المسؤولية تكريم إلهي للإنسان، إذ أن جعله مسؤولاً وأناط تلك المسؤولية بموطن التكريم الإلهي وهو العقل وأودع فيه حتمية الاحساس بالمسؤولية والقيام بها لصلاح أمور الحياة باختلاف مستوياتها وتوزيع تلك المسؤولية فردية مجتمعية تجاه النفس وتجاه الآخرين.
هناك فئة مجتمعية تتوق إلى استشعار مسؤوليتنا المجتمعية والسعي لتحقيق الحياة الجيدة والرفاهية لها في مرحلتها الحالية والقادمة..
إن قدرتنا على تفقدهم وتواصلهم أرحم بكثير من قدرتنا على تحمل مرارة فقدهم ومواجهة التقصير في مسؤوليتنا اتجاههم.
هم (كبار السن) وهذا هدف أسمى تسعى إليه المنظمات الدولية لتحقيقه، إن الظروف والمعطيات الحياتية الحالية أثرت بشكل كبير على المجتمعات وعلى آليات التعامل مع أفراد المجتمع وبين أفراد الأسرة..
وأمام جميع تلك التغيرات وتسارع عجلة الزمن، أصبح من الواجب التعاطي مع فئة كبار السن باعتبارهم خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، وواجب يتجسد في استشعارنا تفقدهم الدائم واحتوائهم بحب ووفاء وإحسان.
إذا ما استشعرنا تلك المسؤولية لتغيير ثقافة أفراد المجتمع الصغير (الأسرة) أولاً والمجتمع المحيط ثانياً بأن كبار السن لهم الأولوية في مسؤوليتنا مهما كانت المغريات والمتغيرات الحياتية.
إن قدرتنا على تفقدهم وتواصلهم أرحم بكثير من قدرتنا على تحمل مرارة فقدهم ومواجهة التقصير في مسؤوليتنا اتجاههم.
لا يزال الوقت أمامنا لنتفقدهم و نستشعر المسؤولية معهم و نشبعهم محبة و عطاءً و عرفاناً و بِراً قبل أن نفقدهم.
• آخر السطر: المسؤولية المجتمعية عطاء.
كتبه/ سلوى بنت ربيع اليافعية (*)
(*) الرئيس التنفيذي لمركز العرفان للخدمات المجتمعية (سلطنة عُمان)
عضو الإتحاد الدولي للشيخوخة
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.