جدل كبير أحدثه برنامج الكاميرا الخفية الذي يبث في رمضان لهذا العام على القناة التونسية التاسعة، هذا البرنامج يستهدف السياسيّين والإعلاميّين ويضعهم في مواجهة هي الأولى من نوعها مع الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

البرنامج الذي ينشطه الإعلامي التونسي المعروف مكي هلال، يستضيف في اتصال مباشر من بلاطو الحصة الرئيس المخلوع بن علي، في محاولة لاستفزاز الضيف ومعرفة ردة فعله وهو يسمع الرئيس السابق يتحدث أمامه على المباشر، وللمرة الأولى منذ اندلاع الثورة التونسية.

وكانت الثورة التونسية باكورة ما سمي بالربيع العربي، حيث اشتعل لهيبها في ديسمبر 2010 بعد أن احرق الشاب التونسي محمد البوعزيزي نفسه بسبب الظلم.

وقد توسعت الاحتجاجات وازدادت شدتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية، مما أجبر الرئيس بن علي على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بشكل مفاجئ بحماية أمنية ليبية إلى السعودية يوم الجمعة 14 جانفي 2011، ولم يعد إلى بلده إلى اليوم رغم مطالبات حقوقيين من أجل محاكمته أو بعض المدافعين الذين ما زالوا “يؤمنون” به.

برنامج “ألو جدة” يجسّد مقلبا يلعب دور البطولة فيه “وسيم الحريصي ميغالو” المعروف في تونس بتقليده صوت الرئيس السابق بن علي، مما سهّل مهمة الإيقاع بالضيوف من السياسيين والنشطاء في فخ الكاميرا الخفية.
ولعلّ من أبرز الحلقات التي بثت لحد الآن، هي الحلقة التي استضافت الشاعرة ليلى المكي، التي انفجرت باكية بمجرد ما سمعت صوت بن علي (المقلّد)، وذهبت بعيدا وهي تتحدث معه فقالت أنها لبست الحجاب حزنا على مغادرته البلد، وأنها سوف تنزعه إذا عاد إلى تونس، وأضافت أنها ترغب في عودته إلى تونس وهو مرفوع الرأس، واعتبرت نفسها أحد أكبر إنجازاته.

على العكس من الشاعرة ليلى المكي، أظهرت حلقة أخرى استضافت الناشط الحقوقي التونسي المعروف عماد دغيج، وهو من الوجوه الثورية المعروفة، موقفا مغايرا قدم فيه دغيج درسا درسا في الثبات على الموقف، وأسمع بن علي (الممثّل) كلاما كبيرا عن الثورة وعن الأخلاق.
وخاطب دغيج الرئيس الممثل قائلا له بلهجة غاضبة “الكلام اليوم للرجال وليس لك أنت”، وأضاف “أنت سبب دمار تونس 23 سنة كاملة، لقد يتمت اطفالا ورملت نساء”، و”لقد كان نظامك يمنعني من التدريس وضيعت حقوقي الله لا يسامحك”.
وقال دغيج متحديا الممثل وسيم الحريصي (بن علي) أن داعش ستكون ّأرحم عليه “إن فكر العودة والنزول إلى مطار قرطاج الدولي”.

أما النائب البرلماني المثير للجدل إبراهيم القصاص، فكان من الذين سقط عنهم القناع في برنامج “ألو جدة”، حين قال أن “سيادة رئيس الجمهورية السابق أشرف من كثير من السياسيين الذين تداولوا على الحكم في البلاد”.
وذهب بعيدا حيث دعاه للقدوم إلى بيته في الجنوب، متعهدا بتوفير الحماية له وأنه “لا أحد سيمسّك بضر فنحن أهل الجنوب أهل نخوة وسندافع عنك”.
ورغم إبلاغه في نهاية البرنامج أنه وقع ضحية مقلب، واصل في الدفاع عن مواقفه، فجلب لنفسه نارا من الإنتقادات في تونس، رد عليها حسب بعض الوكالات بطريقة لا أخلاقية مستعملا كلمات نابية ومتهما حركة النهضة بالوقف وراء حملة لتشويهه.

وغير بعيد عن محتوى الحصة، فقد أحدث برنامج “ألو جدّة” الكثير من الجدل في الساحة السياسية، وقد تطور الأمر لحد تداول الأخبار بإقدام الرئيس المخلوع على رفع دعوى قضائية عن طريق محاميه بهدف لوقف البرنامج، بدعوى أنه يسيء للرئيس السابق وعائلته.
ففي وقت ذهب بعض النشطاء مع بث الحلقات الأولى إلى الجزم بأن البرنامج يقوم بالدعاية الواضحة لزين العابدين بن علي، إلا أن كثيرون آخرون أكدوا أن فكرة هذا البرنامج تعتبر مبتكرة بعيدا عن “التقليد” الذي تلجأ إليه أغلب برامج الكاميرا الخفية التي تكتسح القنوات الفضائية العربية خصوصا في شهر رمضان.

وقد اشتعل فيسبوك نقاشا وجدالا من طرف النشطاء التونسيين حول هذا البرنامج الذي يجسد فكرة مبتكرة فريدة من نوعها، إليكم بعضها:

• أخبار
• ألو جدة
• إبراهيم القصاص
• الربيع العربي
• القناة التونسية التاسعة
• الكاميرا الخفية
• تونس
• حركة النهضة
• زين العابدين بن علي
• شهر رمضان
• عماد دغيج
• ليلى المكي
• محمد البوعزيزي
• مكي هلال
• وسيم الحريصي ميغالو