تزداد الاوضاع صعوبة و تعقيدا في إيران خصوصا وان البلاد مقبلة على واحدة من أکثر انتخابات الرئاسة إثارة للجدل و الخصومة و الانقسام، وحتى أن هناك الکثير من الاوساط التي تراهن على مستقبل و مصير النظام بسبب هذه الانتخابات.
إنتخابات الرئاسة التي برع النظام الايراني في إستخدامها بالشکل و الصورة المناسبة و الملائمة لمصالحه و أهدافه، يبدو انها هذه المرة لم تعد کسابقاتها بسبب من الاوضاع الحرجة جدا و بسبب الازمات العميقة التي يعاني منها النظام و التي لم يعد بإمکان النظام إيجاد ثمة حلول لها، بالاضافة الى عامل مهم آخر دخل في المشهد وهو الصراع الحاد جدا بين الاجنحة و التي من الممکن جدا أن تتطور و تأخذ أبعادا و إتجاهات أکثر خطورة قد تصل بحسب بعض التوقعات الى إستخدام القوة ضد البعض رغم أن معظم الاطراف قد بادرت الى إستخدام القوة الناعمة ضد بعضها، ولاسيما جناح المرشد الذي يبدو أکثر الاجنحة توترا و قلقا و توجسا من المستقبل.
نظام ولاية الفقيه الذي قام باسلوب خبيث و مشبوه بمصادرة حرية الشعب الايراني و حقوقه الاساسية من خلال إستخدام العامل الديني کغطاء من أجل ترسيخ اسس و رکائز نظام ولاية الفقيه القمعي و المعادي للإنسانية، لکن القوى الطليعية و المعبرة عن آمال و طموحات و تطلعات الشعب الايراني و على رأسها منظمة مجاهدي خلق وقفت ضد مسعى النظام بمصادرة حرية و حقوق الشعب تحت يافطة الدين و قامت بفضح النظام و قاومت إستبداده و قمعه بل وحتى انها بادرت الى إذکاء روح المقاومة و التصدي للنظام في مختلف الاوساط الشعبية و قادته بنجاح کبير أحرج النظام في أغلب الاوقات و دفعه للإعتراف بالدور الريادي للمنظمة و کونها تدفع الشعب لرفض الاستبداد و القمع و الکفاح من أجل الحرية و الديمقراطية.
انتخابات شهر حزيران القادم التي تثير هلع و رعب النظام و تجعله يشکك في کل شئ، هي إنتخابات بالغة الاهمية لأنها بمثابة تصويت عملي و واقعي ليس على إنتخاب رئيس الجمهورية وانما على بقاء و إستمرار النظام القمعي ذاته، وهو أشبه مايکون بإستطلاع لرأي الشعب الايراني بخصوص إختياره بين نظام الملالي و الحرية، ومن المؤکد بأن النظام يعرف جيدا بأن الشعب الايراني سيختار خيار الحرية و سيرفض نظامهم القمعي المبني على مصادرة الحرية و أبسط مبادئ حقوق الانسان، ومن المتوقع بأن يبادر النظام الى إتخاذ إحتياطاته للوقوف بوجه طموحات و تطلعات الشعب بإتجاه الحرية، لکن مهما حاول و سعى فإن المنطق و التأريخ قد علمنا بأن النصر دائما حليف الشعوب و ان أنظمة القمع و الاستبداد تنتظرها دائما مزبلة التأريخ!
suha.mazin@ymail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.