جلد النفس أصبح ماركة مسجلة في الجزائر، وهي طبعا ظاهرة صحية بامتياز، لكن وكما يقال إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده.
ألا تلاحظون إن معظم المسؤولين في بلادي يعلقون شماعة فشلهم على المواطن الأعزل وأصبحوا يصفونه بأبشع وأقبح النعوت؟
تعالوا معي نضع النقاط على الحروف على بعض السلوكيات التي أصبحت منتشرة هنا وهناك، ثم نشير بالأصبع على الجرح و نحدد المسؤوليات بكل موضوعية وبعيدا عن الحساسيات والحسابات الضيقة، ولنعطي مثالا حيا عن ظاهرة العنف في المستشفيات.
هل حقا المواطن الجزائري عنيفا بطبعه أم عنفه هذا ناتج عن تراكمات لتسيير كارثي لجميع القطاعات بدون استثناء؟
يكفيك فقط أن تلج باب المستشفى لتكتشف من يكون في استقبالك، فغالبية أعوان الاستقبال يتم اختيارهم من بين المسبوقين قضائيا (طبعا أنا لست ضد إدماج هاته الفئة في المجتمع)، لكن أن نضعهم في الواجهة وهم لا يملكون أدنى تكوين في إرشاد وتوجيه المريض، فهذا ضرب من الجنون والرعونة.
@ طالع أيضا: خذوا الحكمة من “سبيسيفيك”..!
نحن هنا لا نتحدث عن الطبيب أو الممرض أو الإداري، بل عن منظومة صحية شهد لها أصحابها بأنها كارثية، رغم الملايير التي صرفت من أجلها، وما تسمية القطاع بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات لخير دليل على تضييع عقود من الزمن في محاولة إنعاش جسد ميت.
يكفيك فقط أن تلج باب المستشفى لتكتشف من يكون في استقبالك، فغالبية أعوان الاستقبال يتم اختيارهم من بين المسبوقين قضائيا (طبعا أنا لست ضد إدماج هاته الفئة في المجتمع)، لكن أن نضعهم في الواجهة وهم لا يملكون أدنى تكوين في إرشاد وتوجيه المريض، فهذا ضرب من الجنون والرعونة.
عندما تدخل بهو المستشفى فلا يمكنك التفريق بين الممرض والطبيب وعاملة النظافة، فتجد نفسك حائرا مع من تطلب يد المساعدة.
طبعا الحديث عن المعدات الطبية فهو ذو شجون، فلا ينكر إلا جاحد ما صرفته الدولة في هذا المجال من أجهزة أشعة وتحاليل طبية وذلك بأبهظ الأثمان، لكن معظمها معطلة أو لم يتم إخراجها من الصناديق أصلا.. ماذا نسمي هذه الأفعال؟ أليس هذا تسيب ولا مسؤولية مع سبق الإصرار؟
أما مشكل نقص الأطباء المختصين، فحدث ولا حرج، فقد تجد مستشفى بدون طبيب مختص في الولادة، فتموت الحامل بين أروقة المستشفيات أو في الطريق.
هل يعلم أخي المواطن أن معظم مرضى السرطان يموتون قبل أن يأتي الموعد الذي حدده الطبيب لهم من أجل العلاج الكيميائي؟
طبعا لا يكفي المجال لذكر الكوارث التي أنتجها التسيير العشوائي للوزراء والمدراء الولائيين الذين توالوا على هذا القطاع.
أنا فقط حاولت قدر الإمكان أن أضع في الصورة هؤلاء الذين يلقون باللائمة على المواطن المقهور، وهم لا يدرون بأنهم يريدون أن يعالجوا ردة الفعل من دون أن يشرحوا الأفعال الشنيعة التي ولدت تلك الردات…
و للحديث بقية.
@ طالع أيضا: الصحة الجوارية.. كفاءات حاضرة وإمكانيات غائبة
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.