لم يكترث القوم بل تعاملوا مع الموضوع بسخرية كبيرة وثقة زائدة في النفس وواصل الإيطاليون حياتهم بشكل طبيعي كما نفعل نحن اليوم الى أن أصبحت إيطاليا الآن ثالث أخطر بؤرة وباء في العالم بعد الصين وإيران..
تتحدث عن الحيطة والحذر وتجنب الفضاءات العامة بضعة أسابيع.. يقول لك أحدهم أنت ضد الحراك.. ويرد آخر لماذا لا تتحدثون عن غلق الحانات والملاهي الليلية؟
عكس إيطاليا.. نحن بلد مغلق سياحيا وإقتصاديا وثقافيا ما كان للفيروس أن يدخل بيننا أصلا، لكن وقد انتهك الوباء حرمتنا بفعل قلة الخبرة والتهاون في غلق المنافذ جوا وبرا وبحرا، ليس أمامنا الا أن نأخذ الدرس ونؤجل حياتنا العادية بعض الوقت حتى تمر العاصفة وتعود الحياة الى طبيعتها.
العالم المتطور يكاد يفرق بين المرء وزوجه لحمايتهما من الوباء المستشري كالنار في الهشيم، وعندنا.. تتحدث عن الحيطة والحذر وتجنب الفضاءات العامة بضعة أسابيع.. يقول لك أحدهم أنت ضد الحراك.. ويرد آخر لماذا لا تتحدثون عن غلق الحانات والملاهي الليلية؟ .. ويقول لك ثالث أنت جزء من مؤامرة النظام على الشعب !؟ بففففففف
طيب دعك مني! وتعال نتفق على حل منطقي يجنبنا الكارثة.. حل بعيد كل البعد عن السياسة وعن العاطفة والحسابات الضيقة.. حل يصغي فقط لأصحاب العقول من علماء متخصصين في الموضوع محل النقاش قدموا نصحهم للبشرية جمعاء في التعامل مع هذا الوباء.. إذا كنا ننتمي الى هذه البشرية طبعا.. علينا أن نفعل ما تفعله الشعوب العاقلة في إستجابتها لنصائح العلماء لحماية نفسها من الإنتشار السريع للوباء..
وقف الرحلات من الخارج وخاصة من فرنسا بالاضافة الى وقف التجمعات في الفضاءات المفتوحة والمغلقة بما في ذلك صلاة الجمعة، ليست حسابات ومهاترات سياسية أو دينية، بل هي قضية حياة أو موت لا تتعلق فقط بالمعنيين مباشرة بها من حراكيين ومسافرين ورواد مساجد أو فضاءات عامة بل تتعلق بكل الجزائريين في كل مكان.. الجميع مهدد بالنظر إلى المتوالية الهندسية التي ينتشر بها هذا الوباء، لذلك لا أحد وصي على أحد حتى يتخذ القرار مكانه ويقرر خرق هذه القواعد الوقائية العالمية..
وقف الرحلات من الخارج وخاصة من فرنسا بالاضافة الى وقف التجمعات في الفضاءات المفتوحة والمغلقة بما في ذلك صلاة الجمعة، ليست حسابات ومهاترات سياسية أو دينية، بل هي قضية حياة أو موت
هناك حل جماعي وحيد يقوم على منطق وعقل وليس على موقف أو تموقع سياسي، حل يتلخص في التقيد الصارم بقواعد السلامة والإبتعاد عن الفضاءات العامة وإفساح المجال ليمر هذا الوباء دون أن يحصد المزيد من الأرواح، يجب التفكير في الأمر بأعصاب باردة لحماية أنفسنا وشعبنا مادامت في أيدينا فرصة مؤقتة للوقاية الله أعلم متى يسدل ستارها..
ليس من العدل أن يستفيق كل العالم لهذا الخطر وتستمر السخرية والإستهتار بالأمر عندنا، ولا تتوقف إلا بالاستفاقة على إصابة عزيز علينا لا قدر الله بعد فوات الأوان..
القضايا الساخنة والملتهبة كهذه لا بد أن تعالج بأعصاب باردة ودون خلفيات.. أعصاب قادرة على تقدير الخطر وتوقيت الخطر قبل فوات الأوان.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 7121
هل تتذكر يا سيادة الكاتب المحترم قضية اللقاح ضد الحصبة الذي رفضه الكثير منا ، ولما بدأت الحصبة تحصد أرواح الأطفال، أخد الناس يلومون الدولة على أنها لم تقم بواجبها . فالذين استهتروا بمرض الحصبة سابقا ، هم الذين يستهترون اليوم بوباء كورونا . فما أصعب الجهل و ما أخطره !!! فالواجب كل الواجب محاربة الجهل و محوه من العقول و النفوس ، قبل محاربة أي مرض كان . وهذا الواجب يقع على عاتق كل من يحمل قلما . وشكرا جزيلا.