لطالما حلمت بمساحة صوتية خاصة بي، أتناول فيها قراءاتي واكتشافاتي وأجيب فيها أيضا عن تلك التساؤلات البسيطة جدا، التي تتملكني دوما، عن أشياء استحالت جزءا منا نحن البشر، لكني لا أعرف كيف أصبحت كذلك؟
لماذا نمضغ العلكة؟ ومن استخدم الصابون أول مرة؟ ولم نرتدي الأقراط؟ وما سرّ استخدام الصينيين لعيدان الأكل بدل المعالق مثلنا؟…
هذه مجموعة من أسئلة كانت تراودني، وشعرت بأن الكثير مثلي خاصة من الشباب، يودّون الحصول على إجابات ومعلومات موثوقة بشأنها، تعزز ثقافتهم وتشفي غليلهم المعرفي.
حرصت أيضا على أن يواكب بودكاست “هل تعلم؟ “التطورات التكنولوجية التي تثير اهتمامات الجميع، خاصة الشباب.. فرحت أتساءل عن سر اسم السيارة الكهربائية تيسلا؟ وعن علاقة هواتفنا بمركباتنا مستقبلا؟
هكذا بدأت فكرة بودكاست “هل تعلم؟” في نهاية العام 2020، بينما كان البودكاست في ذروته عالميا.
ولم تكن البداية صعبة فقط بالنسبة لي، وأنا أرى هذا الكم الهائل من المدونات الصوتية في العالم العربي، بل شكلت هاجسا كبيرا لي، ليس لإثبات الذات، وإنما لتحقيق هذه المتعة المعرفية، التي أنقلها لكل من يثق في، ويحرص على سماع دقائق الحلقة كلها.
كنت وما أزال أفرح بكل استماع جديد، وبكل نقرة اشتراك إضافية، على منصات البودكاست، التي تنشر مدونتي الصوتية… فهذا يمثل انتصارا جميلا لي، ومتعة لا تضاهيها أي متعة، لأن هناك من يقاسمني هذا الشغف، ويدعمني ويخصص جزء من وقته الثمين للاستماع لي.
ومنذ البداية وددت أن يكون بودكاست “هل تعلم؟” موجزا ومركّزا، يقدم معلومات في أقصر وقت ممكن، حتى يكون مقبولا وغير ممل، ولا تدخل الرتابة عليه، فينفر المستمعون، وأفقد أنا أيضا هذه البوصلة، التي اعتمدتها في البداية، وتقوم في الأساس على المعلومة الدقيقة والموثوقة في دقائق لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة في أغلب الأحيان.
@ الزواج رابع تجارة رائجة في الهند… كيف ذلك؟ استمع من هنا
ولاحقا في الموسم الثاني، مع بداية العام 2022، بتُّ أبحث عن تفاصيل دقيقة في أحداث يومية، كان جهلها يزيد من قتامة الصورة من حولي، لكن فكَّ أسرارها والاقتراب من أغوارها، يجعلها أكثر وضوحا ويساعدني في الفهم..
فأصبحت أكثر اهتماما بالكواليس وبالمستقبل، وبدأت أسئلة أخرى تراودني، لكنها تتناسب مع ما نعيشه من أحداث مفجعة: تُرى من يهمس في أذن بوتين في حربه ضد أوكرانيا؟ وما سرُّ الشريط الوردي الذي نرفعه للتوعية بسرطان الثدي في شهر أكتوبر من كل عام؟ وكيف منعت دولة أوروبية مواطنيها من التصفيق؟.
لكن في خضم كل هذا حرصت أيضا على أن يواكب بودكاست “هل تعلم؟ “التطورات التكنولوجية التي تثير اهتمامات الجميع، خاصة الشباب.. فرحت أتساءل عن سر اسم السيارة الكهربائية تيسلا؟ وعن علاقة هواتفنا بمركباتنا مستقبلا؟
@ السيارة الكهربائية ”تيسلا”: ما سرُ اسمها؟ استمع من هنا
وبين الفترة والأخرى كانت أسئلة أخرى، تريد مني أجوبة مفيدة في الصناعة والعلوم والأدب والموسيقى والفن وموضوعات أخرى يمكن أن تتطلعوا عليها بزيارة خاطفة.
رغم أن الانتظام في النشر يمثل أهم تحدي بالنسبة لأي مدونة صوتية وصناعة أي محتوى، لكني أتصور أن أكبر تحد هو إقناع الجمهور بالاستماع، وإيجاد موضوعات مثيرة للفضول وأكثر استقطابا لفئات عمرية مختلفة..
قد يبدو الانتقال من موضوع إلى آخر، ومن مجال إلى آخر، غريبا وغير مستحب لدى بعض من يفضلون التخصص، ولكن المعرفة في تصوري ليست حكرا على تخصّص ولا اختصاصي، وإنما تحتاج إلى بحث وتدقيق وتفحيص وتمحيص حتى نستفيد منها جميعا..
وأعتقد أن هذا هو الأساس الذي يعتمده بودكاست “هل تعلم؟“، الذي بدأ صغيرا جدا، لكنه ينمو يوما بعد يوما بفضل دعم المستعمين ولهفتهم لمتابعة محتوى جاد ومفيد، في عالم بات يضج بالكثير من التفاهة.
ورغم أن الانتظام في النشر يمثل أهم تحدي بالنسبة لأي مدونة صوتية وصناعة أي محتوى، لكني أتصور أن أكبر تحد هو إقناع الجمهور بالاستماع، وإيجاد موضوعات مثيرة للفضول وأكثر استقطابا لفئات عمرية مختلفة، يمكن أن تمنح المدونة قاعدة استماع عريضة.
ما أزال أختبر نفسي وأجرب، لكن المؤكد هو أن هذه المدونة الصوتية أصبحت جزء مني وحالة فرح تسكنني، وأسعى بكل جهدي أن تكون كذلك بالنسبة لكم، لأن الرهان الرئيسي في النهاية هو عليكم أنتم أيها المستعمون.
…
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 8477
مضمون جديد ومتميز.. تمناتي لك بالتوفيق