تتصاعد ضغوط نظام الملالي و بمختلف الطرق و الوسائل على سکان مخيم ليبرتي من أجل عزلهم عن العالم الخارجي و التأثير على معنوياتهم العالية و إيمانهم الراسخ بقضيتهم العادلة التي تتلخص في تحرير إيران من براثن النظام الديني الاستبدادي.
الحصار الاستثنائي المفروض على مخيم ليبرتي بمختلف أنواعه ولاسيما الحصار الطبي و الدوائي من جانب حکومة نوري المالکي بأمر و إيعاز من نظام الملالي في طهران، يعتبر واحدا من الاساليب غير القانونية و الشرعية و الانسانية التي مارسها و يمارسها هذا النظام بحق هؤلاء المعارضين السياسيين من أجل تحقيق غاياتهم و أهدافهم المبيتة التي تتلخص في ثني عزمهم عن مواجهته و إجبارهم على التراجع عن مواقفهم او القضاء عليهم بهذه الطرق و الاساليب الوضيعة و الدنيئة، لکن المثير للسخرية هو أن النظام لايکتفي بأساليبه القذرة هذه وانما يتمادى أکثر من ذلك عندما يسعى لتبرير جرائمه و تسويغها و تحميل سکان ليبرتي مسؤولية و تبعات أعماله الاجرامية و على طريقة يقتل القتيل و يمشي في جنازته. النظام الايراني و حليفه نوري المالکي يحاولان جاهدين إقناع العالم بأن معاناة سکان مخيم ليبرتي من وراء الحصار المضروب عليهم و من وراء کل المظالم التي لحقت و تلحق بهم انما يتعلق بالسکان، کما جاء بالتقرير الکاذب و الملئ بالتلفيقات لمارتن کوبلر و الذي برر وفاة بهروز رحيميان بأنه ناجم عن تقصير يتعلق بالسکان وليس بالسلطات العراقية!! هذا التقرير الذي أثار سخط و غضب الکثير من الاوساط المعنية بحقوق الانسان و المناصرين لقضية أشرف و ليبرتي و دعوا الامين العام الى عزل کوبلر عن منصبه و إناطة مهمته بمسؤول آخر يلتزم الحيادية و الموضوعية في إنجاز عمله.
الرسالة الاخيرة التي بعث بها أطباء ليبرتي الى مسؤولي الامم المتحدة في العراق و نداءهم من أجل وضع حد للحصار الطبي المفروض على السکان، جسدت و بشکل واضح جدا کيفية سعي الملالي و صنيعهم المالکي الى قلب الحقائق و تزييفها و تحريفها من أجل الافلات من عواقب و تبعات أعمالهم غير القانونية ضد سکان ليبرتي و محاولتهم إلقاء اللوم في حصل و يحصل على الضحية بدلا من الجلاد الذي يتقاسم دوره مارتن کوبلر و الحکومة العراقية على حد سواء.
رسالة أطباء ليبرتي الاخيرة عکست للعالم حقيقة قصة المأساة الجارية في مخيم ليبرتي وکيف أن السلطات العراقية و تلبية لأوامر و ضغوط نظام الملالي يطبقون الحصار الطبي بأبشع صوره على السکان
وفي هذه الرسالة التي أرسلت الى نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، ألقى 9 أطباء مقيمين في ليبرتي والمستشار القانوني للسكان الضوء على ما جرى بحق بهروز رحيميان من فترة مرضه ومعالجته وتعامل رجال الاستخبارات العراقية معه خاصة يوم 25 تشرين الثاني / نوفمبر 2012 وكتبوا لو لم يمنع رجال الاستخبارات من رقود بهروز في قسم العناية الخاصة (C.C.U) لكان من المرجح الى حد كبير أن لا يلاقي هذه المصير. وأشار الأطباء والمستشار القانوني للسكان الى الواقع العلاجي والطبي في ليبرتي وطلبوا باعتبارهم أطباء عملوا طيلة 25 عاما في قضايا طبية لسكان أشرف من المفوضة السامية التدخل لوضع حد للحصار الطبي التعسفي المفروض على ليبرتي قبل وقوع المزيد من المآسي.
ووصفت هذه الرسالة التي وقعها مترجم بهروز أيضا في آخر مراجعة له الى المستشفى، تصريحات كوبلر في رسالته الى ممثل السكان يوم 26 كانون الأول/ ديسمبر وكذلك تصريحاته في اليوم التالي (27 كانون الأول/ ديسمبر) الى وكالة أنباء الاسوشيتدبرس بأنها محاولات فاشلة لقلب الحقائق في افلات الحكومة العراقية من العواقب المترتبة على قتل المرضى بالموت البطئ. وكان كوبلر قد كتب «تم تقييم حالة بهروز من قبل الأطباء بأنه لم تكن تقتضي رقوده في المستشفى» و«لحد الآن ليس هناك ما يؤكد على أن المسؤولين العراقيين كانوا قد حالوا دون معالجته». وكتب الأطباء ان كوبلر يلقي اللوم بهذه الطريقة على الضحية بدلا من الجلاد.
من المؤکد أن ماجرى لبهروز رحيميان و أفقده حياته عنوة، ليست الحادثة الاولى من نوعها بهذا الخصوص و سوف لن تکون الاخيرة أيضا إن لم يبادر المجتمع الدولي الى وضع حد لکل هذه الانتهاکات الفاحشة التي جرت و تجري بحق سکان ليبرتي، وان أساس و جوهر المشکلة تکمن في أن هؤلاء أفراد يتمتعون بحقوق و إمتيازات اللاجئين السياسيين في العالم و يجب أن يکون مخيم ليبرتي بمزايا و مواصفات مخيمات اللجوء الاخرى في العالم و ليس مجرد سجن، ويقينا أن المستفيد الوحيد من وراء إنتهاك حقوق سکان ليبرتي و عزلهم عن العالم الخارجي من أجل أن لاتکون هناك حالة من التواصل المعنوي و المبدأي بينهم و بين الشعب الايراني خصوصا وان سکان ليبرتي قد تمکنوا من التغلب على معظم مخططات و مؤمرات النظام الايراني ضدهم و نجحوا في إيصال صوت الشعب الايراني المظلوم الى العالم، وقد حان أخيرا الوقت الذي سيتم فيه فضح ملالي إيران على حقيقتهم و کشف أسلوبهم الاجرامي وفق طريقة يقتلون القتيل و يمشون في جنازته و سيکون عام 2013 بعون الله هو العام الذي سيشيع فيه الايرانيون جنازة نظام الملالي الى مزبلة التأريخ!
alialfatlawi9@googlemail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.