زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

“بصمة مضيئة”.. أثر النور على درب العمل الخيري

“بصمة مضيئة”.. أثر النور على درب العمل الخيري ح.م

السيدة حفيظة جبوري

تعاني المجتمعات في مختلف أنحاء العالم من تحديات اجتماعية واقتصادية عديدة بسبب الأزمات المتوالية والنزاعات العنيفة والكوارث الطبيعية، مما رفع معدل الفقر وزاد نسبة اللاجئين في عدد كبير من المناطق المهمشة التي تظل تعاني وتحتاج بشكل ملح إلى تنمية واستثمارات في مختلف المجالات لاسيما التربية والتعليم والصحة مما يستوجب توفر موارد هائلة ومجهودات جبارة.

ومن جهتها تشكل الجمعيات الخيرية قوة فعالة في التخفيف من حدة الأزمات وإعانة المحتاجين، كما تلقى بدورها دعم من أفراد ومؤسسات المجتمع..

ومن بين هذه الجمعيات تبرز جمعية “بصمة مضيئة” التي مدت أنوارها لتكون رائدة في العمل الخيري والإنساني وتترك بصماتها على كل ربوع البلاد الإسلامية التي حلت بها، ولسنوات عملت بعيدا عن الأضواء الإعلامية وزخمها، واجتهدت بكل ما أتيح لها من إمكانيات للتخفيف عن المعوزين وإعانتهم.

هذه الجمعية لم تسعَ إلى مكاسب مادية وأوسمة فخرية طوال مسيرتها على مدار 6 سنوات من النشاط والاجتهاد..

وكبادرة لتقدير دورها الفعال في المجتمعات، وتكريمها معنويا من أجل الاستمرارية آثر موقع زاد دي زاد الاقتراب منها للتعرف عليها عن كثب من خلال محاورة المديرة العامة السيدة حفيظة جبوري التي قبل أن تشرف على إدارتها هي أستاذة اللغة العربية، وبعد تقاعدها ما لبثت أن انخرطت في العمل الخيري المؤسسي وتولت مهمة تسيير أنشطتها في عدد من دول العالم.

zoom

زاد دي زاد: مرحبا بك سيدة جبوري حفيظة، فضلا هل يمكن التعريف بجمعيتكم الخيرية؟

* أولا، أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة كنوع من الدعم لنشاطنا الخيري، كما لا أفوت الفرصة لأحيي الشعب الجزائري العظيم المعروف بالتزامه الأخلاقي وهباته التضامنية فقد شكل ولا يزال مشكاة مضيئة للأعمال الخيرية وآليات الإغاثة.

وكوصل منتظم للعمل الخيري وبعد لقاء مع مجموعة من الأخوات في رحلة إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج تبلورت فكرة إنشاء جمعية خيرية وتم الاتفاق على تسميتها “بصمة مضيئة” تيمنا بترك أثر طيب ومنير حيث ما توجهت.

وبالفعل بدأ النشاط الخدماتي المجتمعي عام 2017م، قصد الاهتمام بعدد من الفئات التي تحتاج الدعم والمساعدة، وذلك من خلال مخطط محدد ورؤية واضحة.

وجدير بالذكر أن أهم ما يميز نشاطنا هو التنقل الميداني حيث يتم معاينة الوضعية مباشرة والتعامل معها بالتحليل والإحصاء الدقيق للوصول إلى تحديد مستوى الحاجة التي تعيشها المجتمعات لتقديم خدمات ومساعدات ملائمة.

zoom

على أي أساس يتم اختيار الفئات المستهدفة؟

* فئاتنا متعددة منها الأيتام والأرامل والمطلقات والمرضى من الأسر الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة، أي كل الفئات المعوزة التي تحتاج للدعم، كما ركزنا كثيرا على دعم عمل النساء الحرفيات لتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً وتعزيز دورهن في الأسرة والمجتمع من خلال تزويدهن بالإمكانيات المادية اللازمة مثل ماكنات الخياطة وآلات الطبخ عالية الجودة.

@ طالع أيضا:
جيل مواقع التواصل الاجتماعي.. انحلال وضياع

ما هي أهم الأنشطة التي تقوم بها الجمعية؟

* نشاطاتنا كثيرة ومتنوعة منها المساهمة في بناء دور الصلاة والمقارئ حتى يتسنى لحُفَّاظُ القرآن وطلاب العلم في المناطق النائية الاجتماع والتذاكر..

كما نقدم مساعدات عينية مادية، غذائية، علاجية وغيرها وذلك من خلال ترتيب سلال غذائية، وتنظيم موائد إفطار، وتوفير ملابس العيد وغيرها.

وبالموازاة نحاول إيجاد فرص دراسة وعمل للشباب المعوز والطموح بالانضمام إلى معاهد وجامعات للحصول على شهادات تؤهلهم للانخراط في سوق العمل والاستثمار بما يحقق لهم الاكتفاء الذاتي وكذا لعوائلهم، لاسيما بما يعود بالنفع على بلدانهم.

عملنا يخضع للتخطيط ثم التطبيق الميداني، حيث توضع جداول أعمال تستهدف دولا معينة قصد محاربة الفقر والجهل والمرض، كخطوة لمد يد العون للناشئة وعوائلهم حتى يسهموا بدورهم في بناء أوطانهم والاعتماد على الذات والاستغناء عن المساعدات الخارجية تدريجياً.

zoom

هل يمكن التحدث عن المشاريع التي تبنتها الجمعية وباشرت العمل بها؟

* عمليا تمكنت الجمعية من طرح وإنجاز عدة مشاريع وحققت عددا من النجاحات بفضل الله تعالى وعونه، وعلى سبيل التمثيل لا الحصر في عام 2019م، حرصنا على تقديم خدمات تعليمية وعلاجية حسب ما سمحت به الإمكانيات والظروف.

@ طالع أيضا:
“وقت المسلم ثمين”.. درسٌ ألماني لشاب عربي!؟

قمنا بزيارة إلى أرض فلسطين الطاهرة، لا يمكن وصف حفاوة ترحيب أهلنا في فلسطين وكرمهم الزائد، لقد وجدنا أنفسنا في بيتنا وبين ذوينا، وقضينا أياما لا تنسى معهم بأحاديثهم الشيقة عن تاريخهم العريق وتراثهم المجيد، وما عايناه من ثبات وجد رغم ظروفهم الصعبة.

وكان بودنا تقديم مساعدات ضخمة نظرا لحجم المعاناة هناك، لكن شح الموارد لا يسمح بالكثير (تتنهد السيدة جبوري ثم تواصل حديثها) لقد تم تغطية تكاليف دراسة طالبة يتيمة الأم، ووالدها مغيب في سجن الاحتلال، والأسرة مكونة من سبعة أطفال، وهذا حتى تتمكن الطالبة المجدة من إعانة عائلتها لاحقا بعد التخرج..

في حين لاقت سيدة ثلاثينية مصابة بمرض السرطان الرعاية الصحية اللازمة وكذا الدعم المادي لتبقى في مسكنها مع أبنائها، الذين عرضتهم في وقت سابق للتكفل بعدما عجزت عن تحمل عبء مسؤوليتهم بسبب وضعيتها المزرية.

وفي مصرتم إعادة ترميم شقتين سكنيتين في كل منها يمكن إيواء 15 فردا على حدة، فضلا عن فتح مدرسة قرآنية تعود مداخيل الاشتراك الرمزي بها لدفع فواتير الكهرباء والماء.

zoom

أما في إندونيسيا فقد اكتشفنا جزيرة بالي ذات الأغلبية البوذية، وفي رحلة بحثنا عن مسجد تعرفنا على الأقلية المسلمة التي كانت ظروفها صعبة للغاية لكن الابتسامة المرتسمة على الوجوه كانت كافية لتترجم درجة الرضا في قلوب هؤلاء الطيبين البسطاء.

وسررنا بزيارة مسجد صغير يهتم بتنظيم فعاليات لتعليم الدين الاسلاميخلال شهر رمضان الفضيل، أين أدينا فيه صلاة الجمعة، وقدمنا السلال الغذائية على شكل مساعدات لأجل موائد الإفطار الرمضانية، مع التخطيط لشراء حظيرة مقابلة للمسجد قصد إنشاء مدرسة قرآنية لمسلمي المنطقة وهم أقلية فقيرة.

توجهنا بعدها للمعهد الاسلامي في ميدان عاصمة مقاطعة سومطرة الشمالية في إندونيسيا، حيث التقينا بمسؤولين جاديين وطلاب مجتهدين، وبفضل الله تعالى تمكنا من توفير غطاء مالي لنفقات الإفطار والسحور ورواتب المعلمين من أجل التحضيرات لمسابقة ختم حفظ القرآن الكريم المقامة في شهر رمضان المقدس، لقد كانت أجواء رمضانية روحانية لا نظير لها.

zoom

وماذا عن زيارتكم للجزائر؟

ح.مzoom

مقاسمة الفرحة مع الأطفال المرضى بمستشفى وهران

* الجزائر بلدي العظيم ومرجع دائم للعمل الخيري، قضينا بها أجمل الأوقات حيث حظينا بالتواجد في ضواحي ولاية وهران وتحديدا بمسجد الشيخ البشير الابراهيمي في حي الأرض الكبيرة، أين ساهمنا بتجهيز مطبخ لمرقد يضم 10 شبان، وزودناهم بثلاجة، غسالة، أواني خاصة بالطبخ، فضلا عن أفرشة وأغطية ووسائد وغيرها من الحاجيات الشخصية.

وبالتنقل إلى قرية الطرش في أعالي مدينة المنصورة بولاية مستغانم كإجراء استعجالي تزامنا مع شهر رمضان المقدس، تم تجهيز قاعة صلاة التراويح حتى يتسنى لسكان ثلاث قرى مجاورة أداء الصلاة وفق شروط ملائمة كتوفير الكهرباء، السجاد، وطلاء القاعة الرئيسية.

وللأسف أغلقت القاعة بعد انقضاء أيام رمضان، نظرا لعدم استكمال الأشغال بسبب قلة الموارد المادية، حيث بقيت قاعة الوضوء وشبكة المياه والصرف الصحي من غير صيانة وغيرها من العوائق، لكن الله يسر أمورنا لاحقا لنستأنف العمل واكتمل المشروع وصار مقرأة لتحفيظ أطفال المنطقة القرآن الكريم.

كما تشرفنا وسعدنا بمقاسمة الأطفال المرضى بمستشفى وهران بعض انشغالاتهم، وتقديم هدايا لإدخال السرور على قلوبهم، نسأل الله أن يشفيهم ويعين أهلهم.

كنتم قد طرحتم مشروع الماء صدقة جارية ولاقى نجاحا كبيرا، ماذا يمكن القول عنه؟

* نعم كنا ومازلنا نشجع على مشاريع سقيا الماء، إذ ندعو و نشد على أيدي كل من يرغب في دعم هذا العمل، فسقي الماء وحفر الآبار في الدول الفقيرة في كل من قارتي أفريقيا وآسيا التي لا تتوفر على شبكات توزيع المياه العذبة الصالحة للشرب يحتاج إلى توفير المضخات لتنقية الماء..

@ طالع أيضا:
ظاهرة التفاهة في عصر الأنترنت… وزمن الرويبضة

والوضع الاقتصادي في تلك البلدان لا يسمح بحفر الآبار واقتناء المعدات اللازمة، لذا سعت الجمعية إلى جمع أكبر عدد ممكن من المتبرعين الذين ساهموا معنا في حفر بئر عن أنفسهم أو عن أحد موتاهم كصدقة جارية..
فعن سعد بن عبادة –رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟، قال: “نعم”، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال:”سقي الماء”.

وعليه قصدنا مناطق في بنغلاديش تعاني نقص المياه وبعد حفر الآبار وتزويدها بمضخات، تم وضع شاهد باسم صاحب كل بئر وقد أضيف إليه إسم من أسماء الله الحسنى، مثلا من عبد الملك إلى مالك الملك، وبهذا كان عدد الآبار بعدد أسمائه جل وعلا.

ومن أجل التوثيق تم تسجيل فيديوهات وأخذ صور فوتوغرافية من الموقع وإرسالها لصاحب البئر كبينة على المصداقية بأداء الأمانة وضمان الحقوق.

ونطمح مستقبلا بإذن الله تعالى إلى بث نسخ مماثلة للمشروع في دول أخرى تعاني من الجفاف أو محرومة من المياه النظيفة، لأن ندرة المياه تعد مشكلة حقيقية للشعوب، تمنعهم من ممارسة أنشطتهم بشكل طبيعي، وتزيد من معاناتهم وصعوبة العيش.

zoom

بالحديث عن الصعوبات ما هي المعوقات التي تواجه عمل الجمعية؟

* في الواقع كانت ظروف عملنا أحسن في السابق، لكن في الوقت الراهن نعاني من بعض الضغوطات والتضييقيات، لهذا نحتاج إلى متعاونين معنا ومع أنشطتنا في مختلف الدول التي ننتقل إليها، خاصة من جانب الحكومات والسلطات المحلية لتسهيل الإجراءات الإدارية والقانونية في نقل المساعدات وتوسيع الخدمات، لهذا نرجو من وسائل الإعلام الدعم المعنوي والمستمر لمختلف أنشطة الجمعية.

كلمة أخيرة سيدة جبوري حتى نختم هذا الحوار الشيق والمفيد

* أيادينا ممدودة للجميع ودون استثناء، وشعارنا “اليد في اليد حتى نساعد”، نشكركم على اهتمامكم بنشاطنا، تشرفنا وسعدنا بالتحاور معكم، وأحيي كل من تعاون معنا وساعدنا وأخص بالذكر رفيقة دربي السيدة نعيمة حنايفي صاحبة القلب الكبير والعزم الأكبر.

ويظل هدفنا الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين من المشاريع التنموية المجتمعية للحد من انتشار الفقر وتأمين حياة كريمة للناس في مختلف أنحاء العالم، وأدعو الله عز وجل أن يعيننا ويوفقنا على تحمل المسؤولية وأداء الأمانة بصدق.

الشرف لنا سيدتي، ونشيد بمجهودكم المبارك وعملكم الطيب نتمنى لكم التوفيق.

@ طالع أيضا: إلى الباحثين عن السعادة

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.