أعلن متحف الإنسان بباريس عن استعداده" لدراسة جدية لطلب إعادة 36 جمجمة لشهداء جزائريين سقطوا في ميدان الشرف في بداية الاستعمار الفرنسي و المحفوظة منذ أكثر من قرن.
وفي حديث خص به وكالة الأنباء الجزائرية، الثلاثاء 07-06-016، أوضح مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس ميشال غيرو “نحن مستعدون لدراسة طلب تسليم جماجم الجزائريين المحفوظة في متحفنا”، مشيرا إلى “عدم وجود أي عائق قانوني لتسليمها”.
كما أوضح أن هذه الرفات “تحمل كلها رقما تسلسليا، وبالتالي فإننا نرى أنه يمكن إخراجها من الإرث ونحن ننتظر فقط القرارات السياسية”، مؤكدا أنه يجب انتهاج طرق معينة من ناحية الإجراءات حتى يؤخذ هذا الطلب بعين الاعتبار.
ويرى المسؤول الفرنسي أنه “لإعادة هذه الرفات يجب انتهاج طرق معينة كما أننا نعترف بحق العائلة والأحفاد”، مضيفا أن الطلبات “يجب أن تتم عن طريق الديبلوماسية وليس من خلال جمعية ليس لها حق خاص حول هذه الرفات”.
عريضة إلكترونية
يذكر أن عريضة الكترونية تم إطلاقها من أجل استعادة هذه الجماجم إلى أرض الوطن ودفنها بالشكل اللائق. وقد جمعت هذه العريضة التي أطلقت في سنة 2011 وبقيت دون نتيجة تذكر، حوالي 1600 توقيع بتاريخ 7 جوان 2016 .
كما فند مدير المتحف المعلومة التي مفادها أن هذه الجماجم وعددها 36 محفوظة بطريقة غير لائقة “نفند المعلومات التي مفادها أن الرفات محفوظة بشكل سيء، بل هي محفوظة في علب باهظة الثمن لتفادي تدهورها وطبقا لمعايير الحفظ”.
وتم حفظ الرؤوس الـ36 – وهي هبات من أطباء عسكريين خلال الحقبة الاستعمارية- في علب من الورق المقوى، وضعت في خزانة حديدية مغلقة بإحكام، حسبما لاحظه مراسل وكالة الأنباء الجزائرية في عين المكان.
وفي تصريح سنة 2011، كشف المؤرخ الجزائري علي فريد بلقاضي بأنه تم العثور على بقايا جثث جزائريين قاوموا الاستعمار الفرنسي في القرن الـ19 في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي.
وذكر بلقاضي، المختص في التاريخ القديم وعلم النقوش الليبية والفينيقية، الذي يهتم أيضا بالفترة الاستعمارية، أن بعض عظام الجثث محتفظ بها في هذا المتحف الموجود بباريس منذ سنة 1880 وهو التاريخ الذي دخلت فيها هذه الرفات إلى المجموعة “العرقية”.
مجرد اتفاق بين الدولتين
تعود هذه الرفات التي أغلبها جمجمات صلبة لمحمد لمجد بن عبد المالك المعروف باسم شريف “بوبغلة” وللشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة (بمنطقة بسكرة في سنة 1849) وموسى الدرقاوي وسي مختار بن قديودر الطيطراوي.
ومن ضمن هذا الاكتشاف أيضا هناك الرأس المحنطة لعيسى الحمادي، الذي كان ضابطا لدى شريف بوبغلة وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك الضابط والذراع الأيمن للأمير عبد القادر.
وكان مدير المجموعات بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي لباريس فيليب مينيسيي صرح سنة 2011 أنه “ليس هناك أي مانع لإعادة رفاة هاته الشخصيات إلى أرض الوطن”، وأكد “يكفي لذلك أن يقدم الطرف الجزائري الطلب”، مضيفا أن “مجرد اتفاق بين الدولتين الجزائرية والفرنسية يمكن أن يسهل المسعى”.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.