كانت مثمرة وممتعة للغاية لعوامل عدة، منها أني استمتعت بألذ وأشهى أصناف الأطعمة التقليدية، فضلا عن الاجتماع بأفراد عائلتي وأصدقائي، وثانيا التقيت أول مرة بعلماء طبيين مميزين وموهوبين في العلمة بولاية سطيف وقد تبادلنا الأفكار والخبرات بشكل ممتع في نقاش ثري.
ومن خلال موقعكم أرجو أن تنقلوا خالص شكري وتحياتي إلى جمعية الهيئة الطبية بالعلمة “l’association du corps medical d’El Eulma” على تنظيمها لمؤتمر قيم وثري، فحسب اعتقادي أرى أن هذا المؤتمر يمكن أن يرتقي ويتطور ليصير رصيدا رئيسيا للمنطقة من حيث تبادل العلوم والتكنولوجيا الطبية.
وأثناء هذه الزيارة أيضا التقيت مع طلاب من جامعتي الأولى جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا في محاضرة نظمها طلاب نادي “متحدثي الانجليزية” للجامعة، حيث عرضت أبحاثي وعملي وقد سعدت بذلك كثيرا وخصوصا بامتلاء القاعة بالحضور رغم أن يوم العرض تزامن مع عطلة رسمية، وعليه أتوجه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل طلابا وإدارة.

zdz

البروفيسور مليكشي في جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنلوجيا بباب الزوار شهر أفريل الماضي..

zdz

جانب من محاضرة “سفير المريخ” من تنظيم نادي “متحدثي الإنجليزية”

زاد دي زاد: الظاهر أنكم تتمتعون بشعبية كبيرة في الجزائر وخصوصا بين الطلبة، فهل كنتم تتوقعون ذلك؟
البرفيسور مليكشي: هذا لطف منكم، لا أعرف إن كنت فعلا ذا شعبية بين الطلاب ولكن إن كان الأمر صحيحا فلا بد أن السبب راجع لشغف الشباب بالعلوم، فلربما إن قمنا باستبيان حول اهتمام الشباب بالعلوم لكانت نتيجته أن شبابنا لديه فضول علمي مميز.
فللعلم دور هام ورئيسي في كل جوانب الحياة تقريبا إلى جانب الاهتمام بالفنون والإنسانيات والعمل قدما على إثرائها أمر ضروري من أجل تحقيق التقدم والازدهار لبلدنا.

يبرز دوري بالمشاركة بأداة من العشر أدوات المستعملة وهي الكاميرا الكيميائية أو ما يعرف باسم “ChemCam”..

زاد دي زاد: برفيسور مليكشي لقد تم تعيينكم كسفير لكوكب المريخ، في ماذا تتمثل مشاركتكم تحديدا في هذه المهمة؟
البرفيسور مليكشي: تعتبر مهمة مختبر العلوم الفضائية في ناسا أكبر مهمة علمية على الإطلاق على كوكب المريخ، أين استخدمت مركبة مترحلة واحد طن “كوريوزيتي” على متنها عشر أدوات علمية.
هذه المهمة تسمح بدراسة الكوكب الأحمر بطريقة مغايرة لما تم العمل عليه سابقا، مما يجعل منها مهمة معقدة للغاية هدفها البحث عن عناصر الحياة، وعليه فهذه المسالة متشعبة ومعقدة نوعًا ما.
وللتوضيح فإن أحد أهم المعايير الضرورية لوجود الحياة هو المياه، فضلا عن العناصر الكيميائية الأخرى التي تحتوي على الكربون والهيدروجين والنيتروجين والفوسفور والكبريت، وهنا يبرز دوري بالمشاركة بأداة من العشر أدوات المستعملة وهي الكاميرا الكيميائية أو ما يعرف باسم “ChemCam”.
حيث توجه الكاميرا أشعة ليزر مباشرة تطلق النار على الصخور والتربة والماس وغيرها من الأهداف التي يتم تحديدها على كوكب المريخ، مما ينتج عنه بلازما ينبعث منها الضوء بالتبريد، وبعدها أقوم بدراسة التفاعل بين الليزر والصخور للوصول إلى حقيقة مكوناتها، وقد بدأت مؤخراً في دراسة قد تسمح لنا بالتنبؤ بشكل أفضل بما قد نلاحظه من تغيرات على الظروف البيئية بشكل طفيف على سطح المريخ.

zoom

أقوم بقيادة برنامج بحثي يهدف إلى تطوير تقنيات بصرية جديدة وحساسة بالإضافة إلى أدوات رياضية قوية يمكن استخدامها للكشف المبكر عن السرطان..

زاد دي زاد: في موضوع آخر للبحث العلمي، أنتم تعملون على استخدام تقنية الليزر للمساعدة في الكشف المبكر عن أعراض مرض السرطان، وهذا عمل إنساني عظيم، وتحديدا مع التفاتاتكم الطيبة وتحياتكم لكل مرضى السرطان في العالم، هل بالإمكان أن تحدثونا عن هذا البحث؟
البرفيسور مليكشي: أنتم على حق في هذا الطرح، لأني أقوم بقيادة برنامج بحثي يهدف إلى تطوير تقنيات بصرية جديدة وحساسة بالإضافة إلى أدوات رياضية قوية يمكن استخدامها للكشف المبكر عن السرطان.
في مختبري أساسا قمنا بتطوير نهجين ويستند النهج الأول على الجمع بين استخدام التحليل الطيفي الليزري وأدوات التعلم الآلي للنظر والتنبؤ ببداية السرطانات.
حتى الآن، أثبتت مقاربتنا أنها تعمل في بعض الحالات أثناء دراساتنا على الفئران، وقد استخدم علماء آخرون مؤخرا طريقتنا على البشر وحققت نتائج ممتازة، وهذا ما شجعنا وأوضح لنا بأننا على الطريق الصحيح للمواصلة.

البروفيسور مليكشي مع البروفيسور شوجي ناكومارا الحاصل عام 2014 على جائزة نوبل للفيزياء

أما النهج الثاني فيستند على وضع علامات على بروتينات معينة (الأجسام المضادة) مع نانو أو جسيمات دقيقة، ثم باستخدام أشعة الليزر لتحديد الجسيمات في السوائل الطبية الحيوية يتم الكشف عن الجسيمات إذا كان مستضد السرطان يرتبط بالأجسام المضادة.
باستخدام هذا النهج، حصلنا على نتائج واعدة حتى الآن، ونحن ننتقل إلى المستوى التالي من الأبحاث، وهو الكشف عن المؤشرات الحيوية للسرطان في وقت واحد، وقد أظهرت هذه التقنية إمكانات هائلة، على أمل أن نتمكن من تشخيص وجود السرطانات في المراحل المبكرة جدا.
هذا العمل يجمع بين التحليل الطيفي بالليزر، والكيمياء النانوية مع تشخيص السرطان ومن المحتمل أن يساهم في الوقاية من الأمراض.
النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن تجعلني أشعر بالأمل والثقة في أنه من خلال الجمع بين كلتا المقاربتين، سنتمكن من تعزيز قدرتنا على اكتشاف العلامات المبكرة للسرطانات وربما أمراض أخرى.

في الجزائر طاقات شابة من الطلاب الشغوفين بالعلم والساعين للاكتشاف والابتكار يمكنها تحقيق انجازات هامة ومفيدة..

زاد دي زاد: هل يمكن أن تكون هذه التقنية متاحة في الجزائر؟
البرفيسور مليكشي: نعم يمكن ذلك، ولكن أنوه أن العلم والتكنولوجيا يتغيران بسرعة كبيرة وتطرأ عليهما تحديثات باستمرار وعليه فالحل هو تهيئة أرضية عمل تشجع الفئات التي تهتم بالعلوم وتحقق تقدما في هذا المجال، أي تشجيع البحث العلمي ففي الجزائر طاقات شابة من الطلاب الشغوفين بالعلم والساعين للاكتشاف والابتكار يمكنها تحقيق انجازات هامة ومفيدة.

zoom

زاد دي زاد: ما هي نصيحتكم للباحثين والطلاب الجزائريين ليحققوا نجاحا مثلما وصل إليه البرفيسور نور الدين مليكشي؟
البرفيسور مليكشي: لا أعرف ما إذا كانت هذه نصيحة أو مجرد درس تعلمته فأقول: “إذا كان العلم والتكنولوجيا جزءًا من شغف المرء، فعندئذ يعمل بجد لإتقان أكبر قدر ممكن من الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا”.

“إذا كان العلم والتكنولوجيا جزءًا من شغف المرء، فعندئذ يعمل بجد لإتقان أكبر قدر ممكن من الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا”.

أود أيضًا تشجيع الطلاب والباحثين الشباب على العمل للنمو كعالم من خلال اتباع المنهج العلمي، فالعلوم تتقدم نحو الأمام بالتساؤل، فالطرح السليم والصياغة الجيدة والنقد الموضوعي هي من السمات الأساسية للعالم الناجح، فالعالم إسحاق نيوتن فهم شمولية قوة الجاذبية بعد تساؤله: “لماذا سقط التفاح من الشجرة؟”..
أخيرًا وليس آخرًا أحثكم أيها الطلاب على الإيمان بأنفسكم وإدراك أنكم أكبر المساهمين في تصميم المستقبل الذي تفضلونه، وأنكم أملنا الأفضل لمستقبل أفضل للبلاد.
فمن المهم أن يدرك طلابنا أنهم ليسوا معزولين لذا يمكنهم أن يتعلموا من بعضهم البعض، ومن المهم أيضا تطوير شبكات التعلم والحفاظ على الاستمرارية، والبحث عن مرشدين مستعدين لمشاركة تجاربهم ومعرفتهم، وتقديم المساعدة كبداية للعمل على تحقيق الأهداف والطموحات.

زاد دي زاد: تشرفنا أستاذنا الفاضل باستضافتك معنا لتكون أول نموذج للعقول والكفاءات الجزائرية في الخارج.
كان من دواعي سرورنا إجراء هذه المقابلة، شكرا جزيلا لكم برفيسور على الوقت القيم الذي خصصتم لموقعنا.
البرفيسور مليكشي: أشكركم على عملكم الشاق واهتمامكم بعملي في مجال العلوم.

zoom

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.