زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

تجربة “تلفزيون الخليفة” وعقدة الاستثمار في الإعلام الدولي

فيسبوك القراءة من المصدر
تجربة “تلفزيون الخليفة” وعقدة الاستثمار في الإعلام الدولي ح.م

رفيق عبد المومن خليفة مؤسس إمبراطورية الخليفة، المتواجد رهن الحبس حاليا..

أكاد أجزم بأن سبب غياب الثقة بين السلطة والإعلام في الجزائر هو تجربة تلفزيون الخليفة عندما تورط في اختيار مرشح رئاسي على حساب آخر في انتخابات 2004.

كانت تجربة “الخليفة تي في”، تجربة فارقة في الإعلام التلفزيوني الخاص آنذاك.. أتحدث عن تجربة إطلاق قناة من خارج الجزائر تخدم مصالح الجزائر. لست هنا أحاكم القناة أو مسؤوليها أووأستحضر الظروف السياسية في تلك الفترة، ولكنني أريد أن أرسم صورة ربما غابت عن البعض أو لا يعرفها البعض الآخر، وهذا كله من موقعي كمشاهد وليس كصحافي في القناة، لأنني وقتها كنت في الجزائر وأشتغل في جريدة “الأحداث”.

كمشاهد وصحافي، كنت أتابع برامج القناة الإخبارية من مكاتبها في لندن وباريس.. وكان واضحا أن الانكسار وقع حين اختارت القناة دعم المرشح علي بن فليس أطال الله في عمره ضد المرشح عبدالعزيز بوتفليقة رحمه الله.

@ طالع أيضا: من يفهم قوة الإعلام؟

كمشاهد وصحافي، كنت أتابع برامج القناة الإخبارية من مكاتبها في لندن وباريس.. وكان واضحا أن الانكسار وقع حين اختارت القناة دعم المرشح علي بن فليس أطال الله في عمره ضد المرشح عبدالعزيز بوتفليقة رحمه الله. هذا يعني آنذاك أن القناة سقطت في المحظور: الخوض في شأن سياسي داخلي رغم أن القناة ذات طابع دولي ويفترض أن تكون صوت الجزائر كدولة وليس كسلطة، أو صوت جزء من هذه السلطة!!

ما وقع لاحقا، معروف.

تفككت القناة وتفككت إمبراطورية رجل الأعمال عبدالمؤمن خليفة بمجرد فوز بوتفليقة بولاية ثانية.

المقصود:

نفضت السلطة الفعلية في الجزائر يديها من تجربة الاستثمار أو السماح بالاستثمار في الإعلام الدولي الجزائري.

لكن هل يصح أن نحكم على كل الإعلام الجزائري وكل الصحافيين الجزائريين بجريرة رجل أعمال واحد أو من خلال تجربة واحدة؟

أعتقد أن الأمر لا يصح، لأن تجربة القنوات التلفزيونية الخاصة داخل الجزائر لاحقا، أظهرت – رغم عيوبها- أن الاستثمار ممكن، بشرط ضبط قواعد اللعبة (حتى الآن قواعد اللعبة غير دقيقة وغير مضبوطة)، ومع ذلك سمحت التجربة برسم صورة، أتاحت لاحقا دخول الحكومة حقل التجربة من خلال مشروع إعلامي دولي اسمه “القناة الدولية” وعدد من مشاريع الراديو الناجحة إلى حد معين.

ماذا ينقص في تجارب الحكومة؟

هناك عدة نقائص؛ أولها اعتماد نمط إخباري محلي، لا ينافس وفق متطلبات السوق الإخبارية الدولية.. السرعة والمقابلات الحصرية والترجمة وخدمة العاجل الدولي وتحديد أجندة إخبارية تنافسية.

الواقع اليوم، هو أننا في قلب بيئة رقمية دولية لا تعترف بالحدود، تنشط من خلال الهواتف وتستهدف جمهورا يسمى بأسماء غريبة مثلا Z. ولكنه جيل موجود فعلا.. لم يعد ينتظر التلفزيون أو الراديو وإنما يتفاعل مع العالم عبر فيسبوك وإنستاغرام وتويتر وتيك توك..

@ طالع أيضا: لا تكتفوا بأخبار الميديا

نقيصة أخرى وهي افتقار غرف الأخبار لأصوات ووجوه غير جزائرية، وهو بالمناسبة نقطة قوة جوهرية في الإعلام الدولي العربي وغير العربي..

هناك نقائص أخرى مرتبطة بمحيط العمل اليومي وتفاصيل العقود وما يتصل بالامتيازات المادية الاجتماعية والمهنية.

ما هو الواقع اليوم؟

الواقع اليوم، هو أننا في قلب بيئة رقمية دولية لا تعترف بالحدود، تنشط من خلال الهواتف وتستهدف جمهورا يسمى بأسماء غريبة مثلا Z. ولكنه جيل موجود فعلا.. لم يعد ينتظر التلفزيون أو الراديو وإنما يتفاعل مع العالم عبر فيسبوك وإنستاغرام وتويتر وتيك توك..

طبعا هذه المنصات يملكها رواد أعمال، لديهم مصالح وينتمون إلى دولتين قويتين، هي أميركا والصين فقط.. هاتان الدولتان لديهما تيك توك وفيسبوك وغيرهما لكنهما لم تفرطا في الإعلام الكلاسيكي ولا الإعلام الثقيل ولا في المنصات الرقمية.

الخلاصة:

تجربة “الخليفة تي في” كانت تجربة وانتهت، واليوم نحن أمام جيل لا يعرف لا رفيق عبدالمومن وربما لا يتذكر بوتفليقة، بل يعرف مشاهير لا يعرفها جيلنا القديم.. جيل يتابع ما يحدث للملاكمة إيمان خليف على المباشر ولا ينتظر نشرة الثامنة أو العاشرة ليعرف.. جيل جزائري يبحث عمن يفهمه ويتفاعل معه.. جيل مستعد للدفاع عن الجزائر لكن بطريقة عصرية..

فهل لدينا من يفهم هذا الكلام؟

@ طالع أيضا: الشعور بالنعمة.. نعمة

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.