تبسيط الأمور يساعد على فهم الأمور، نفس الكتلة الناخبة بنفس القناعات والخيارات، وبنفس السلوك الانتخابي، يعطي بالضرورة نفس النتائج، ويبقي نفس الفواعل السياسية في صدارة المشهد.
لا يمكن أن يحدث التغيير على مستوى الخارطة الانتخابية، طالما أن الكتلة الغالبة مصر على أن تظل على هامش الفعل الانتخابي، سواء بسبب عزوف يرتبط بتجاهل وصورة مشوشة عن الفعل الانتخابي، أو مقاطعة تعبر عن موقف سياسي مناوىء لظروف إجراء الانتخابات وليس للانتخابات في حد ذاتها.
تبسيط الأمور يساعد على فهم الأمور، نفس الكتلة الناخبة بنفس القناعات والخيارات، وبنفس السلوك الانتخابي، يعطي بالضرورة نفس النتائج، ويبقي نفس الفواعل السياسية في صدارة المشهد.
وهنا يتوجب الإشارة إالى أن هناك سوء تقدير للموقف لدى البعض في مستويين، الأول في تضخيم تأثير مخرجات الحراك على الأحزاب السلطوية والاعتقاد أنه نسف وجودها.
بينما الواقع يبرز معطى مغايرا، والثاني في سوء تقدير مدى الارتباط العضوي بين هذه الأحزاب المتكلسة مع الادارة وتحالفاتها الوظيفية، مخرجات الانتخابات تؤكد ذلك.
إخفاق الأحزاب الفتية لا يعود الى ضعف في الأفكار والبرامج والتصورات، تلك قصة يمكن أن تناقش في القنوات والصالونات المخملية، ولكن يعود بالأساس إلى تركيزها على هندسة افتراضية وتواجد طاغي على الفضاءات التي لا تعكس الواقع بالضرورة، وهذا يعني أنه لا يمكن للحزب أن يركز كينونته دون هياكل ومؤسسات ومناضلين ممتصلين.
بالنسبة لالتوقعات التي كانت تعطي للمستقلين امكانية اكتساح الانتخابات، ظهر أخيرا أن الرهان على المستقلين والمجتمع المدني لتغيير المشهد الانتخابي، هو رهان هش وخاطىء، سواء من حيث السعي للارتكاز عليه، أو في استخدامه للتعبئة وحشد الناخبين ورفع نسوبة التصويت.
وهذه هي المرة الثانية التي يخيب فيها رجاء السلطة في المجتمع المدني بعد خيبة أولى في الاستفتاء، وهذا سيفرض على السلطة العودة إلى قاعدة السياسة مع السياسيين.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.