يُنتخب نواب البرلمان من طرف الناخبين في الدوائر الانتخابية التي ترشحوا فيها، غير أنهم لا يُعتبرون بمقتضى ذلك ممثلين لناخبيهم وحسب، بل إنهم نواب لكل الشعب بحكم الطابع الوطني للعهدة النيابية.
لكن ماذا عن النواب المستقلين؟ ماهي طبيعة البرامج التي يقدمونها حين ترشحهم؟ هل تقتصر فقط على تمثيل ناخبي دوائرهم الانتخابية والتعبير عن انشغالاتهم أمام الهيئات المركزية؟ وكيف يتصرفون بمقتضى عهدتهم الوطنية بصفتهم “نوابا لكل الشعب”؟
ولكن، هناك تفصيل مهم أرجو أن يلقى الاهتمام من طرف الدارسين المتخصصين؛ إن النواب الحزبيين مؤطرون في نطاق البرامج الانتخابية لأحزابهم، نظريا على الأقل، وهي برامج يفترض أن تقدم إطارا تصوريا شاملا لما ستكون عليه السياسة العامة للدولة في حال وصول الحزب إلى السلطة. وهو أمر يترتب عليه نشوء مسؤولية سياسية للحزب ونوابه تجاه عموم الناخبين، بتجسيد برنامجه في حال فاز في الانتخابات، أو الدفاع عن توجهاته ونقد الحكومة في حال بقي في المعارضة. وفي الحالتين سيكون أداء الحزب تحت أعين الناخبين ومحل تقييمهم.
ولكن ماذا عن النواب المستقلين؟ ماهي طبيعة البرامج التي يقدمونها حين ترشحهم؟ هل تقتصر فقط على تمثيل ناخبي دوائرهم الانتخابية والتعبير عن انشغالاتهم أمام الهيئات المركزية؟
وكيف يتصرفون بمقتضى عهدتهم الوطنية بصفتهم “نوابا لكل الشعب”؟
وعلى أية أسس تتحدد مواقفهم تجاه المناحي المختلفة للسياسة العامة التي يضطلعون بمهمة التشريع فيها؟
وكيف يكون سلوكهم عند مناقشة المسائل الكلية المتعلقة بالسياسة الخارجية والدفاع الوطني والموازنة العامة والقضايا ذات الطابع الأيديولوجي؟
وأخيرا وليس آخرا، على أي أساس تتحدد مسؤوليتهم السياسية تجاه عموم الناخبين؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.